علاجات واعدة للسكري من النوع الثاني بالذكاء الاصطناعي.. ما الجديد؟
كتب : أحمد فوزي
السكري
كشفت دراسة بحثية حديثة، نشرت في مجلة نيتشر، تعتمد على تقنيات حوسبة متقدمة عن إمكانية استخدام مركبات طبيعية مستخلصة من النباتات كعلاجات بديلة أو مساعدة لمرض السكري من النوع الثاني، بعد تحليل آلاف الجزيئات النباتية باستخدام أدوات علم الصيدلة الشبكية والالتحام الجزيئي ومحاكاة الديناميكيات الجزيئية.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، الجديد بشأن إدخال الذكاء الاصطناعي في تطوير علاجات السكري من النوع الثاني، وفقًا لـ"nature".
استهدفت الدراسة، 14 جينا رئيسيا مرتبطا بمرض السكري من النوع الثاني، وتم فحص مئات المركبات الطبيعية المأخوذة من قواعد بيانات عالمية مثل NPASS وZINC12، إضافة إلى مقارنة نتائجها بالأدوية المعتمدة حاليًا ضمن قاعدة بيانات DrugBank.
مشكلة عالمية تتطلب حلول جديدة
بحسب إحصائيات 2021، بلغ عدد المصابين بالسكري نحو 529 مليون شخص حول العالم، ويُمثل السكري من النوع الثاني أكثر من 80% من الحالات، ورغم تنوع الأدوية المتاحة، تواجه العلاجات الحالية تحديات مثل:
- فعالية محدودة لدى بعض المرضى
- آثار جانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، انخفاض السكر، زيادة الوزن
- مخاطر قلبية وبالأوعية الدموية لبعض الأدوية
هذه التحديات دفعت الباحثين إلى البحث عن بدائل طبيعية متعددة الأهداف وأكثر أمانًا.
اقرأ أيضًا: وداعا لوخز الإبر.. مرهم أنسولين قد يغيّر مستقبل علاج السكري
كيف أُجريت الدراسة؟
اعتمد الفريق البحثي على منهجية حاسوبية مكثفة تشمل:
1- اختيار الجينات المستهدفة
جرى تحديد 14 جينًا تُعد محورية في تطور السكري، من بينها:
PPARG – IRS1 – GPD2 – AKT2 – AMPK – INSR – SLC2A4 وغيرها.
2- تحليل مئات المركبات الطبيعية
استُخرجت المركبات من مصادر نباتية فقط، مع فحص خصائصها الدوائية وتوافقها مع قاعدة "ليبينسكي" ومعايير ADMET للسلامة والامتصاص.
3- الالتحام الجزيئي
قارن الباحثون قدرة المركبات على الارتباط بالبروتينات المستهدفة مقابل الأدوية المعروفة، لتحديد الأكثر فعالية.
4- محاكاة الديناميكيات الجزيئية
جرى اختبار ثبات المركبات الأكثر تفوقًا لمدة 500 نانوثانية لمحاكاة سلوكها داخل الجسم.
قد يهمك: في اليوم العالمي للسكري.. أغرب أعراضه وكيف يمكن ترويضه؟
مركبات طبيعية تتفوق على أدوية السكري
بعد تحليل شامل، برزت 72 مادة نباتية أظهرت ارتباطًا قويًا مع الجينات المستهدفة، منها 17 مركبًا اعتُبرت الأفضل من حيث:
- قوة الارتباط
- الاستقرار الجزيئي
- الأمان والتوافر الحيوي
- تعدد الأهداف العلاجية
وأبرزها:
- موراسين ب و موراسين د
- بلانتاجينيوسيد A
- شيليريثرين
- ألفوسيديب
- حمض الأورسوليك
- حمض الأوليانوليك
كما تميزت مركبات مثل بيرين، جوجولستيرون، ميلاتونين، كركمين، أبجينين بخصائص ADME ممتازة وقدرة أعلى على الامتصاص عند تناولها فمويًا.
مركبات آمنة وفعالة ومتعددة الأهداف
الدراسة كشفت أيضا أن أربعة مركبات طبيعية تمتاز بانخفاض واضح في السمية، مما يعزز فرص تطويرها كأدوية مستقبلية.
كما برزت مركبات مثل شيليريثرين وإيمودين وروهيتوكين لقدرتها على التأثير في عدة مسارات مرتبطة بالسكري في الوقت نفسه، وهو ما يمنحها ميزة مهمة مقارنة بالأدوية التقليدية أحادية الهدف.
لا يفوتك: بـ4 أدوية جديدة.. طفرة علمية غير مسبوقة في علاجات السمنة والسكري من النوع الثاني
وأظهرت محاكاة الـ500 نانوثانية أن 17 مركبًا من الأفضل تصنيفًا حافظت على:
- ثبات بنيوي ملحوظ
- روابط هيدروجينية قوية
- طاقة حرة منخفضة (ما يشير إلى فعالية ارتباط أعلى)
وكانت المركبات الأكثر ثباتًا ضمن محاكاة المسارات المرضية:
- موراسين ب
- موراسين د
- بلانتاجينيوسيد A
- شيليريثرين
- ألفوسيديب
- حمض أورسوليك
ماذا تعني هذه النتائج؟
تشير هذه الدراسة إلى أن المنتجات الطبيعية قد تقدم حلولًا علاجية مبتكرة لمرض السكري من النوع الثاني، خصوصًا في:
- تحسين حساسية الإنسولين
- تقليل الالتهابات
- تنظيم مسارات الطاقة
- التأثير على جينات رئيسية مسؤولة عن المرض
ورغم النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون ضرورة إجراء تجارب معملية وتجارب سريرية للتحقق من سلامة وفعالية هذه المركبات في البشر.