طرق التوعية الجنسية للأطفال المصابين بالتوحد

كتبت - منى سعيد:

العلاقة الجنسية والعاطفية جزء لا يتجزأ من حياتنا، والأمر لا يختلف كثيرًا عند الأشخاص أصحاب حالات التوحد، فمع نموهم ووصولهم إلى مرحلة البلوغ تكون لهم نفس الرغبات.. فكيف يمكن التعامل معها؟

تقول الدكتورة مي مدحت، أخصائية الأمراض النفسية للأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة بمستشفي المعمورة بالإسكندرية، إن الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون مشاكل تتعلق بإدراكهم وقدراتهم على التعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى أنهم يفتقدون إلى مهارة التواصل الاجتماعي بشكل كبير، مشيرة إلى أن الكثيرين يتعاملون مع هذه الفئة كأنهم أطفالًا لا ينضجون، ويعتقدون أن التعبير عن احتياجهم الجنسي والعاطفي من الأمور الخطيرة عليهم وعلى الآخرين.

وتضيف أن التربية الجنسية لهؤلاء الأطفال يجب أن تكون حسب سنهم وقدرتهم على استيعاب تلك المعلومات، كما يجب تزويدهم بالمعلومات لحمايتهم من التحرش، بالإضافة إلى أسس الرعاية والنظافة الشخصية خاصة الفتيات، حيث يجب تعليمهم طرق العناية بأنفسهن خاصة خلال الدورة الشهرية.

شهوة زائدة

تقول الدكتورة رانيا صابر، استشاري الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، والإرشاد الأسري، إن الشهوة الجنسية لدى الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر من المعتاد بالنسبة للأشخاص الطبيعيين، مشيرة إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى أن غيرهم يمكنهم ممارسة أنشطة متعددة منها الرياضية والذهنية والتي تفرغ الطاقة الجنسية المكبوتة، على عكس ذوي الاحتياجات الخاصة المحصورة نشاطاتهم في أعمال محددة، ما يترك كثيرًا من الفراغ للتفكير في العلاقات الجنسية.

الوقت المناسب للتوعية

وتوضح أخصائية النفسية والإرشاد الأسري أن الوقت المناسب للتوعية الجنسية للطفل المتوحد تبدأ عندما ينتابه الفضول، وهي مرحلة متفاوتة قد تبدأ مبكرًا لدى طفل ومتأخرة لدى أخر.

وتشير إلى أهمية توعية الطفل بعدم رؤية أي أشخاص لأعضائه التناسلية، أو لمسها، مؤكدة ضرورة التوضيح للطفل أن هذه الأجزاء خاصة به فقط، ولا يحق لأي أحد مشاهدته حتى أثناء الاستحمام.
الرياضة الحل
وعن طرق تفريغ الطاقة الجنسية للشخص المتوحد، تقول د. رانيا إن الرياضة هي الحل الأفضل، خاصة السباحة أو التنس لأنها تفرغ الطاقة وتزيد من الهدوء.