لماذا تختلف استجابة المرضى لعلاج أورام المثانة؟ دراسة جديدة تكشف السبب
كتب- أحمد فوزي:

أورام المثانة
أورام المثانة (Bladder Cancer) من الأورام الشائعة في الجهاز البولي، لكن أحد الأسئلة المهمة هو: لماذا تختلف استجابة المرضى للعلاج، خصوصًا العلاجات المناعية؟ دراسة صدرت مؤخرًا في مجلة Cancer Gene Therapy تسلّط الضوء على تغيرات كبيرة في التعبير الجيني والتمثيل الغذائي داخل خلايا سرطان المثانة، قد تساعد في فهم تلك الفروقات وفتح آفاق لعلاجات أقوى.
يوضح "الكونسلتو" في التقرير التالي، لماذا تختلف استجابة المرضى لعلاج أورام المثانة؟ دراسة جديدة تكشف تهربات من الجهاز المناعي، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "nature".
ما الجديد في هذه الدراسة؟
باحثون من الصين جمعوا أنسجة من مرضى مصابين بسرطان المثانة، بالإضافة إلى أنسجة طبيعية مجاورة، ثم استخدموا ما يلي:
- النسخ المكاني (Spatial Transcriptomics, ST)، لمن يعرف أي الجينات تعمل وأين تحديدًا داخل الورم والنسيج الطبيعي.
- الأيض المكاني (Spatial Metabolomics, SM)، لرصد المستقلبات الكيميائية التي تنتج أو تُستهلك داخل الأنسجة، مع المحافظة على موقعها في النسيج.
اقرأ أيضًا: اختبار تحليل البول.. ثورة في الكشف المبكر عن السرطان
نتائج أبحاث سرطان المثانة
1- زيادة في استقلاب الجلوكوز والكولين
خلايا الورم ترفع نشاطها الجيني في مسارات استقلاب الجلوكوز والكولين، هذا يعني أن الورم يحتاج طاقة للبناء والنمو.
2- انخفاض في استقلاب السفينجوليبيد والتربتوفان
لوحظ أن الجينات والمستقلبات المرتبطة بهذه المسارات أقل نشاطًا أو كمية داخل الورم، وهذا قد يؤثر على المناعة؛ لأن التربتوفان مثلاً يُستخدم في مسارات مضادة للالتهاب والتنظيم المناعي.
3- التنوع المكاني داخل الورم نفسه
ليس كل جزء من الورم يتصرف بنفس الطريقة، بعض المناطق تظهر نشاطًا أيضيًا أعلى من غيرها، خصوصًا في المناطق التي تعاني من نقص أكسجين.
4- التلميح إلى تهرب مناعي محتمل
التغيرات في التمثيل الغذائي قد تساعد الخلايا السرطانية على تجنّب كشفها أمام جهاز المناعة، أو إنشاء بيئة داخل الورم تجعل الاستجابة المناعية أقل فعالية.
قد يهمك: تعالج 15 نوع في 5 دقائق- إطلاق علاج ثوري للسرطان في انجلترا
أمل جديد لمرضى سرطان المثانة
يُعطي هذا الفهم العلمي الجديد أملًا بعلاج أفضل من خلال استهداف الأيض وليس الجينات فقط.
قد يساعد تحديد “الميزات الأيضية” المميزة لكل ورم في اختيار العلاجات الأنسب لكل مريض، أي ما يُعرف بالطبّ الدقيق (Precision Medicine).
يعطينا فكرة أن بعض العلاجات المناعية قد تفشل ليس لأن الدواء سيء، بل لأن الورم في بعض مناطقه يملك دفاعات أيضية تخفيه أو تحميه.
التحديات والفرص القادمة
يحتاج الأمر إلى اختبارات سريرية للتأكد مما إذا كانت مثبّطات استقلاب الكولين أو منشّطات مسارات التربتوفان يمكن أن تُكمّل العلاج المناعي وتزيد من فعاليته.
كشف الأيض المكاني لا يزال تقنية متطورة ومكلفة، لذا تطبيقها في المستشفيات والمراكز العلاجية يتطلب وقتًا وتطويرًا، ومن المهم أن تُفحَص هذه التغيرات الميكانيكية في شرائح أوسع من المرضى، من خلفيات مختلفة، لمعرفة هل هي عامة أم خاصة بمجموعة معينة.
تظهر هذه الدراسة أن سرطان المثانة ليس جسمًا واحدًا متساوي الأجزاء، الورم يملك أجزاء داخله تختلف من حيث الجينات والنشاط الأيضي، بعضها أكثر نشاطًا في استهلاك الطاقة والكولين، وبعضها أخف نشاطًا في مسارات قد تدعم المناعة.
ويكون مفتاح النجاح في المستقبل في كشف هذه المناطق، تعديلها، واستهدافها بالعلاج، مما قد يُحسّن من فرص الشفاء ويقلّل من مقاومة العلاجات المناعية.