مسؤول بـ"الصحة العالمية": نحارب عدو مجهول.. والفيروس لم يصل ذروته في مصر

قال الدكتور علاء حشيش، مسؤول الأمراض المعدية بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، إن القرارات المتعلقة بتخفيف الإجراءات الاحتزازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، مثل استئناف الدراسة وفتح الأسواق والمحلات التجارية، يتم اتخاذها بناء على تقييم المخاطر داخل الدولة، أي مدى توافر الإمكانيات اللازمة والأسرّة والطواقم الطبية والكوادر المؤهلة وأدوات الوقاية الشخصية.

وأضاف حشيش، في تصريحات صحفية، أن منظمة الصحة العالمية مازالت ترى أن التباعد الاجتماعي يعد أمرًا ضروريًا لتقليل مخاطر انتشار فيروس كورونا، الذي لم يتم التوصل إلى علاج أو لقاح له حتى الآن، وبالتالي فإن الوقاية تعد أفضل وسيلة للسيطرة على الأزمة.

وحول التوصل إلى علاج لفيروس كورونا، أكد حشيش: "نعمل بشكل سريع لإيجاد العلاج المناسب، فنحن نحارب عدوًا مجهولاً لا نراه، وليس لدينا أي وسيلة قتالية للدفاع عن النفس سوى الاختباء منه".

وأوضح أن الحكم على الأدوية التي يتم الإعلان عنها لعلاج كورونا مازال سابقًا لأوانه، فالبعض له تأثير قوي على الفيروس، لكن البحث العلمي يحتاج إلى وقت كافي للوصول إلى نتائج موثوقة.

وأفاد حشيش، أن مصر تشترك الآن مع 90 دولة فيما يعرف باسم "التجربة الإكلينيكية"، لبحث تأثير الأدوية المستحدثة على تقليل مخاطر وفيات كورونا.

وعن ذروة انتشار الفيروس، أشار مسؤول الأمراض المعدية بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، إلى أنه على الرغم من تجاوز حالات الإصابة يوميًا أكثر من 100 حالة، لكن الأعداد مازالت في طريقها إلى الزيادة، مؤكدًا أن الأمور في مصر حاليًا تسير بوتيرة معتدلة غير سريعة، حيث تتضاعف الأعداد كل 8-9 أيام، ومن المهم الاستمرار على هذا النحو، مع العمل على تبطئة هذا المعدل، بمعنى أن تتضاعف الحالات كل أسبوعين مثلًا إلى أن نصل إلى مرحلة السكون أو ثبات الأعداد.

ولفت حشيش الانتباه إلى أن العامل الأهم الذي ساهم في عدم زيادة الحالات بشكل كبير وسريع يكمن في الحد من الازدحام وتقليل القوى العاملة بالمؤسسات الحكومية وتوقف المدارس والجامعات، حيث أدى ذلك إلى التباعد الاجتماعي، وعدم انتشار العدوى بين المصابين والأصحاء، مشيدًا بإغلاق الحدائق والشواطئ وتقليل التجمعات في شم النسيم.

وأوصى حشيش، بالتركيز على أهمية التباعد الاجتماعي واتباع الإرشادات والقرارات التي من شأنها تقليل الازدحام، مثل استبدال المقابلات المباشرة بالاتصالات الهاتفية، والعمل من المنزل قدر المستطاع، وعدم مغادرة المنزل إلا إذا لزم الأمر، مشددًا على أن جميعنا مسؤول عن مكافحة كورونا.