تهدد بفقدان حاسة الشم.. طبيب يوضح مخاطر استخدام نقط الأنف

كتب - أحمد سلطان:

يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام نقط الأنف في علاج الحساسية وحالات الاحتقان الناتجة عن الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا.

وبالرغم من شيوع استخدام نقط الأنف في علاج عدد من الحالات، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى موت أنسجة الأنف، وفقدان حاسة الشم.

ويقول الدكتور جمال سكر، أخصائي جراحات ومناظير الأنف والأذن والحنجرة، إن استخدام نقط الأنف وخاصةً التي تحتوي على مواد فعالة كـ"زايلوميتازولين، اوكسيميتازولين" يؤثر سلبًا على عمل الجهازين السمبثاوي، والباراسمبثاوي اللذين يتحكمان في الأوعية والغضاريف الموجودة في الأنف.

ويضيف سكر، أن الجهاز السمبثاوي يعمل- في الحالات الطبيعية- بشكل لا إرادي على بقاء الأنف مفتوحًا، وفي المواقف الطارئة التي يتعرض لها الإنسان يقوم الجهاز السمبثاوي بإرسال إشارات للأنف لكي يزيد من معدل استنشاق الهواء لمواجهة الموقف الذي يتعرض له الشخص.

ويشير سكر، إلى أن الجهاز الباراسمبثاوي يعمل في أوقات الراحة والاسترخاء -على على عكس الجهاز السمبثاوي- وذلك لكي يستعيد الجهاز التنفسي عافيته ويستعد لمواجهة المواقف المختلفة، موضحًا أن كلا الجهازين يعملان على إفراز مواد كيميائية تؤثر على انقباض الأوعية الدموية الموجودة في الأنف.

ويؤكد أخصائي جراحات الأنف والأذن والحنجرة أن الجهازين السمبثاوي، والباراسمبثاوي يعملان على إفراز هرمون "لنور أدرينالين" بينما تثبط نقط الأنف التي تحتوي على "زايلوميتازولين، اوكسيميتازولين" إفراز "النور أدرينالين"، لأنه تعطي تأثيرًا مشابهًا له بعد أخذها من الدواء، وبالتالي يبدأ الجسم في التقليل التدريجي من إفراز الهرمون.

أسباب انسداد الأنف

في السياق ذاته يقول الدكتور جمال سكر إن أسباب انسداد الأنف ترجع إلى عدة عوامل من بينها:

- حساسية الأنف والجيوب الأنفية، ويصاب الإنسان بها نتيجة التعرض للأدخنة والغبار، ويتسبب ذلك في تضخم الأغشية المخاطية والغضاريف الأنفية.

- اللحمية الموجودة في الأنف.

- اعوجاج الحاجز الأنفي.

ويشدد سكر على ضرورة علاج كل حالة بالوسائل والعلاجات المناسبة لها، والتي تشمل التدخل الجراحي وإجراء عمليات المناظير واستخدام البخاخات الأنفية الموضعية، وأدوية الحساسية.

اقرأ أيضًا: لهذا السبب.. التهاب الجيوب الأنفية يصيبك بالاكتئاب

تأثير نقط الأنف

يوضح سكر أن نقط الأنف تعمل على انقباض الأوعية الدموية الأنفية، وبالتالي تقل كمية الدم الواصلة إلى الأنف وهذا يؤدي إلى تقلص الغضاريف الموجودة في الأنف، فيزيد تجويف الأنف وعند تلك اللحظة يشعر المريض بتحسن القدرة على استنشاق الهواء.

ويتابع: "مع استخدام نقط الأنف لأكثر من أسبوع تبدأ الأوعية الدموية في التعب وتقل استجابتها للدواء، كما تنبسط بصورة أكبر من حالتها الأصلية وهذا يؤثر على كمية الدم التي تذهب إلى الغضاريف الأنفية مما يؤدي إلى تضخمها وتعسر التنفس عن طريق الأنف".

مضاعفات استخدام نقط الأنف

يؤدي استخدام نقط الأنف لفترة طويلة تزيد عن أسبوع إلى انبساط الأوعية الدموية، وقلة استجابتها للعلاج الدوائي وهو ما يؤدي إلى عدم الشعور بتأثير النقط الأنفية بعد استخدامها، بالإضافة إلى تسببها في انسداد الأنف بصورة أكبر، بحسب الدكتور جمال سكر.

وفي الأطفال خاصةً تعطي نقط الأنف تأثيرًا عكسيًا، إذ تبدأ الأنسجة في الموت، وبالتالي يحدث ضمور في الأنف ومستقبلات الشم، وهذا يؤدي إلى فقدان حاسة الشم لدى الطفل، والشعور بانسداد دائم في الأنف، وتسمى الحالة طبيًا بـ"ضمور الأغشية المخاطية للأنف".

ويلمح سكر إلى أن علاج ضمور الأنسجة المخاطية يكون صعبًا ويتم استخدام عدة وسائل علاجية، بينما تكون استجابة المريض بطيئة جدًا في فترة العلاج، وفي المقابل يمكن علاج تضخم الأنسجة الذي يؤدي إلى الشعور بانسداد الأنف باستخدام عدة وسائل من بينها المناظير أو البخاخات الموضعية التي تعطي نتيجة أفضل من نقط الأنف.

قد يهمك: منها تدمير خلايا بالرئة وتغيير شكل الوجه.. أضرار التنفس من الفم