الحلبة والصحة الجنسية.. هل هي مفيدة فعلا؟
كتب- الكونسلتو
الحلبة
ومع تزايد الاهتمام بالمكملات الغذائية الطبيعية، برزت الحلبة كعشبة محتملة لتحسين الصحة الجنسية، ويتداول الكثيرون معلومات حول قدرتها على زيادة الرغبة الجنسية، ورفع مستويات هرمون التستوستيرون، وحتى تحسين جودة الحيوانات المنوية، ولكن، ما هو الدليل العلمي وراء هذه الادعاءات؟
في التقرير التالي، يستعرض "الكونسلتو"، الأبحاث الحديثة والدراسات السريرية الأجنبية التي تناولت تأثير الحلبة على الصحة الجنسية للرجال والنساء، ليقدم صورة دقيقة وموضوعية بعيدًا عن المعلومات غير المؤكدة.
الحلبة والتستوستيرون لدى الرجال
تُعتبر الحلبة من أكثر المكملات التي تُسوق بهدف زيادة هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الذكوري الأساسي الذي يلعب دورًا حيويًا في الرغبة الجنسية، بناء العضلات، وكثافة العظام.
بعض الدراسات الأولية التي أُجريت على الرجال أظهرت نتائج إيجابية، على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في "مجلة التشخيص والبحوث السريرية" أن مستخلص الحلبة ساهم في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون الحر لدى الرجال الذين يمارسون تدريبات المقاومة، مما أدى إلى تحسن في القوة وتكوين الجسم.
وبالمثل، أشارت دراسة أخرى نُشرت في مجلة "Phytotherapy Research" إلى أن مستخلصًا محددًا من بذور الحلبة (Testofen) يمكن أن يقلل من أعراض نقص الأندروجين المرتبطة بالتقدم في العمر ويحسن الأداء الجنسي ومستويات التستوستيرون لدى كبار السن.
دراسات أخرى لم تظهر أي تأثير مهم للحلبة على مستويات هرمون التستوستيرون، على سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة مزدوجة التعمية أن مستخلص الحلبة لم يرفع مستويات التستوستيرون في بلازما الدم مقارنةً بالدواء الوهمي.
هذا التضارب في النتائج يعود غالبًا إلى عوامل متعددة مثل تركيز المستخلص المستخدم، ومدة الدراسة، وحجم العينة، والفئة العمرية للمشاركين.
اقرأ أيضًا: هل البصل يزيد هرمون التستوستيرون؟
آلية العمل المحتملة.
يُعتقد أن الحلبة تحتوي على مركبات تسمى "صاديات الستيرويد" (steroidal saponins)، والتي قد تساعد الجسم على إنتاج هرموناته الخاصة، مثل التستوستيرون.
هذه المركبات قد تمنع أيضًا تحول التستوستيرون إلى هرمونات أخرى مثل الإستروجين، مما يحافظ على مستوياته في الدم.
الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء
بعيدًا عن هرمون التستوستيرون، تناولت العديد من الدراسات تأثير الحلبة على الرغبة الجنسية (الليبيدو) بشكل مباشر.
في الرجال
عدة أبحاث أظهرت أن تناول مستخلص الحلبة يمكن أن يحسن الرغبة الجنسية والأداء العام لدى الرجال.
ففي دراسة نُشرت في "مجلة علم الأورام السريري والتشخيصي"، أفاد الرجال الذين تناولوا مستخلص الحلبة بوجود تحسن ملحوظ في الرغبة الجنسية والقدرة على الانتصاب. قد يكون هذا التأثير مرتبطًا جزئيًا بتأثير الحلبة على هرمون التستوستيرون، أو قد يكون نتيجة لتحسين تدفق الدم وزيادة الطاقة العامة، وهو ما يُعرف به النبات.
قد يهمك: هل الجزر يزيد هرمون التستوستيرون؟
في النساء
أظهرت الأبحاث أن الحلبة قد تحمل فوائد للصحة الجنسية للمرأة أيضًا، دراسة نُشرت في مجلة "Phytotherapy Research" شملت نساء يتمتعن بصحة جيدة ويعانين من انخفاض في الرغبة الجنسية.
أظهرت النتائج أن تناول مستخلص الحلبة (Libifem) لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى تحسن كبير في الرغبة الجنسية، والإثارة، والوصول إلى النشوة، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.
وقد ارتبط هذا التحسن بزيادة مستويات هرمون الاستراديول والتستوستيرون الحر، اللذان يلعبان أدوارًا مهمة في الاستجابة الجنسية لدى المرأة.
تأثير الحلبة على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية
فيما يخص الخصوبة، تظل الأبحاث محدودة ومختلطة، هناك دراسات تشير إلى أن الحلبة قد تحسن عدد الحيوانات المنوية وحركتها، وذلك عن طريق خصائصها المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا التناسلية من التلف، على سبيل المثال، وجدت دراسة صغيرة على متطوعين أن تناول مستخلص الحلبة لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى زيادة في عدد الحيوانات المنوية لدى 85.4% من المشاركين.
في المقابل، هناك أبحاث أخرى، غالبًا ما تُجرى على الحيوانات، تشير إلى أن تناول جرعات عالية جدًا من الحلبة قد يكون له تأثير سلبي على الخصوبة، مما يقلل من تركيز الحيوانات المنوية. هذا التباين يؤكد على أهمية البحث الإضافي على البشر لفهم الجرعات الآمنة والمؤثرة.
فيديو قد يعجبك: