أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

«صيدلية تويتر» و«السوق السوداء».. رحلة البحث عن الأدوية الناقصة

03:29 م الأربعاء 04 أبريل 2018
«صيدلية تويتر» و«السوق السوداء».. رحلة البحث عن الأدوية الناقصة

دواء

كتبت أمنية قلاوون

لم تعتقد فاطمة محمد، ربة منزل، أن قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016، قد يؤثر على صحتها، إلا أن ذلك ما حدث بعد قرار وقف استيراد مجموعة من الادوية، بينها «أوكسيبرال آر» لسيولة الدم، والذي يعالجها من تجمع دموي على الشبكية، حتى يصل الدم إلى المخ وتتمكن من الرؤية.

قالت فاطمة إن نقص الدواء وعدم توافر بدائله جعلها تبحث قرابة الأسبوعين في كل الصيدليات التي تستطيع الوصول إليها، حتى لجأت إلى إحدى المبادرات التي تعمل على توفير الأدوية الناقصة لتساعدها على توفير الدواء.

فاطمة لم تكن وحدها فكثيرون يعانون من أزمة نقص الأدوية، كما ظهرت عدد من المبادرات أيضا خلال الأشهر الماضية لمحاولة توفير الأدوية الناقصة، بعضها استغل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، و الآخر يسعى لتوفير النواقص أو صنع بدائل لها.

«صيدلية تويتر»: «ريتويت» بصورة الدواء

أطلق عبدالله فوزي مبادرة «صيدلية تويتر» في أكتوبر 2016، لتوفير الأدوية الناقصة في السوق، واستغل تويتر وتغريداته للوصول إلى أكبر عدد ممن يبحثون عن الأدوية، وذلك عن طريق قيام الشخص الذي يحتاج لنوع ناقص من الأدوية بتصوير الدواء وكتابة الاسم ورقم الهاتف الخاص به، ثم يعيد عبدالله، نشر صورة الدواء، ويذهب أحيانا إلى الشخص الذي يعلن أن الدواء متوفر ليوصله لمن يحتاجه.

من خلال عمله بإحدى شركات الأدوية الخاصة يبحث مؤسس صيدلية تويتر، في الشركات المنتجة عن الأدوية الناقصة، وإن لم يستطع توفيرها من خلال الشركات المنتجة يعتمد على التغريدات.

لا يستطيع عبدالله، حصر عدد المستفيدين من مبادرته، لكنه يشير إلى مساعدة الكثير من المرضى وتوفير أدوية أصحاب الأمراض المزمنة، مؤكدا أنه يقدم الدواء للمرضى بسعره الحقيقي: «أنا ما بستغلش الناس وببيع بالسعر الحقيقي، علشان لو احتاجت دوا ناقص حد يساعدني أشتريه».

يلاحظ عبدالله زيادة الطلب في الفترة الأخيرة على بعض الأدوية، ومنها: «الألدوميت الذي يعالج ارتفاع ضغط الدم، والأوكسيبرال الخاص بسيولة الدم، والبنسلين الصوديوم ممتد المفعول الذي يتعاطاه مرضى السكري، وحقن كوناكيون التي تستخدم لعلاج النزيف».

السوق السوداء: من9 لــ 200 جنيه

لم تعثر شيماء عادل، المقيمة في محافظة الشرقية على حقن «ديبوبين» المستوردة لعلاج سيولة الدم التي تحتاجها هي ووالدتها، ما جعلها عرضة لاستغلال السوق السوداء: «سعر الحقنة قبل التعويم كان 9 جنيه واضطريت أشتريها بـ200 جنيه».

غياب الحقنة المستوردة جعلها تستبدلها بالحقنة المصرية التي تشتكي من نقصها أيضًا: «الحقنة المصرية بتعملي تعب في جسمي أسبوع، وبتخليني مش قادرة أقوم من السرير ولو رحت مشوار بارجع تعبانة، وياريت بالاقيها بسهولة.. البديل المصري كمان ناقص».

عدم توافر الدواء والبديل المناسب لشيماء جعلها تستغني عن الدواء نهائيًا، رغم تحذيرات الطبيب لها بأن تسمتر في أخذ الحقن لمدة سنة ونصف: «عملت التحليل لقيت النسبة قلت، فقلت مش مستاهلة أتعب».

«الناظر» يستغنى عن المستورد بالبديل المصري

يجلس محمد إبراهيم- 11 عام في بلدته بالإسماعيلية، تمنعه إصابته بمرض قشر السمك من التمتع بالمياه على ضفاف القنال واللعب مع أقاربه، ظل محمد يعاني من المرض بسبب القشور الجلدية والجفاف الذي يعانيه، ومع زيادة سعر الدواء لم تستطع أسرته شراء الأدوية المستوردة كما لم يجدوا لها بديل مصري، حسبما أكد طبيب الجلدية دكتور هاني الناظر، الذي تبنى الحالة.

في فبراير 2017 أطلق الدكتور هاني الناظر، الرئيس الأسبق للمعهد القومي للبحوث، مبادرة «العلاج لغير القادرين»، والتي تهدف لزيادة الوعي بالأمراض الجلدية، واستقبال مشاكل المرضى على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وكتابة الدواء المناسب لهم إن أمكن تشخيص المشكلة دون الحاجة للفحص: «سهل استشارة الطبيب عن بعد في بعض الأمراض الجلدية»، ويقترح الناظر، على مرضاه البدائل المصرية للأدوية المستوردة.

بعد شهرين، تحسنت حالة الطفل محمد، الذي يعاني من قشر السمك وهو مرض نادر ووراثي، بعد استبدال دواءه المستورد غير المتوفر بدواء مصري مستخرج من نبات البصل، ويضيف الناظر: «بدأت تعميم الدواء المصري لتقليل العبء على المريض».

«صيدلية سواعد»: وفرنا الأدوية الناقصة لـ 40 ألف مريض

انطلقت مبادرة صيدلية سواعد الخيرية التابعة لجمعية نهر الخير، في نوفمبر 2017 لتوفير الأدوية الناقصة لغير القادرين من أهالي محافظة الأسكندرية، إلا أنها استطاعت العمل في عدد آخر من المحافظات.

تحصل الصيدلية على الأدوية عن طريق تبرعات أهالي الأسكندرية، بالإضافة إلى دعم مؤسسة «الدواء للجميع الخيرية» بالقاهرة، والتي ساعدت المبادرة على توفير أدوية الأمراض المزمنة.

أكد أشرف أن الصيدلية الخيرية لا تقبل الأدوية المنتهي صلاحيتها أو المفتوحة، وأنهم يستطيعون توفير أكثر من 500 نوع من الأدوية، «ساعدنا 40 ألف مريض بالمحافظات المختلفة، ولم نكتف بالأسكندرية فقط».

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية