وداعا لوخز الإبر.. مرهم أنسولين قد يغيّر مستقبل علاج السكري
كتب : أحمد فوزي
مرهم أنسولين
نجح فريق من العلماء في جامعة تشجيانج الصينية في ابتكار علاج موضعي بالأنسولين قادر على اختراق الجلد، وهو إنجاز كان يُعتقد طويلًا أنه غير ممكن بسبب الطبيعة الكيميائية لجزيئات الأنسولين، وذلك في ابتكار علمي جديد يفتح الباب أمام توديع الإبر التي يعتمد عليها ملايين المصابين بمرض السكري يوميًا.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، كل ما يتعلق بمرهم الأنسولين الذي يغني عن الحقن إذا نجحت تجاربه على البشر واعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ، وفقًا لـ"nature".
ما قدرة مرهم الأنسولين الجديد على معالجة السكري؟
اعتمد الباحثون في تجاربهم على الفئران وخنازير صغيرة، إضافة إلى جلد بشري مزروع في المختبر.
وأثبتت النتائج قدرة مرهم الأنسولين الجديد على عبور الحاجز الجلدي السطحي بفاعلية تضاهي الحقن التقليدية، بل وتتفوق عليها من حيث الاستمرارية والثبات في خفض مستويات السكر بالدم.
اقرأ أيضًا: ما الذي تسببه مقاومة الأنسولين؟ تحليل البروتينات يكشف
كيف يحل مرهم الأنسولين مكان الحقن؟
يستند الابتكار إلى بوليمر يُعرف باسم OP، يتميز بقدرته على التفاعل مع تدرّج الحموضة الطبيعي في الجلد، فعند ملامسته السطح الخارجي، يحمل البوليمر شحنة موجبة تساعده على الالتصاق بدهون الجلد.
ومع انتقاله إلى طبقات أعمق ذات حموضة متعادلة، يفقد شحنته ويحرر نفسه من هذه الدهون ليعبر الحاجز الجلدي.
وبعد ربط الأنسولين بهذا البوليمر في مركب جديد يسمى OP-I، بات بالإمكان إيصال الهرمون عبر الجلد بكفاءة عالية.
وقد أثبتت التجارب على الفئران المصابة بالسكري أن العلاج يعيد مستويات الجلوكوز إلى معدلاتها الطبيعية خلال ساعة واحدة فقط، وتظل مستقرة لمدة تصل إلى 12 ساعة، وهو أداء مماثل لحقن الأنسولين.
وظهرت نتائج مشابهة في التجارب على الخنازير الصغيرة، التي تُعد أقرب فيزيولوجيًا إلى الإنسان.
قد يهمك: الأنسولين عن طريق الاستنشاق.. أمل جديد لمرضى السكري
وأظهرت التحاليل أن المركب OP-I يتراكم في الأنسجة المسؤولة عن تنظيم الجلوكوز، مثل الكبد والدهون والعضلات، حيث تطلق الخلايا الأنسولين تدريجيًا، ما يؤدي إلى تأثير أكثر سلاسة واستدامة مقارنة بالحقن، كما لم تُسجّل أي مؤشرات على حدوث التهابات أو تفاعلات جانبية ملحوظة.
ويرى الباحثون أن نجاح هذا النظام قد يمهّد لتحول كبير في علاجات مرض السكري، وربما يتيح يومًا ما الاستغناء عن الحقن المتكررة.
كما يمكن أن يمتد استخدامه إلى إيصال أنواع أخرى من العلاجات البروتينية والببتيدية عبر الجلد.
ويؤكد العلماء أن هذه النتائج الواعدة تستدعي إجراء المزيد من الدراسات السريرية على البشر، لتقييم فاعلية العلاج وسلامته قبل اعتماده للاستخدام الطبي الواسع.