أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

شلل الأطفال يجبر عجوزًا على الحياة برئة حديدية

07:07 م الأحد 27 مارس 2022

كتبت - ندى سامي:

قبل أن يرى لقاح شلل الأطفال النور عام 1955، دفع الكثير من الأطفال حول العالم ثمن ذلك المرض اللعين، من بينهم بول ألكسندر، الذي خاض ضده رحلة صراع طويلة، بدأت في السادسة من عمره واستمرت حتى يومنا هذا.

يعتبر ألكسندر آخر الأشخاص الذين ما زالوا يعتمدون على "الرئة الحديدية" ذات الـ300 كيلو جرام، التي أشيع استخدامها، عندما استشرى شلل الأطفال في جميع بلدان العالم.

في أحد أيام شهر يوليو 1952، في صيف شديد الحرارة، بإحدى ضواحي دالاس الهادئة، هاجمت أعراض شلل الأطفال ألكسندر أثناء لعبه مع أقرانه، حيث شعر بصداع شديد وألم في رقبته، تلاهما حمى، لاحظتها أمه بعد وصوله للمنزل، فخلد للنوم، في انتظار أن يسترد عافيته بعد الاستيقاظ، وفقًا للصحيفة البريطانية "الجارديان".

لم يجدِ النوم نفعًا مع ألكسندر، حيث ظلت حرارته مرتفعة وتفاقمت الآلام في أطرافه، فأسرع والديه في إبلاغ طبيب الأسرة، الذي تبين له منذ الوهلة الأولى أن الصغير مصاب بشلل الأطفال، الذي كان متفشيًا آنذاك في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه نصح بعدم نقله إلى المستشفى، خاصةً أن لديه فرصة أفضل للتعافي في المنزل.

في اليوم الخامس، ساءت حالة الصبي، لم يعد بإمكانه الحركة أو البلع أو السعال، ما دفع والديه لاصطحابه إلى المستشفى، لكن اكتظاظها بالأطفال المرضى جعلهما ينتظران لوقتٍ طويل، حتى أخبرهما الطبيب بأنه لا توجد طريقة لمساعدته، سوى أن يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي.

اقرأ أيضًا: أنواع متعددة لشلل الأطفال.. إليك أعراضه وطرق علاجه

كان سيموت ألكسندر لو لم يقرر طبيب آخر فحصه مرة أخرى، حيث أخذه إلى غرفة العمليات وأجرى شقًا طارئًا للقصبة الهوائية، لشفط الاحتقان في رئتيه، الذي لم يستطع جسده المشلول طرده.

بعد ثلاثة أيام، استيقظ الصبي، ليجد نفسه مغلفًا بآلة، حالت بينه وبين الحركة والرؤية، حيث كان رأسه مغطأه بالفينيل وجسده داخل أسطوانة حديدية.

عندما أزيل الغطاء حول رأسه، كل ما استطاع رؤيته هو رؤوس أطفال آخرين، أجسادهم مغطاة بنفس الاسطوانة المعدنية وممرضات يرتدين الزي الأبيض، يبذلن قصارى جهدهن، للتصدي لمرض شلل الأطفال، الذي كان مستشريًا بالولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.

الساعات كانت لا تمر على الصبي الذي لم يستطع التحدث ولا حتى إخبار الممرضات أنه بحاجة للتنظيف، كان يسمع صرخات الأطفال ويتواصل معهم بعينيه فقط.

قد يهمك: "آمن".. طبيبة تطمئن الأمهات: تطعيم شلل الأطفال ليس له آثار جانبية

تعافى ألكسندر من العدوى الأولية، ما لم يستطع حجابه الحاجز فعله من أجله فعلته الرئة الحديدية، كان مستلقيًا على ظهره ورأسه مستريح على وسادة وجسده مغطى بالأسطوانة المعدنية ما عدا رأسه.

حاولت طبيبة أن تعلم الصبي الذي قضى أول عامين داخل تلك الاسطوانة الحديدية، مساعدته على التنفس بدون رئة، عن طريق تقنية تعرف بـ"التنفس البلعومي اللساني"، تعتمد على حبس الهواء في تجويف الفم والحلق، من خلال تسطيح اللسان مع إغلاق الفم، تدفع عضلة الحلق الهواء لأسفل عبر الأحبال الصوتية وصولًا إلى الرئتين، أطلق عليها ألكسندر اسم "تنفس الضفدع"، استطاع تعلمها في غضون 12 شهرًا.

على الرغم من أنه كان لا يزال بحاجة إلى النوم في الرئة الحديدية كل ليلة في سن 21 عامًا، أصبح أول شخص يتخرج من مدرسة ثانوية في دالاس دون حضور، التحق بكلية الحقوق بجامعة تكساس في أوستن، صار محاميًا في دالاس، ممثلًا لعملائه في المحكمة ببدلة من ثلاث قطع وكرسي متحرك معدل، يحمل جسده المشلول في وضع مستقيم.

في سن الـ74، أصبح مرة أخرى محبوسًا في الرئة بدوام كامل، بعد تعرضه لوعكة صحية اضطرته لذلك، ليصبح الشخص الأخير في العالم الذي ما زال يستخدم رئة حديدية.

قد يهمك أيضًا: الفئات الممنوعة من تلقي تطعيم شلل الأطفال

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية