أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

إدمان «الأفلام الإباحية».. الشاشات الجنسية وقود «البرود»

01:27 م الجمعة 02 مارس 2018
إدمان «الأفلام الإباحية».. الشاشات الجنسية وقود «البرود»

تحقيق– مصطفى عريشة
ترجمة- رغدة مرزوق

د. منى رضا: يسبب سرعة القذف وضعف الانتصاب.. ويُعالج كإدمان المخدرات

د. نبيل القط: يصيب بنزيف بالموصلات العصبية للمخ ويؤدي للبرود الجنسي

 

تنتشر الأفلام الإباحية على كثير من المواقع الإلكترونية، ويُقدم كثيرون على مشاهدتها، حتى يصلون شيئًا فشيء إلى مرحلة إدمان المشاهدة، فتتأثر حياتهم وعلاقاتهم الحميمة.

تثبت بعض الدراسات أن إدمان الإباحية سلوك إدماني حقيقي كإدمان المخدرات والخمور، يصاحبه انخفاضًا في السيطرة على منع المشاهدة، رغم العواقب والمشاعر السلبية والتغيرات التي تحدث في كيمياء المخ نتيجة التعرض المفرط لذلك.

وترفع هذه المشاهدات من نسبة اللذة في المخ بدرجة تثير بعض مراكزه، ووُجد من خلال إخضاع المشاهدين لتجربة يتم فيها حقن مادة نشطة وتصوير المخ أثناء المشاهدة، أن ما يحدث للمخ وقت تعاطي المخدرات هو نفسه ما يحدث أثناء مشاهدة الأفلام الإباحية.

يقول الدكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، إن الجنس بشكل عام علاقة بين اثنين أما في الأفلام الإباحية لا يكون فيها علاقة وبالتالي يُحرم الجسم من التفاعل الحسي المباشر في العلاقة الجنسية ويتدرب المخ على ذلك.

يضيف «القط» لـ«الكونسلتو» أنه في حالة العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة يكون هناك تفاعل ولغة متبادلة حسية بينهما، عند تقبيلها مثلًا، من خلال النظر في عينيها واستقبال رجع الصدى بعد تقبيلها من خلال إبدائها سعادة أو تعبيرات محددة على وجهها.

في حالة مشاهدة الأفلام الإباحية يكون رجع الصدى من داخل المخ، ويتدرب على ممارسة الجنس وعيش الحياة الجنسية وحده منفصلًا عن الآخر ما يؤدي إلى إفساد العلاقة الجنسية الحقيقية.

مجرد تفاعل كيميائي

يتحول الجنس لدى الشخص المدمن إلى مجرد تفاعل كيميائي ليس به رائحة ولا إحساس وأصوات أو رؤية حقيقية، ويؤدي كل ذلك لتعطيل الحواس الأربع ويُترك الموضوع للبصر فقط.

يشير «القط» إلى أن سهولة مشاهدة الأفلام وتكرارها يؤدي إلى الإفراز المستمر للموصلات العصبية التي تثير مناطق اللذة داخل المخ، ما يؤدي إلى عدم قدرة المخ على إعادة بناء بدائل لتلك الموصلات على المدى البعيد.

ولفت «القط» إلى أن ذلك يجعل الشخص الذي كان في مقدوره ممارسة الجنس بشكل طبيعي، يحتاج إلى صورة جنس أعنف وغير تقليدية، ثم إلى أفلام يشاهدها وتكون مختلفة ويحتاج جرعات أكبر لتثيره أكثر، فيؤدي به إلى حالة من البرود الجنسي، وفي المراحل النهائية يشاهد كل شيء ولا يحدث له استثارة.

تقول بعض الدراسات إن مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل متكرر تسبب نزيفًا في الموصلات العصبية الكيميائية في المخ، ويؤدي إلى نوع من الإجهاد العام، فيقل التركيز والقدرة على التفاعل والعاطفة ويصيب بأعراض تشبه أعراض الاكتئاب.

يكون علاج ذلك من خلال التدخلات المعرفية السلوكية وبعض أدوية الاكتئاب، وبعض مضادات الذُهان في حالة احتياج المريض، ويتحسن خلال شهرين أو 3 ويعود لطبيعته.

تقول الدكتورة منى رضا، أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، إن التأثيرات النفسية على مدمني الأفلام الإباحية، خاصة فئة الشباب، تحدث نوعًا من الخلل في فهم طبيعة العلاقة الجنسية، وينتج عن ذلك توقعات غير منطقية وغير واقعية لما ستكون عليه العلاقة عند الزواج.

تضيف «رضا» لـ«الكونسلتو» أن العلاقة بالنسبة للمتزوجين تكون فردية بفعل إدمان الإباحية، وتحدث توترات نفسية عندما يمارسا العلاقة الحميمة، لأن المدمن يشعر بنوع من التقييم لذاته ولأدائه الجنسي، وهناك اختلاف كبير بين العلاقة الفردية والزوجية.

الإفراط في المشاهدة يصيب الفرد أحيانًا بتوهم وأن أدائه ليس بهذه الجودة، كما يصيبه بنوع من القلق يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب لأنه وضع لنفسه مشهد لن يتمكن من تنفيذه كما شاهده في تلك الأفلام.

ولفتت «رضا» إلى أن هؤلاء معرضون للإصابة بنوع من الضعف الجنسي، كضعف الانتصاب وسرعة القذف، والدخول في المشاهدة المفرطة والوصول لدرجة الإدمان يكون علاجها مثل علاج مدمني المخدرات بكل وسائله.

تختلف طرق علاج الإدمان حسب المدرسة التي يتبعها الطبيب المعالج، والتي تتمثل في العلاج بالسلوك المعرفي، أو عن طريق التحفيز أو برنامج الـ12 خطوة المعروف لعلاج الإدمان.

يُوصف للمريض عقاقير طبية لفترة محددة، حال وجود بعض المشكلات النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب المعالج.


طرق علاج إدمان الأفلام الإباحية

يمكن للأشخاص الذين يعانون هذا النوع من الإدمان أن يتخلصوا منه عن طريق الخضوع للعلاج الفردي أو الجماعي أو الذي يتم من خلال العائلة، بجانب عدد من أشكال العلاجات الأخرى.

ووفقًا لموقع «Project know understanding addiction»، هناك أكثر من نهج أو طريقة يمكن استخدامهم في علاج الإدمان، منها:

العلاج السلوكي

يتم توفير العلاج للمريض بالمكان الموجود فيه، سواء مستشفى، أو مركز طبي للعلاج، أو بيئة تشبه المنزل، وبعد إتمام العلاج يمكن أن يستكمله خارج المستشفى أو يتلقى العلاج الفردي.

برامج سلوكية مكثفة خارج مكان العلاج

ودائمًا ما تركز تلك البرامج على مساعدة المريض في معرفة ما يحفزه على استخدام المواد الإباحية، والبرنامج مخصص لمساعدة المريض على تطوير خيارات صحية لأسلوب الحياة، ومهارات تساعد على قدرة التعامل مع المحفزات ورغبة استخدام المواد الإباحية بعد تلقي العلاج.

العلاج السلوكي الفردي أو الجماعي

حضور العلاج يعد أسلوبًا جيدًا لتركيز المريض على السلوكيات المتعلقة بإدمان الإباحية أو أي قضايا أخرى متعلقة بالأمر، وذلك لأن في هذا النوع من العلاج، يتلقى المريض علاج من أشخاص محترفين في الصحة النفسية داخل جلسات تتراوح مدتها بين 30: 60 دقيقة.

بجانب أن العلاج الجماعي يوفر للشخص مجتمع به أفراد لديهم نفس العقلية ويواجهوا نفس الصراعات.

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج النفسي الفردي نهجًا شائعًا لعلاج إدمان الإباحية، لأنه بشكل خاص يساعد المريض في التركيز على محفزاته، وإعادة تشكيل رؤيته وتفكيره عن إدمانه للإباحية ويساعد على تجنب انتكاس المريض، كما يساعد في تحويل الأفكار الكامنة وراء استخدام الإباحية إلى أفكار وظيفية وأكثر إيجابية.

المقابلات التحفيزية

وهو نوع من جلسات العلاج النفسي الذي يُعرف الشخص المرحلة التي بها ويساعده على اكتشاف المحفز الداخلي وراء الشفاء، وبعد ذلك يعمل المريض مع المعالج النفسي على تقوية هذا الحافز من أجل الحفاظ على العلاج لمدة طويلة.

العلاج القائم على اليقظة العقلية

يساعد هذا النوع من العلاج على تعلم الشخص أكثر عن دماغه وجسده، بمساعدة المعالج النفسي، ويتعلم المريض استراتيجيات لكيفية التعرف على دوافع استخدام الإباحية والتعامل معهم، وتشمل هذا العلاج أكثر من نوع مثل:

- اليقظة العقلية القائمة على تقليل الضغط العصبي.

- العلاج السلوكي الجدلي.

- العلاج بالقبول والالتزام.

- العلاج بالتركيز على الشفقة.

علاج تنظيم العائلة/ الأزواج.

إذا أثر إدمان الإباحية على علاقة الشخص بأسرته أو شريك حياته، يساعد العلاج كل من الأطراف على إعادة بناء الثقة، خفض الشعور بالخجل والذنب، وإعادة تكوين علاقة جنسية صحية مناسبة.

العلاج النفسي الديناميكي

يساعد هذا النوع من العلاجات على اكتشاف المريض لدوافع اللاوعي، والصراعات، والذكريات التي تؤثر على سلوكه، وعند استخدام هذا النوع من العلاجات، سيتذكر المريض أحداث عن حياته في مرحلة الطفولة، وكيف يمكن أن تكون ساهمت في اتباع الشخص لأنماط أو عادات معينة في حياته.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية