أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

محمد إسماعيل يكتب: أين العقل والحكمة في الوقوف أمام القطار؟

01:48 م الخميس 29 مارس 2018
محمد إسماعيل يكتب: أين العقل والحكمة في الوقوف أمام القطار؟

ليس من المفترض أو الممكن أن تقف أمام قطار أو عربة نقل طائشة أو حتى موتوسيكل بعجلتين وتعتبر هذا من قبيل العقل والحكمة لأن النتيجة معروفه مسبقا، إذن كيف يمكن الوقوف أمام مصير مؤكد تشير إليه تلك العبارة الشهيرة «التدخين يؤدى للوفاة والإصابة بأمراض السدة الرئوية والسرطان»، ثم تستمر فى التدخين فقط لأن النتيجة السلبية لم تتحقق بعد وإن كانت مؤكدة في المستقبل، وعندما تقول لأحدهم عن الخطر الحقيقي الذي يرافق التدخين، تفاجأ بالإجابة «إيه يا عم إيه اللي جرالك.. ده أنا جدي توفى وعمره 94 سنة ومكانش عنده أي مرض مع العلم إنه كان بيدخن علبتين سجاير في اليوم.. إيه رأيك؟».

ربما تكمن الإجابة في أن مرض السدة الرئوية المزمنة وهو مرض خطير ويعد رابع سبب للوفاة في البلاد النامية، وتشير التقارير الدولية إلى أنه سيصبح ثالث سبب للوفاة بحلول عام 2020، ويشكل التدخين السبب الرئيسي للإصابة به، لم يكن يتم تشخيصه بشكل جيد في الماضي، ولكن التقدم العلمي أدى لزيادة نسبة تشخيص المرض واكتشاف أسراره بشكل أوضح.

وهناك تفسير علمي آخر سمعته من الدكتور أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية، يقول إن معظم المدخنين لا يشعرون بحجم الضرر الذي وقع على الرئة إلا إذا خضعوا لكشف وظائف الرئة، لأن الإنسان الطبيعي يحتاج أن يتنفس من 6 لـ 8 لتر في الدقيقة ليحصل على احتياجات الجسم من الأكسجين، وقدرة الرئة على التنفس تتراوح ما بين 150 لـ 200 لتر في الدقيقة، وبالتالي إذا فقدت ربع قدرتها أو نصفها فإن المريض لن يشعر بالفرق، وهذا ما يفسر أن مرضى الأمراض الصدرية بسبب التدخين لا يشعرون بمقدار الخسارة التي تعود عليهم فورا.

ويعتقد معظم المرضى أن الكحة والبلغم أمر طبيعي رغم أنها أعراض أساسية للإصابة بمرض السدة الرئوية المزمنة، وهذا المريض يعتبر من حالات الدرجة الرابعة الخطيرة، ولذلك يكون علاجه الأساسي هو التوقف عن التدخين تماما وتناول موسعات شعب ممتدة المفعول.

ورغم أن التحذيرات والحقائق العلمية تؤكد أن الوفيات من الأمراض الناتجة عن التدخين تبلغ 5.4 مليون شخص سنويا بمعدل حالة وفاة كل ٦ ثوانٍ، نصيب مصر منها أكثر من 170 ألف حالة وفاة سنويا، إلا أن ذلك لم يساهم إلا بنسبة ضئيلة في توقف المدخن عن تدخينه، بل إن الغالبية الساحقة لا تستمع أو تلتفت له وكأن شيئا لم يحدث.. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا يتجاهل المدخن تلك الحقائق الخطيرة المؤكدة التي تهدد حياته.. هل هو الإدمان؟.. وإذا كان الأمر كذلك، فمتى سنعترف به وتبدأ المواجهة ؟

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية