أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هل يمكن تحسين حالة الشرايين بتغيير أسلوب الحياة ونمط الغذاء؟

01:26 م الإثنين 21 مايو 2018
هل يمكن تحسين حالة الشرايين بتغيير أسلوب الحياة ونمط الغذاء؟

كتب- حاتم صدقي:

لما كانت أمراض القلب العامل الأول المسبب للوفاة في معظم أنحاء العالم، يتساءل كثيرون هل من الممكن تحسين حالة الشرايين والتخلص من الدهون المتراكمة على جدرانها عبر الزمن من خلال تغيير أسلوب الحياة ونمط الغذاء؟

وإذا كانت الإجابة بنعم فما أيسر الطرق المؤدية لذلك وما النصائح التي يوجهها أطباء القلب لكل من ترك الزمن بصماته السلبية على حالة شرايينهم؟

يرى الدكتور ريتشارد كلاسكو، استشاري طب الحالات الحرجة ببوسطن، أن تغيير أسلوب الحياة ونمط الغذاء يمكن أن يعيد عقارب الساعة للوراء، ويقول إن ممارسة التمرينات الرياضية يمكن أن تقلل من حجم الطبقات المسببة لتصلب الشرايين، كما يمكن أن تساعد في استقرارها بصورة تجعلها أقل احتمالا للتكسر ومنع تدفق الدم وإعاقة تدفق الدم، ما يقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية.

وقد نشأت فكرة تخفيض تجمعات الكوليسترول على جدران الشرايين والمعروفة طبيا باسم انحسار أو تراجع حالة التصلب من الملاحظة الوقائية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث لاحظ علماء نرويجيون أن ندرة الغذاء - خاصة ندرة الأطعمة الغنية بالدهون مثل الحليب والقشدة والزبدة والجبن - كانت مرتبطة بانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب، ما يشير إلى إمكانية مساهمة التغييرات الغذائية في تراجع تجمعات الكوليسترول على جدران الشرايين.

وأول دليل مباشر على الانحدار جاء في عام 1947. عند إجراء عمليات التشريح على المرضى الذين يعانون من سوء التغذية، حيث لاحظ أخصائو علم الأمراض أن تجمعات الكولسترول تميل عادة وليس دائما للخضوع للامتصاص، ولكن الدليل على الانحسار عند المرضى الأحياء يحتاج لمدة 40 سنة أخرى لحدوثه.

وهناك دراسة أجريت لأول مرة في عام 1947 على النظام الغذائي وخفض الكوليسترول أثبتت أن انحسار طبقات البلاك أو الكولسترول ممكن في البشر، بعد ثلاث سنوات، وأظهرت التجربة الرائدة في نمط الحياة أن تغيير نمط الحياة وحده بالغذاء السليم وممارسة الرياضة، دون أدوية خفض الكوليسترول، يمكن أن يؤدي إلى لتراجع تجمعات الكولسترول حتى في الشرايين شديدة التصلب.

ومع ذلك يري الدكتور ريتشارد أن التمسك بتغييرات نمط الحياة المطلوبة وحدها أمرًا صعبًا، فالنظام الغذائي كان غذاء كاملا، واتباع النظام الغذائي النباتي الذي حصر الدهون فيما لا يزيد عن 10 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية، كما أضطر الافراد بجانب ذلك للإقلاع عن التدخين، وأداء التمارين الهوائية المنتظمة. ومع ذلك، كانت تجربة "لايف ستايل هارت" صغيرة، حيث شملت 28 رجلاً فقط. لكن النتائج التي توصلت إليها سرعان ما تأكدت من خلال دراسات أكبر، بما في ذلك التحليل التلوي لعام 2015 الذي جمع البيانات من جميع التجارب المنشورة سابقًا ودرس قيم تعديلات نمط الحياة على أكثر من 2000 لوحة شريانية. وقدمت البيانات دليلا قاطعا على أن تغيير نمط الحياة، يمكن أن تقلل من مستوي البلاك.

على صعيد أخر، يري الدكتور إيهاب عطية أستاذ القلب بطب عين شمس، استحالة سير لويحات البلاك أو تجمعات الكولسترول علي جدران الشرايين في الاتجاه العكسي، لما تسببه من التهابات تترك بصماتها الدائمة علي جدران الشرايين، خاصة عند مرضي القلب وتصلب الشرايين، ولكن من الممكن لتغيير السلوك ونمط الغذاء بالنسبة لمثل هؤلاء أن يحافظ عليهم فقط من الإصابة بمزيد من التدهور ويجنبهم الأزمات القلبية المفاجئة. كما أن تخفيض تجمعات الكولسترول المتراكمة على جدار الشرايين بالنسبة لهؤلاء لن يتحقق بالعلاجات الدوائية بنسبة تزيد عن ما بين 1 إلي 2% فقط.

أما بالنسبة لمن يريدون أن يتجنبوا الإصابة بأمراض القلب ودهون الدم المرتفعة مستقبلا من الأفراد الطبيعيون، فهناك إمكانية لحدوث ذلك فعلا بتغيير أسلوب الحياة ونمط الغذاء، طالما أن شرايين القلب لم تتأثر. ومع كل ذلك، فإن الأمر في النهاية يعتمد -كما يقول الدكتور إيهاب عطية - على مدي إيمان الفرد بقيمة ما سيفعله، ومدي التزامه بحدوث التغيير المطلوب.

ويعني تغيير نمط الغذاء، الابتعاد عن تناول الأطعمة المشبعة بالدهن والعالية المحتوي من الكولسترول كاللحوم الحمراء واللحوم الملبسة بالدهن واستبدالها باللحوم البيضاء والأسماك الدهنية الغنية بزيت أوميجا3، مع الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات الطازجة الغنية بالألياف والأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية. ولابد أن ندرك أن هذا التغيير وحده لا يكفي، ولكن لا بد من تغيير أخر يصاحبه في أسلوب الحياة ذاته، فإذا كان الشخص مدخنا فعليه أن يقلع تماما عن التدخين، حتى يهيئ لشرايينه الفرصة لحدوث التغيير المطلوب. وبالطبع فإن ذلك يحتاج لفترة طويلة تتراوح بين عام إلى عامين.

أما التغير الحقيقي فيتم بممارسة الرياضة وأقلها المشي بانتظام لفترة لا تقل عن 45 دقيقة في اليوم بمعدل خمس مرات أسبوعيا.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية