تناول الأم للمضادات الحيوية قبل الحمل يؤثر على الطفل

كتبت رغدة مرزوق

أثبتت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة بحوث "مردوخ" للأطفال بالتعاون مع جامعة آرهوس في الدنمارك أن تناول المضادات الحيوية أثناء الحمل أو قبل حدوثه تزيد مخاطر تعرض الطفل للعدوى ودخول المستشفى.

ووفقًا لما نُشر بموقع «Inquirer»، اعتمدت الدراسة على بيانات وحقائق عن أكثر من 750,000 امرأة حامل منذ عام 1997 حتى عام 2009 في الدنمارك، وكشفت أن 1 من كل 5 نساء تناولن مضادات حيوية أثناء فترة الحمل، وأن واحدة من كل 3 نساء تلقوا مضادات حيوية قبل الحمل بـ 18 شهر.

 ووجد فريق البحث بعد وصول هؤلاء الأطفال لعمر الـ 14 عام، أن الأطفال الذين تلقت أمهاتهم مضادات حيوية أثناء الحمل هم أكثر عرضة بنسبة 20% للدخول للمستشفى بسبب العدوى مقارنة بالأطفال الذين لم تتناول أمهاتهم المضادات الحيوية، وأن الخطر كان أعلى عند أطفال الأمهات اللاتي تناولن الأدوية قبل الولادة بمدة قصيرة أو تناولوا أكثر من جرعة واحدة من المضادات الحيوية أثناء فترة الحمل.

ويرتفع خطر عدوى الأطفال الذين يتم ولادتهم طبيعيًا مقارنة بالمولودين قيصريا،ويعتقد فريق البحث أن ذلك مرتبط بتأثير ميكربيوم الأمعاء (كائنات حية في الجسم)، حيث يحصل الأطفال الذين يولدوا طبيعيًا على الميكربيوم الخاص بهم من أمعاء الأم، وقناة الولادة، والتي يمكن أن تتأثر بالمضادات الحيوية، بعكس الأطفال الذين يولدوا بالعملية القيصرية والذين يتلقوا الميكروبيوم من جلد الأم وبيئة المستشفى.

وأثبت الباحثون أن الأمهات اللاتي تناولن المضادات الحيوية قبل حدوث حمل هم أكثر عرضة للعدوى بجانب بعض العوامل الأخرى التي ربما تساهم في خطر إصابة الأم والطفل مثل الجينات أو بيئة المنزل.

وقالت الباحثة الدكتورة جيسيكا ميلر، إن العدوى أثناء الحمل تعد أمرًا شائعًا ويحتاج إلى العلاج فوريًا، وأن الناس تحتاج بالفعل لاستخدام المضادات الحيوية ولكن بشكل معقول وبعناية بما في ذلك الحوامل لأنها تعمل على خفض البكتيريا الجيدة الموجودة في ميكربيوم الأمعاء وهي مهمة في نمو الجهاز المناعي، وللوقاية من الأمراض.

 وتشجع منظمة الصحة العالمية ليس فقط النساء الحوامل، بل كل البشر على التفكير جيدًا حول استخدام المضادات الحيوية، حيث أصبحت إحدى أكبر المهددات للصحة العالمية.