أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

دراسة تكشف عن أدوية جينية لعلاج سرطان الثدي غير القابل للشفاء

05:36 م الإثنين 06 يونيو 2022
دراسة تكشف عن أدوية جينية لعلاج سرطان الثدي غير القابل للشفاء

سرطان الثدي

وكالات

توصل بحث في مجال علاج السرطان يمكن أن يستفيد منه ملايين المرضى خاصةُ النساء المصابات بسرطان الثدي غير القابل للشفاء، حيث أسفر عن "نتائج مذهلة".

واعتمدت الدراسة التي قادها فريق علمي في ويلز على دواء جديد مصحوب بعلاج هرموني، تم اختباره على نساء تعاني من خلل وراثي في نوع السرطان المصابات به، وفقًا لـ"CNN عربي".

ووجدت الدراسة أيضا أن المريضات يمكن أن يتوقعن البقاء على قيد الحياة ضعف المدة تقريبا، بعد حصولهن على العلاج الهرموني، مقارنة مع مريضات تحصلن على العلاج القياسي (المتعارف عليه سابقا).

وقال البروفيسور روب جونز، المشرف المشارك في الدراسة، إن العلاج يمكن أن يمنح الناس مزيدا من الوقت للحياة مع من يحبون.

وكُشف عن هذه النتائج في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم، أقيم في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، ونُشرت النتائج في مجلة لانسيت أونكولوجي.

وأظهر البحث أن النساء اللواتي لديهن خلل جيني شائع في الورم السرطاني، يمكن أن يتوقعن البقاء على قيد الحياة لفترة مضاعفة تقريبا بعد حصولهن على علاج كابيفارتب Capivaertib الجديد، مقارنة بمن يعتمدن على العلاج القياسي وحده.

وقال البروفيسور روب جونز، من مركز فيليندر للسرطان وجامعة كارديف: "لم تكن هناك أبدا تجربة تستهدف هذا المسار الجيني في التعامل مع سرطان الثدي، والذي أظهر فرصة نجاة كبيرة مثل هذه، إنه حقا أمر غير عادي".

وأضاف: "عندما يتم تشخيص حالة مريض بالإصابة بسرطان متفشٍ (سرطان انتشر في اعضاء اخرى من الجسم)، فإن السؤال الملح بالنسبة له هو (كم يتبقى في العمر؟ هل سأرى أحفادي يكبرون؟)".

واعترف جونز أنهم لا يقدمون علاجا للمرضى، "لكننا نشتري للناس وقتا إضافيا مهما حقا، ليقضوه مع أسرهم وأصدقائهم".

ما الذي بحثته التجربة الجديدة؟

تحتوي خلايا سرطان الثدي على مُستقبلات ترتبط بها الهرمونات والتي تسمح للورم بالنمو.

ويسمى السرطان الذي يحتوي على هرمون الاستروجين بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين أو سرطان الثدي الإيجابي (ER).

ويمثل هذا نحو 70-80 بالمئة من حالات الإصابة الجديدة بسرطان الثدي في بريطانيا، والتي تبلغ 56 ألف حالة كل عام.

وبالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان غير قابل للشفاء، يمكن أن يساعد العلاج الهرموني، ولكن غالبا ما يصبح المرضى مقاومين له.

ومن المعروف أن بروتينا معينا داخل الجسم وهو اية كية تي (AKT)، يقود هذه المقاومة.

وقامت التجربة التي أطلق عليها اسم فاكشن FAKTION، بتقييم إلى أي مدى يمكن للعقار الجديد كابيفارتب Capivaertib، الذي يثبط نشاط البروتين AKT، أن يحسن التوقعات بالنسبة للمرضى عندما يقترن بالعلاج الهرموني فولفيرستانت Fulverstant.

وشارك في التجربة 140 مريضا من 19 مستشفى، تحت قيادة مركز فيليندر التابع لهيئة الصحة العامة في كارديف، ومستشفى كريستي في مانشستر، إلى جانب جامعتي كارديف ومانشستر.

وأظهرت النتائج أن المريضات اللاتي يعانين من بعض الطفرات الشائعة في السرطان (وبلغ عددهن 55 بالمئة من النساء الخاضعات للتجربة) يمكن أن يتوقعن العيش لمدة 39 شهرا بعد تناول الدواء الجديد، مقارنة بالعيش 20 شهرا في المجموعة الضابطة، بالنظر إلى الهرمون والعلاج الوهمي.

وظهر أيضا أن النساء اللواتي لم تكن لديهن إحدى هذه الطفرات الشائعة لم تكن لديهن فرص كبيرة في البقاء على قيد الحياة لفترة أطول، مما يعني ضرورة توجيه العلاج بشكل أفضل وتقديمه لمن قد تحصلن منه على استفادة.

ويوضح البروفيسور جونز أن "ما نريد دائما فعله مع مرضى السرطان هو أن نقدم لهم العلاج الذي يناسبهم بشكل أفضل".

ويقول: "نحن نتحرك أكثر فأكثر نحو تحديد أنماط التصنيف الجينومي، ونعمل على تحديد المرضى الذين سيستفيدون، وقد نجحت هذه التجربة في انتقاء هؤلاء المرضى".

وأضاف أن نسبة الـ 55 بالمئة من النساء المستفيدات من هذا العلاج، تعادل احتمال استفادة عشرات الملايين من النساء في العالم، اللاتي قد يكون هذا العلاج فعالا لديهن.

ويعتمد البحث الأخير على النتائج المنشورة في عام 2019، وتجري الآن تجربة سريرية واسعة النطاق للمرحلة الثالثة من العلاج، تشمل حوالي 800 مريض من جميع أنحاء العالم.

وإذا ما نجح الأمر فقد يمهد هذا الطريق لاستخدام علاج كابيفارتب، الذي طورته شركة أسترازينكا، ليصبح علاجا قياسيا لهذا النوع من السرطان.

يسلط البحث الضوء على الأهمية المتزايدة لفهم كيف يمكن أن تؤثر الشفرة الجينية للسرطان على العلاجات التي قد تعمل بشكل أفضل.

ويلز هي المنطقة الوحيدة التي ترسل عينات أنسجة من جميع مرضى السرطان حديثي الإصابة بالمرض، للاختبار الجيني.

من خلال تفسير الأخطاء الجينية أو الطفرات التي تلعب دورا، يمكن أن يساعد ذلك في تحديد كيف يمكن أن يتطور السرطان وما هي العلاجات التي قد تعمل بشكل أفضل، مما يعني أنه يمكن تفصيل أو تخصيص المزيد من العلاج للفرد.

وقالت الدكتورة هيلين روبرتس، رئيسة خدمة الأورام الصلبة في حدمة الطب الجينومي في ويلز: "ليس بالضرورة أن يكون أحد الأدوية هو أفضل علاج لجميع المرضى المصابين بنوع معين من السرطان، لذلك نحن نبحث في كيفية أن تقودنا الشفرة الجينية إلى تحديد العلاج المناسب.

وأضافت: "يمكن أن يكون ذلك موفرا لتكلفة العلاج، فنحن نريد استخدام العقاقير حيث ستكون فعالة، ولا نريد أن نمنح مريضا شيئا ليس له أي تأثير، لذا فنحن سنحقق نصرا مزدوجا".

"لدينا التكنولوجيا والخبرة الآن لنقرر كيفية المعالجة بصورة فردية (حسب طبيعة كل حالة)، ونفكر في أفضل ما يناسبك".

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية