أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الصحة العالمية تكشف لـ"الكونسلتو": 62% من المصابين بالإيدز في شرق المتوسط يجهلون إصابتهم (حوار)

كتب : أحمد فوزي

01:12 م 04/12/2025
محرر الكونسلتو مع ممثل الصحة العالمية

محرر الكونسلتو مع ممثل الصحة العالمية

تابعنا على

كشف الدكتور أحمد صبري، المسؤول التقني المعني بفيروس العوز المناعي البشري "الإيدز" والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيا بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن معدلات الإصابة بمرض "الإيدز" تضاعفت في إقليم شرق المتوسط خلال الـ 10 سنوات الماضية من 320 ألف حالة إلى 610 ألف حالة، فيما لا يزال 62% من المصابين لا يعرفون إصابتهم لأن التشخيص لا يشمل إلا 38% فقط، معلنا عن ظهور أدوية جديدة عبارة عن حقنة كل 6 أشهر تمت الموافقة عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المتوقع دخولها المنطقة قريبا.

وأعلن في حوار لـ"الكونسلتو" بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، أن هدف منظمة الصحة العالمية، هو الوصول إلى 95% تشخيص و95% علاج، والإقليم ما يزال بعيدا عن تحقيقهما، إذ إنه من أقل مناطق العالم في نسب التشخيص والعلاج، مشيرا إلى أن الاختبار الذاتي يساعد في اكتشاف المرض، وهو ما تسعى المنظمة إلى إدخاله إلى كل بلدان إقليم شرق المتوسط، لكنه غير متاح حتى الآن إلا في 4 دول فقط من أصل 22 دولة في شرق المتوسط، لافتا إلى أن الأزمات والنزاعات في الإقليم تعطل الخدمات الصحية وتحد من وصول الفئات الأكثر عرضة للمرض للعلاج، منوها بأن الانقطاع عن العلاج يؤدي إلى مقاومة الفيروس للأدوية وعودة الحمل الفيروسي للارتفاع، وهو ما يمثل خطرا كبيراعلى المجتمع وليس الشخص المصاب وحده، لأنه ينشر بالعدوى، مؤكدا أن المريض الملتزم بالعلاج يصبح غير ناقل للفيروس ويعيش حياة طبيعية ويتزوج.. وإلى نص الحوار:

أين نقف اليوم من أعداد المصابين بـ"الإيدز" في شرق المتوسط؟

إقليم شرق المتوسط يضم 22 دولة، وظهرت أول حالة إصابة بالإيدز في المنطقة في أواخر الثمانينيات، واليوم تشير تقديراتنا إلى وجود 610 آلاف شخص متعايش مع الفيروس.

المقلق أن الأعداد تضاعفت خلال آخر 10 سنوات، ففي عام 2015 كان العدد 320 ألفا فقط.

ما خطورة هذه الزيادة؟

الخطر الأكبر أن أقل من 38% فقط ممن يعيشون مع الإيدز جرى تشخيصهم فعليا، ما يعني أن 62% لا يعرفون أنهم مصابون، هذه الفجوة هي ما يدفعنا لدق ناقوس الخطر هذا العام.

اقرأ أيضًا: بشهادة الصحة العالمية.. مصر خالية من التراكوما والصحة

ما أسباب تضاعف الإصابات؟

الاستجابة لمكافحة الإيدز في المنطقة ليست بالقوة الكافية لمواكبة سرعة انتشار الفيروس، وهذه الاستجابة تشمل 3 أطراف:

1- النظم الصحية.

2- المجتمع المدني.

3- الأفراد أنفسهم.

والكثير من الدول لا توفر الخدمات والموارد اللازمة، كما أن دور المجتمع المدني ما يزال محدودا، والشخص المصاب نفسه قد يتردد في إجراء الاختبار أو متابعة العلاج.

كيف يمكن رفع معدلات التشخيص؟

رفع الوعي هو الخطوة الأولى، والاختبارات متوفرة، لكننا بحاجة إلى توسيع نطاق الاختبار الذاتي، وهو أداة مُهمة لتشخيص الحالات مبكرا.

اليوم الاختبار الذاتي متاح في 4 دول فقط داخل الإقليم، ونسعى لاعتماده في باقي الدول الـ22 خلال الفترة المقبلة، ومصر من الدول التي أخلت الاختبار الذاتي مؤخرا لكنه تحت الدراسة، وقريبا سيتم إتاحته في منظومتها الصحية.

بعد التشخيص كيف يتقدم المريض في رحلة العلاج؟

المفترض أن يرتبط المريض بالمنظومة العلاجية فورا، لكن بعض الأشخاص يختفون في منتصف الطريق، ويشعرون بأن حياتهم انتهت بعد اكتشاف الإصابة، وهذا غير صحيح، الإيدز اليوم مرض قابل للسيطرة، والدواء متوفر ومجاني في كثير من الدول، ومن السهل ترويضه والتعايش معه، لكن المشكلة الكبرى هي التوقف عن العلاج، فبعض المرضى يلتزمون شهرين أو ثلاثة ثم يقررون التوقف، وهنا نواجه خطرا يسمى المقاومة الدوائية (Resistance)، أي أن الفيروس لا يعود يستجيب للعلاج عند العودة له.

قد يهمك: وزير الصحة لـ"الكونسلتو": الذكاء الاصطناعي خطوة قادمة بعد ميكنة المستشفيات

هل يصبح المريض غير مُعدٍ عند الالتزام بالعلاج؟

نعم، الإيدز مرض معدٍ، لكن مع العلاج ينخفض الحمل الفيروسي لمستويات لا تُسبب انتقال العدوى، ويصبح الشخص قادرا على ممارسة حياته بشكل طبيعي تماما، بما في ذلك الزواج وتكوين أسرة، فالمريض الملتزم بالعلاج ليس مصدر عدوى ولا يجب وصمه.

هل ظهرت أدوية جديدة تُسهّل العلاج؟

بالفعل، هناك أدوية جديدة حصلت على موافقة الـ"FDA"، وتُستخدم حاليا في الولايات المتحدة، وهي حقنة تعطى كل 6 أشهر بدل الأقراص اليومية، وبدأت جنوب أفريقيا أيضًا في استخدامها، وهذه العلاجات طويلة المفعول ستُسهل الالتزام بالعلاج، ومن المتوقع أن تعتمدها دول الإقليم قريبًا.

هل يقترب العالم من القضاء على الإيدز؟

الأبحاث تسير في هذا الاتجاه، سواء على مستوى اللقاحات أو تطوير الأدوية، فوجود علاج نهائي لم يعد مستحيلا، لكن حتى الآن لا يوجد دواء يقضي تماما على الفيروس مثلما حدث مع فيروس سي.

ما علاقة المخدرات بالإيدز؟

مشاركة أدوات الحقن بين متعاطي المخدرات تنقل فيروس سي، ومع ضعف المناعة تتزايد إمكانية الإصابة بالإيدز، ونا نشيد بما فعلته مصر "حملة 100 مليون صحة"، التي ساعدت في الكشف المبكر عن الإيدز أيضا، عبر توسيع دائرة التحاليل.

ما أبرز التحديات في المنطقة؟

الأزمات العالمية والنزاعات وعدم الاستقرار الاقتصادي تضيق على الخدمات الصحية، ما يترك الفئات الأكثر عرضة، من عاملين بالجنس، ومتعايشي المخدرات، ومنتقلين بين الدول، بعيدة عن متناول الخدمات، كما لدينا أيضا نقص كبير في الخدمات العابرة للحدود للأشخاص الذين ينتقلون من دولة لأخرى.

ماذا عن الأمراض المنقولة جنسيا؟

سنعلن في فبراير المقبل إرشادات جديدة للأمراض المنقولة جنسيا، كما نعمل على دمج خدمات الإيدز والأمراض المنقولة جنسيا في حزمة واحدة لتسهيل الوصول للمريض.

ما موقف الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط بالنسبة لـ"الإيدز"؟

إقليم شرق المتوسط من أقل الأقاليم عالميا في نسبة التشخيص والعلاج، وتسعى منظمة الصحة العالمية للوصول إلى 95% تشخيص و 95% علاج وهي الأهداف العالمية المعتمدة.

ما المطلوب من الأنظمة الصحية في الإقليم للحد من المرض؟

ندعو الحكومات إلى إبقاء الإيدز على رأس أولويات الصحة العامة، وزيادة الاستثمار في الوقاية والاختبار والعلاج، والتوسع في برامج الحد من الضرر، ورفع الوعي، ومعالجة الوصم الذي يمثل العائق الأكبر أمام انتهاء الوباء.

فيديو قد يعجبك

محتوى مدفوع

أحدث الموضوعات