روبوتات مرنة مستوحاة من العنكبوت لعلاج أمراض الجهاز الهضمي
كتب - محمد عماد
-
عرض 1 صورة
في خطوة علمية قد تمثل نقلة نوعية في مجال الطب الحيوي، تمكن فريق من الباحثين في جامعة ماكاو بالصين من تطوير روبوتات مغناطيسية ناعمة مستوحاة من حركة العنكبوت، قادرة على أداء مهام دقيقة داخل الجهاز الهضمي، وفقًا لموقع "Medical Xpress".
ويهدف هذا الابتكار إلى تقليل الانزعاج المرتبط بعمليات التنظير التقليدية، وفتح آفاق جديدة للجراحات طفيفة التوغل وعلاج أمراض الجهاز الهضمي الخطيرة مثل السرطان.
الجهاز الهضمي ودوره الحيوي
يُعد الجهاز الهضمي أحد أهم الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان والحيوان، حيث يتولى مهمة هضم الطعام واستخلاص العناصر الغذائية الضرورية للجسم والتخلص من الفضلات، ويتألف من عدة أعضاء تشمل الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة والمستقيم والشرج.
اقرأ أيضًا.. احذر- 9 علامات تدل على وجود مشكلة بجهازك الهضمي
ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض
شهدت العقود الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في نسب الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي وأمراض أخرى ترتبط به، وتعتمد أساليب التشخيص والعلاج في الوقت الحالي على التنظير الداخلي، الذي يُجرى باستخدام أنبوب مرن مزود بكاميرا دقيقة يتم إدخاله عبر الفم أو فتحة الشرج أو أحيانًا من خلال شق جراحي صغير لفحص الأعضاء الداخلية.
رغم أهميته، يبقى التنظير الداخلي إجراءً مزعجًا للمرضى، كما أنه غالبًا ما يواجه صعوبات في الوصول إلى المناطق العميقة والمعقدة داخل الجهاز الهضمي بسبب طبيعة تكوينه، ومن هنا برزت الحاجة إلى حلول مبتكرة توفر دقة أعلى مع راحة أكبر للمرضى.
روبوتات مستوحاة من العنكبوت
واستجابة لهذه التحديات، طور فريق جامعة ماكاو روبوتات مغناطيسية ناعمة قادرة على تسلق الأسطح المقلوبة والحركة في بيئات معقدة، ويتيح ذلك إمكانية توصيل الأدوية إلى مواقع محددة داخل الجهاز الهضمي، وقد تم تصميم هذه الروبوتات لمحاكاة حركات عنكبوت العجلة الذهبية، وهو نوع قادر على التنقل في تضاريس مختلفة عبر حركات تدحرج مميزة.
واعتمد الباحثون في تصميم الروبوتات على مواد مرنة قابلة للتشوه بدلاً من المكونات الصلبة التقليدية، ما يقلل من احتمالية إتلاف الأنسجة الداخلية ويجعلها أكثر ملاءمة لحركة مريحة داخل الجسم.
وأوضح الباحثون أن الروبوتات يمكن التحكم بها من خارج الجسم باستخدام مجال مغناطيسي، وهو ما يغني عن الحاجة إلى محركات داخلية.
قدرات استثنائية للروبوتات
بفضل تصميمها المتطور، تستطيع الروبوتات تسلق الأسطح المائلة بزاويا مختلفة، والتغلب على عوائق طبيعية مثل المخاط والثنيات والفروق التشريحية التي تصل إلى 8 سنتيمترات، كما يمكن استخدامها مع المنظار الداخلي لتوفير تغذية بصرية مباشرة تضمن دقة أكبر في التوجيه وتوصيل الأدوية.
اختبر الفريق الروبوتات على أجزاء من الجهاز الهضمي لحيوانات نافقة تشبه إلى حد كبير التركيب البشري.
وأظهرت النتائج نجاح الروبوتات في إيصال الأدوية إلى الأعضاء المستهدفة دون التسبب في أي ضرر للأنسجة، وهو ما يعزز فرص تطبيقها في المجال الطبي مستقبلًا.
قد يهمك.. التهاب الأمعاء.. أنواعه وأعراضه وأسبابه وعلاجه| دليل شامل
أثبتت التجارب المخبرية الأولية جدوى هذه الروبوتات المغناطيسية، ما يمهد الطريق لاستخدامها في علاجات أكثر دقة وأقل تدخلًا.
ويأمل الباحثون أن يتم تحسينها لاحقًا لتجريبها على حيوانات حية، ثم إدخالها في التجارب السريرية على البشر بعد التأكد من سلامتها وتوافقها الحيوي، وإذا ما نجحت هذه المراحل، قد تصبح هذه الروبوتات بديلًا مبتكرًا لعلاج سرطانات الجهاز الهضمي وأمراضه المعقدة.