أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

أستاذ جراحة مخ وأعصاب: إهمال الانزلاق الغضروفي العنقي يهدد بالشلل.. والعلاج بسيط (حوار)

01:31 م الخميس 03 سبتمبر 2020
 أستاذ جراحة مخ وأعصاب: إهمال الانزلاق الغضروفي العنقي يهدد بالشلل.. والعلاج بسيط (حوار)

الدكتور احمد كامل

حوار- حسناء الشيمي:

آلام الرقبة من المشكلات المزعجة التي تهدد البعض خاصة مع اتباع وضعيات خاطئة في الجلوس واستخدام الهواتف المحمولة، ما يؤثر على فقرات العنق ويعرضها لضغط شديد قد يتسبب في الانزلاق الغضروفي العنقي الذي يؤثر على قوة الذراعين، واليدين، وقد يمتد تأثيره إلى الساقين أيضًا.

ويحدث الانزلاق الغضروفي العنقي نتيجة لعدد عوامل أبرزها اتباع عادات خاطئة، ولكن يمكن علاجه وتجنبه من الأساس، وفي ضوء ما سبق، يتحدث الدكتور أحمد كامل، أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بطب قصر العيني، عن أسباب حدوث الانزلاق الغضروفي، وأبرز أعراضه، وكيفية علاجه، وطرق الوقاية منه، وإليكم نص الحوار:

- متى يحدث الانزلاق الغضروفي العنقي؟

الطبيعي أن العنق يتكون من 7 فقرات عنقية، وبين كل فقرة وأخرى يوجد غضروف لتسهيل حركة العنق، وإجمالي الغضاريف الموجودة في العنق 5 غضاريف، وخلف كل الفقرات العنقية يمر الحبل الشوكي الذي يعد الضفيرة العصبية المسئولة عن كل الأعصاب الموجودة في الجسم. وعند كل مستوى من الفقرات العنقية تخرج مجموعة من الأعصاب المتحكمة في حركة الذراعين، واليدين، ونقل الإحساس.

والغضروف عبارة عن غلاف خارجي توجد بداخله مادة جيلاتينية تسمح بحركة العنق للأمام والخلف، وحجمها يكون صغير جدًا، ولكن في المقابل تكون حركاتها كثيرة، ما يهدد بالتعرض لتغييرات في الغضاريف، تهدد بالخشونة.

ويحدث الانزلاق الغضروفي العنقي عندما تخرج المادة الجيلاتينية من الغلاف الخارجي.

  • ما مدى تأثير الانزلاق الغضروفي العنقي على الأطراف؟

عندما يخرج الغضروف من الغلاف الخارجي قد يتجه إلى اليمين أو اليسار، وفي هذه الحالة يؤثر على الذراعين، واليدين ويعاني المصاب من الألم والتنميل، وخدر

وضعف وتنميل في قبضة اليد، خاصة إذا ضغط الغضروف على جذور الأعصاب المسئولة عن تغذية الذراعين، ما يسبب ضيق القناة العصبية.

ولكن إذا خرج الغضروف من المنتصف يؤثر على الحبل الشوكي فقد يضغط على الأعصاب المغذية للساقين، وهنا تكون الأعراض مرتبطة بالساقين، فيسبب تصلب وتنميل الساقين، وقد يصل الأمر إلى شلل الساقين.

  • ما أسباب الإصابة بالانزلاق الغضروفي العنقي؟

أسباب التعرض للانزلاق الغضروفي العنقي متعددة، وغالبًا تحدث نتيجة تغيير الاتجاه الطبيعي لتقوس العنق، فالطبيعي أن اتجاه العنق يكون للخلف نسبيًا مع استقامة الفقرات، ولكن مع تغيير الاتجاه للأسفل والاستمرار على هذه الوضعية، فينعكس التقوس الطبيعي ويصبح للأمام ما يتسبب في الضغط على الغضاريف العنقية، وبالتالي قد يؤدي إلى خروجها من الغلاف المبطن لها، مسببًا الانزلاق.

ويحدث تغيير الاتجاه الطبيعي لتقوس العنق غالبًا نتيجة الجلوس بطريقة خاطئة أي يكون فيها اتجاه العنق للأسفل، ويحدث ذلك أثناء العمل على الأجهزة الالكترونية، ولاسيما عند استخدام الهواتف المحمولة، أو حمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة، وهناك أيضًا عوامل جينية مرتبطة بضعف الأربطة.

  • هل توجد عوامل خطورة للتعرض للانزلاق الغضروفي العنقي؟

لا توجد عوامل خطورة مرتبطة بالانزلاق الغضروفي العنقي بشكل مباشر، ولكن هناك عوامل تزيد من فرص التعرض لمضاعفات الانزلاق الغضروفي العنقي عند الإصابة به، ومنها التقدم في العمر حيث يحدث ضيق في القناة العصبية نتيجة أن أربطة الفقرات تتضخم، وأيضًا الإصابة بالسكري قد يتسبب في التهاب الأعصاب.

كما أن التعرض لحادث أو نقص فيتامين ب12، من عوامل الخطورة التي تهدد بزيادة مخاطر التعرض لمضاعفات الانزلاق الغضروفي العنقي.

  • هل يتسبب الانزلاق الغضروفي العنقي في ظهور أعراض واضحة؟

نعم، هناك أعراض تكشف الإصابة بالانزلاق الغضروفي العنقي، وأبرزها كما ذكرنا آلام الذراعين، واليدين، والتنميل، وضعف كف اليد، والأمر لايتوقف على ذلك فقط، بل يمتد لألم الكتف والرقبة أيضًا، وهذه الأعراض تتطلب التوجه للطبيب فورًا، وفي حال وجود تنميل وثقل في إحدى الذراعين، مع صعوبة تحريكه هنا يجب التوجه للطوارئ مباشرة.

  • وكيف يتم تشخيص الانزلاق الغضروفي العنقي؟

في البداية يتم خضوع الشخص للتشخيص والفحص الإكلينيكي، ومتابعة الأعراض التي يعاني منها، ثم يخضع الشخص لرنين مغناطيسي على الفقرات العنقية، كما يتم خضوع المصاب لإجراء رسم أعصاب فذلك يساهم بشكل كبير في التشخيص.

  • وهل يمكن علاج الانزلاق الغضروفي العنقي أم يصبح مرض مزمن؟

الخبر السار أنه يمكن علاج 80% من حالات الإنزلاق الغضروفي العنقي دوائيا خاصة إذا كان في المراحل الأولى، ولم يؤثر على الحبل الشوكي بعد، ففي هذه الحالات يتم الاعتماد على أدوية باسطة للعضلات، ومضادات للالتهاب، ومسكنات للألم، ومضادات لألم الأعصاب، وفي حال وجود تحسن مع العلاج الدوائي، هنا يتم الاعتماد على العلاج الطبيعي لتحسين الحالة.

  • متى يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي؟

اللجوء إلى التدخل الجراحي لا يتعدى 20% من حالات الانزلاق الغضروفي العنقي، خاصة أن العمليات الجراحية في تلك الحالات تكون دقيقة وحساسة للغاية خاصة أنها تكون بالقرب من الحبل الشوكي.

ويتم التدخل باستخدام المنظار أو الميكروسكوب، فإذا كان الانزلاق مستوى واحد من الأمام، يتم استئصال الغضروف تماما، وتوسيع القناة العصبية، وزراعة إما عظم من عظام الحوض، أو قفص عنقي يساعد على التئام الفقرتين معًا، أو غضروف صناعي وذلك الاختيار هو الأحدث لكنه غير واسع الاستخدام خاصة أن نتائجه غير مأمونة، فضلا عن سعره المرتفع.

وإذا كان الانزلاق الغضروفي مستوى 2 او 3 او 4 ، ففي هذه الحالة يتم إجراء تثبيت للفقرات، مع اللجوء لشريحة عنقية تساهم في التئام الأقفاص والفقرات معًا.

أما إذا كان الانزلاق متعدد المستويات وتسبب في وجود ضيق في القناة العصبية، ففي هذه الحالة يتم توسيع القناة العصبية وتثبيت الفقرات.

  • كيف يمكن الوقاية من الانزلاق الغضروفي العنقي؟

يمكن الوقاية من الانزلاق الغضروفي العنقي من خلال تجنب الأسباب التي أدت للانزلاق من الأساس، والتي تسببت في تغيير الاتجاه الطبيعي لتقوس العنق، وذلك من خلال اتباع الوضع الصحيح عند الجلوس، أو العمل على الشاشات الالكترونية، خاصة عند استخدام الهواتف المحمولة والحرص على جعل فقرات العنق مستقيمة، وتجنب الضغط عليها.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية