أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هشام الغزالي: 15 مليون سيدة مصرية بحاجة لمسح طبي للثدي (حوار)

07:35 م الجمعة 05 أكتوبر 2018
هشام الغزالي: 15 مليون سيدة مصرية بحاجة لمسح طبي للثدي (حوار)

أستاذ علاج الأورام: أورام الثدي الأكثر شيوعًا بين المصريات و4 حالات مصابة تظهر كل ساعة

نسب الشفاء 100% عند الاكتشاف المبكر و22% في المراحل المتأخرة.

السمنة وحقن الهرمونات عقب انقطاع الدورة الشهرية يسببان السرطان.

3 خطوات ضرورية للكشف المبكر أبرزها "الأشعة" والكشف الذاتي.

حوار- مصطفى عريشة

تصوير- أحمد النجار

دخلت أورام الثدي مرحلة جديدة من التطور على مستوى العلاجات، ما رفع من نسب الشفاء إلى 100% شريطة الاكتشاف المبكر للورم، وتعددت العلاجات المتطورة ما بين العلاج المناعي والعلاج الهرموني والعلاج الموجه.. وغيرها.

الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام بكلية طب جامعة عين شمس، رئيس الجمعية الدولية للأورام، تحدث لـ"الكونسلتو" عن أبرز علاجات سرطان الثدي وأهمية اختيار العلاج المناسب للمريضة في الشفاء من الورم، كما تحدث عن طرق الوقاية وإجراءات الكشف المبكر، بالإضافة إلى أنواع أورام الثدي ومرحلة التعافي وأسباب الانتكاسة.

وإلى نص الحوار..

ما النسب التي تم رصدها حول سرطان الثدي عند السيدات؟

أورام الثدي أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين السيدات في مصر بعد سرطان الكبد، وتمثل نحو 38% من حالات الأورام، ولدينا 4 حالات مصابة بسرطان الثدي كل ساعة، ونسب الشفاء 100% في المراحل الأولى لاكتشاف المرض، وتنخفض إلى 22% في المراحل المتأخرة للكشف، وبالتالي من الضروري الارتكاز على 3 محاور أساسية لمواجهة سرطان الثدي، الأول الوقاية والثاني الكشف المبكر والثالث العلاج بالطرق المناسبة وليست الأغلى.

كيف نقوم بعملية الوقاية؟

تتم عملية الوقاية من سرطان الثدي عن طريق عدة أشياء حددتها منظمة الصحة العالمية، تمكننا من تفادي حدوث 40% من حالات الإصابة بأورام الثدي في العالم، وأهم تلك الإجراءات الوقائية على الإطلاق التوقف عن التدخين، وتجنب السمنة التي تعاني منها سيدات كثيرات في مصر حيث تُصنف مصر في المركز الثاني عالميًا بعد الكويت في أعداد المصابين بالسمنة، وتحجيم السمنة يكون عن طريق ممارسة الرياضة يوميًا والبُعد عن الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات، والبعد عن استخدام الهرمونات بعد انقطاع الدورة الشهرية للسيدات عند سن الـ45 وهي هرمونات تعويضية للحفاظ على جمال البشرة والعظام ولكن لها تأثير سلبي حيث تعرضهن للإصابة بسرطان الثدي وسرطان الغشاء المبطن للرحم، ويفضل عدم استخدام الهرمونات وإذا لزم الأمر يجب أن يكون تحت إشراف طبي.

ما آليات الكشف المبكر لسرطان الثدي؟

ينقسم الكشف المبكر إلى 3 أشياء رئيسية، الأول الكشف الدوري للسيدة، والثاني الكشف الذاتي للسيدة، والثالث هو الكشف بواسطة جهاز الأشعة "الماموجرافي"، ومن الضروري لإتمام تلك الخطوات وجود توعية بأهمية الكشف المبكر دون خوف، والكشف الذاتي يعتمد على كشف السيدة على نفسها عقب الاستحمام في المرآة، وتنظر هل هناك اختلاف في شكل الثدي سواء ارتداد في الحلمة للداخل أو تجاعيد في جلد الثدي أو "كرمشة"، ووجود احمرار في جزء من الثدي ضمن العلامات، وتبدأ السيدة في الانحناء للأمام للتأكد من وجود شد على الجلد في أي منطقة في الثدي، ثم تتحسس الثدي الأيمن باليد اليسرى والثدي الأيسر باليد اليسرى بحركات دائرية بحيث أنها تقسم الثدي إلى 6 مناطق هي الربع العلوي الداخلي، والربع العلوي الخارجي، والربع السفلي الداخلي، والربع السفلي الخارجي، ومنطقة الحلمة ومنطقة أسفل الإبط، وإذا وجدت أي تغير في تبوغرافيا الثدي أو اختلاف أو وجود أي كتل جديدة على الثدي يجب التوجه إلى الطبيب فورًا.

هل أي كتلة في الثدي تعد ورم خبيث؟

أؤكد أنه لا داعي للقلق من وجود أي كتلة في الثدي، لأن نسبة 1 إلى 20 فقط يمكن أن تكون ورم، كما أن احتماليات علاج الحالة دون استئصال الثدي أصبحت 99%، لذا أدعو السيدات إلى عدم القلق.

ما إجراءات الكشف المبكر؟

15 مليون سيدة في مصر نحتاج إلى عمل مسح طبي لهن للتأكد من عدم إصابتهن بسرطان الثدي، والكشف عن طريق "الماموجرام" وهي أشعة بسيطة نتمكن من خلالها رؤية أي كتل موجودة في الثدي أو أي تكيسات غريبة الشكل أو تأثر في الحلمة، ونسبة الحساسية في جهاز "الماموجرفي" 98% ما يجعلنا نكتشف الورم قبل أن تشعر السيدة بأي أعراض أو تظهر أي مشكلة لديها، وهذه الحالة تكون نسب الشفاء فيها 100%، والسرطان عبارة عن خلية موجودة في الثدي بدأت تنقسم انقسام عشوائي وتسببت في كتلة سرطانية تحتاج إلى إمدادات الغذاء الخاصة بها فتظل تكبر وتضغط على ما حولها، وتضغط على الحلمة والقنوات اللبنية فتسبب جرح ونزيف وبعد ذلك تظهر على الجلد في الخارج وترسل تيارات إلى الكبد والقلب والرئة والمخ والعظام وتدمرهم.

كيف يتم تشخيص حالات الإصابة بسرطان الثدي؟

بدأ العلماء في فهم أورام الثدي بشكل مختلف فلم يعد الاهتمام بالورم فقط، لأن هناك خلايا سابحة في جسم السيدة المصابة فأصبح الهدف الرئيسي للعلاج هو الشفاء التام والهدف الثاني هو الحفاظ على الثدي، فأصبح تقديم العلاج حسب الخلايا البيولوجية الموجودة في الورم، لذا ليس كل السيدات المصابات يتم علاجهم بالكيماوي أو الإشعاعي وتقديم العلاج يختلف من حالة لأخرى، والتشخيص يعتمد على أخذ عينة "إبرة" سميكة معينة مخصصة لذلك، ونؤكد للمرضى أن هذه العينة لا تؤدي لانتشار الورم كما يعتقد البعض ولكنها هامة في عمل خطة العلاج لأنها أهم شيء في علاج أورام الثدي لأن أهم علاج لسرطان الثدي هو أول علاج، لأنه يزيد من نسب الشفاء، والدليل على ذلك هو النجاح في علاج أورام القولون من الدرجة الرابعة في مرحلة العلاج الأولى ووصلت نسبة الشفاء إلى نحو 80%، أما الخط الثاني في العلاج يصل نسبة الشفاء فيه إلى 12% لذا نؤكد على أهمية التشخيص السليم وأن يكون اختيار العلاج الأول مناسبًا لحالة المريض.

هل يوجد علاجات لأورام الثدي قبل الاستئصال؟

بالطبع، علاج ما قبل استئصال الورم الهدف منه في الورم ثلاثي السلبية هو اختفاء نسبة كبيرة من الورم وانكماشه نهائيًا ونسب الشفاء تصل إلى 100% في هذه الأورام، ونحتاج إلى جراحة بسيطة لإزالة مكان الورم حتى بعد اختفائه، واحتمالات اختفاء الورم التام في هذه الحالة 76% ومحاولات حدوث انتكاسة لهذه الحالات تكون مثل الأشخاص الطبيعيين.

هل يمكن علاج حالات أورام الثدي بالأقراص الهرمونية فقط بدلًا من الكيماوي؟

بالطبع، يمكن بعد أخذ عينة من الورم في الثدي نجدها تستجيب استجابة كبيرة للهرمون أفضل من العلاج الكيماوي وبالتالي نستخدم الأقراص الهرمونية وخاصة في السيدات فوق الخمسين، وهو ما يؤدي لحدوث انكماش تدريجي للورم، ربما يأخذ وقت أطول "اليومينال أي ديزيز"، وعند وصول الورم لأقل حجم ممكن يتم استئصاله.

ما أنواع أورام الثدي؟

لدينا 4 أنواع لأورام الثدي، النوع الأول أورام الثدي ثلاثية السلبية هو أكثرهم خطورة لسرعة نموه، وكلما كان اكتشافها مبكرًا كلما كانت احتمالات الشفاء منها عالية جدًا، ويتم استخدام العلاج المناعي والعلاج الكيماوي في علاجه، والنوع الثاني أورام "اليومينال أي ديزيز" وهو النوع الذي يكون فيه الهرمونات إيجابية بشدة وهو ما يجعلها تستجيب للعلاج الهرموني، والنوع الثالث هو "الهير تو ديزيز" ويكون فيها الجين به طفرة معينة نستطيع من خلالها منح علاج موجه للخلايا المصابة بالورم دون التأثير على باقي الخلايا، ويكون إيجابي جدًا سواء مع العلاج الكيميائي أو بدونه حسب كل حالة، والنوع الرابع هو "الهير تو بوزيتف" مصاحبًا لهرمونات إيجابية أو الهرمونات سلبية، ونستطيع استخدام العلاجات الموجهة مع العلاج الهرموني للنوع الإيجابي، أو استخدام العلاجات الموجهة فقط أو مع العلاج الكيماوي بالنسبة للنوع ذو الهرمونات السلبية.

ما الإجراءات اللازمة لمرحلة مع بعد التعافي من سرطان الثدي؟

هناك علاجات وطقوس مصاحبة تساعد المريضة، فمثلًا نحن نحافظ في مرحلة العلاج على الثدي ونحافظ على المريض، لذا يجب الاهتمام في مرحلة ما بعد التعافي بتغذية السيدة والحفاظ على الحالة النفسية للسيدة وشكلها، وأصبحت الخطوط الاسترشادية العالمية توصي بضرورة استخدام قبعة التبريد "الكاب كولينج" للحفاظ على الشعر ومنع سقوطه مع استخدام العلاج الكيمياوي، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة أثناء العلاج وبعد العلاج حيث أنه يساعد على تخفيف الحِمل النفسي كما يساعد في زيادة نسبة الشفاء وعدم حدوث انتكاسة وارتداد للورم، كما أن اليوجا وجلسات التأمل "الميديتيشن" تساعدا في تحسين الحالة النفسية للسيدة، وبالتالي من الضروري إدارك أننا نعالج إنسان وليس فقط نعالج ورم في الجسم لذا يجب الحفاظ على الحالة كاملة، كما نحافظ على الحالة كأنثى من قدرتها على الحمل والإنجاب والحفاظ على الثدي.

وعقب التعافي يجب عمل متابعات دورية للاطمئنان على الحالة والتأكد من عدم ظهور أي مشكلة، ويكون الفحص كل عام في الطبيعي، أمام السيدات اللاتي لديهم معدلات الخطورة أعلى يتم الكشف عليهم كل 6 أشهر أو 3 أشهر، وهناك حالات يتم منحها أقراص علاج هرموني بشكل مستمر قد يصل إلى 5 أو 10 سنوات حتى يقلل احتمال حدوث الورم.

هل تواجه المريضات مشكلات عقب التعافي من أورام الثدي؟

عقب جراحات أورام الثدي تواجه المريضة مشكلة حيث تمنع استخدام يدها في ناحية الثدي المصاب الذي تم فيه الجراحة بسبب استئصال الغدد الليمفاوية كلها، ويتم نصحها بعدم قص أظافرها بشكل أكبر وعدم ارتداء خواتم ضيقة وعدم التعرض لأي لسعات أو حمل أشياء ثقيلة أو حدوث شك في اليد، خوفًا من حدوث التهاب ليمفاوي نتيجة عدم وجود الغدد الليمفاوية، ومن الطفرات التي حدث في الجراحة أنه أصبح بإمكاننا لإزالة الغدة الحارسة فقط دون الحاجة لإزالة كل الغدد الليمفاوية الموجودة أسفل الإبط وهي من الجراحات الرائعة حيث كانت تؤثر سلبًا على يد المريضة بسرطان الثدي، والغدة الحارسة هي أول غدة وصل إليها الورم فإذا كانت سلبية نستأصلها فقط وإذا كانت إيجابية نستأصل كل الغدد.

ما أكثر الحالات عُرضة للانتكاسة؟

أصحاب التأثر الكبير في الغدد الليمفاوية ويعني ذلك وصول الورم قبل علاجه إلى تلك الغدد، وأصحاب أمراض الثدي ثلاثية السلبية عُرضة للانتكاسة، بالإضافة إلى المصابين بنوع "الهير تو" الإيجابي لأن معدلات النشاط لديهم عالية، أو أن يكون حجم الورم عند المريضة كبير جدًا قبل العلاج، فكلما كان حجم الورم أقل تقل احتمالات الانتكاسة.

ما أكثر أنواع أورام الثدي شيوعًا؟

النوع الإيجابي للهرمون "الهير تو" ويشكل نحو 70% من السيدات في مصر، وهو ما يسهل علينا استخدام العلاج الهرموني دون الحاجة للعلاجات الأخرى والاستئصال.

متى نضطر لاستئصال الثدي؟

لم نعد نقوم بعمل استئصال جذري للسيدات في إلا في نسبة ضئيلة جدًا وذلك في حالتين الأولى عند يكون هناك ورم ثدي التهابي يكون فيه الجلد تأثر وحتى عقب الانتهاء من العلاج وزوال الورم وتركنا الجلد متأثرًا فإن هناك احتمالية ضخمة جدًا للارتداد في الجلد وحدوث انتكاسة للورم، أما الحالة الثانية أن يكون الورم متعدد في الثدي فمثًلا هناك حالات يكون بها 10 أو 15 ورم في الثدي، وبالتالي احتمالية عمل جراحة تحفظية صعب فنضطر لاستئصال الثدي، وأصبح الآن هناك عملية لتفريغ الثدي من الداخل واستبداله بحشو سواء كان عضل أو مواد أخرى مثل السليكون ويكون شكله طبيعي جدًا.

كيف تتم عملية بناء الثدي؟

نحتاج إلى بناء الثدي في حالات الاستئصال الكامل والتي تشكل نحو 1% من الحالات، وهي نسبة ضعيفة للغاية، ونستطيع عمل بناء ثدي من خلال عدة طرق أبرزها جلب عضلة من ظهر المريضة واستخدامها كحشو للجلد أو يتم استخدام حقن دهون داخل الثدي بحيث تمكننا من الحصول على ملمس طبيعي للثدي ويتم زراعة حلمة للثدي.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية