بتعديل جيني لمرة واحدة.. اكتشاف مذهل لعلاج السمنة والسكري معا دون أدوية
كتب- أحمد فوزي

السمنة
اكتشف العلماء، تعديلًا جينيًا لمرة واحدة يساعد الجسم على إنتاج "أوزمبيك طبيعي" خاص به، إذ استخدم باحثون في اليابان تعديل الجينات لتغيير الكبد في الفئران لإنتاج إمداد داخلي من إكسيناتيد، المكون النشط في عقار بايتا، وهو منشط لمستقبلات GLP-1، مثل Ozempic وWegovy، Byetta هو عبارة عن حقنة تستخدم لعلاج مرض السكري من النوع 2 والسمنة عن طريق تنظيم مستويات السكر في الدم، وبعد علاج واحد فقط، تمكنت الفئران المشاركة في الدراسة من إنتاج إكسيناتيد بمفردها لمدة تصل إلى ستة أشهر.
اكتشاف جديد يعالج السمنة والسكري دون أدوية
وأجرى العلماء، تجارب على تغذية الفئران، والتي خضعت لتحرير الجينات على نظام غذائي عالي السعرات الحرارية لجعلها بدينة وإصابتها بمرض السكري.
وبالمقارنة مع الفئران التي تتبع نفس النظام الغذائي والتي لم تكن تنتج إكسيناتيد بشكل طبيعي، فإن الفئران المعدلة وراثيا تناولت كمية أقل من الطعام، واكتسبت وزنا أقل واستجابت بشكل أفضل للأنسولين، الذي نظم مستويات السكر في الدم.
ولم تكن هناك أيضًا أي آثار جانبية ملحوظة، وهو ما يمثل تناقضًا صارخًا مع الأدوية مثل أوزيمبيك، التي ارتبطت بشلل المعدة والعمى وفشل الأعضاء.
وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان العلاج سيكون له نفس التأثير على البشر، يعتقد الباحثون أن هذه يمكن أن تكون الخطوة الأولى في جعل الأدوية مثل أوزيمبيك، والتي يجب تناولها بشكل منتظم، شيئًا من الماضي.
اقرأ أيضًا: بسبب هذه الحقنة- نقل أوبرا وينفري للمستشفى في حالة خطيرة
علاج دائم للسمنة والسكري.. من مرة واحدة
تشير هذه الدراسة إلى أن تحرير الجينوم يمكن أن يستخدم لإنشاء علاجات دائمة للأمراض المعقدة، مما قد يقلل الحاجة إلى تناول الأدوية بشكل متكرر.
يأتي البحث في وقت يتزايد إقبال الناس على أدوية GLP-1، ويتزايد عدد من يشكون من آثار جانبية مُنهكة، وقد أبلغ المستخدمون عن غثيان، وقيء، وإمساك، وشلل في المعدة، وفقدان البصر، وتسوس الأسنان، كما أن المستخدمون الذين يتوقفون عن تناول هذه الأدوية معرضون أيضًا لاكتساب الوزن مرة أخرى.
علاج زيادة الوزن بدون حقن تخسيس أو حميات غذائية
وتناولت الدراسة، التي نشرت يوم الأربعاء الماضي، في مجلة Nature Communications ، الفئران التي تم إعطاؤها نظامًا غذائيًا عالي السعرات الحرارية لتحفيز زيادة الوزن ومرض السكري، وهو مقدمة لمرض السكري من النوع 2 الذي يصيب واحدًا من كل ثلاثة أمريكيين.
وباستخدام تقنية كريسبر، وهو نوع من تحرير الجينات يستخدم عادة لمرضى السرطان، قام الباحثون بإدخال جين في خلايا الكبد لدى الفئران والذي أعطاها التعليمات لصنع إكسيناتيد.
قال كييتشيرو سوزوكي، كبير مؤلفي الدراسة والأستاذ المُعيّن خصيصًا في جامعة أوساكا: "كانت النتائج مثيرة للغاية، وجدنا أن هذه الفئران المُعدّلة جينوميًا أنتجت مستويات عالية من إكسيناتيد يُمكن اكتشافها في الدم لعدة أشهر بعد إدخال الجين".
ووجد الباحثون أن الفئران التي تلقت العلاج اكتسبت وزنا أقل بنسبة 34% وتناولت طعاما أقل بنسبة 29% مقارنة بالمجموعة الضابطة التي تلقت المحاليل الملحية.
وكان لدى الفئران أيضًا مستويات سكر في الدم أقل باستمرار من الضوابط، وهو ما يمكن أن يمنع تطور مرض السكري من النوع 2.
ما علاقة الكبد بالتخسيس؟
وقد أدى العلاج إلى إنشاء "مخزن" من الإكسيناتيد في الكبد، وبالتالي كان هناك تدفق ثابت منه إلى مجرى الدم.
وقال الدكتور سوزوكي: "إن البديل لتحرير الجينوم للعديد من الأمراض المعقدة وغير الوراثية هو الأدوية البيولوجية، والتي هي في الأساس عبارة عن بروتينات قابلة للحقن.
هذه الأدوية لا تبقى في الجسم لفترة طويلة، وهذا يعني أنه يتعين عادةً حقنها أسبوعيًا، أو حتى يوميًا، للحفاظ على مستويات علاجية ثابتة من الدواء.'
ويخطط الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات لتقييم ما إذا كان العلاج قادر على علاج مرض السكري وغيره من الحالات الالتهابية المزمنة كبديل لأدوية GLP-1 القابلة للحقن.
وقال الدكتور سوزوكي: "نأمل أن يتم تطبيق تصميمنا للعلاج الجيني لمرة واحدة على العديد من الحالات التي ليس لها أسباب وراثية دقيقة".
فيديو قد يعجبك: