أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

أخصائية علاج طبيعي بنيويورك: الوضع أسوأ مما ينقله الإعلام والوفيات في تزايد

08:49 م السبت 11 أبريل 2020
أخصائية علاج طبيعي بنيويورك: الوضع أسوأ مما ينقله الإعلام والوفيات في تزايد

نهى محمد عدلي

حوار - ياسمين الصاوي:
كشفت نهى محمد عدلي، أخصائية العلاج الطبيعي في نيويورك، عن الأوضاع الحالية في ولاية نيويورك في ظل انتشار فيروس كورونا، وحجم الإصابات والوفيات، وسبل الوقاية التي يتبعها الطاقم الطبي بالبلاد، موجهة عدد من النصائح لتفادي الإصابة بالمرض.
وأضافت عدلي في حوارها لـ"الكونسلتو"، أنه لم يعد هناك مكان في ثلاجات المشرحة لاستقبال حالات جديدة، والآن يتم الاستعانة بشاحنات الأطعمة والمشروبات لحفظ الأموات حتى يأتي دورهم في الدفن وإلى نص الحوار:

كيف ترين الأوضاع داخل مستشفيات نيويورك؟

كنت أتمنى التحدث عن أخبار جيدة، لكن الحقيقة أن الوضع سيء، وربما يتخيل البعض أن وسائل الإعلام تعمل على المبالغة والتهويل، في حين أن الوضع أسوأ مما تنقله وسائل الإعلام، فمن واقع عملي ووجود الكثير من الحالات المصابة بكوفيد 19 حولي، فيمكن القول أن الفيروس سريع الانتشار ولا يمكن السيطرة عليه، فعلى الرغم من عزل المصابين عن المقيمين بالمستشفى نتيجة الإصابة بمشكلات صحية أخرى، إلا أن المرض ينتقل من المصاب إلى السليم سواء عن طريق الأطباء أو الممرضات أو مقدمي الرعاية الصحية.

ما الأوضاع الحالية لانتشار فيروس كورونا بالبلاد؟

هناك ارتفاع متزايد في عدد الإصابات، في الوقت نفسه تتوافر الأسرّة بالمستشفيات، فعلى سبيل المثال، في يوم 8 إبريل، وحسب الإحصائيات، زادت عدد الإصابات حتى بلغت أكثر من 140 ألف حالة إصابة وأكثر من 5000 حالة وفاة في نيويورك، وبلغت الأعداد في ناسو أكثر من 16 ألف حالة إصابة و500 حالة وفاة.
ومن المتوقع ارتفاع أعداد الوفيات في الفترة القادمة، كما يُذكر أن هناك نقص في عدد الصناديق الخشبية التي يوضع فيها المتوفين، حيث يتم لف المتوفى في 2 كيس مكتوب عليه "كوفيد 19" حتى ينتبه حاملو الجثث إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية، ثم يوضع في صندوق، ويدفن في التراب.
ومع ارتفاع أعداد الموتى، لم يعد هناك مكان في ثلاجات المشرحة لاستقبال حالات جديدة، والآن يتم الاستعانة بشاحنات الأطعمة والمشروبات لحفظ الأموات حتى يأتي دورهم في الدفن، وربما يتطلب الأمر بقاء الجثث أسبوعين في الثلاجات.
وأظهرت الإحصائيات، أن الإسبان في أمريكا الجنوبية تصل نسبة إصابتهم بالمرض إلى 34%، يليهم ذوات البشرة السمراء بنسبة 28%، ثم ذوات البشرة البيضاء بنسبة 27%، ثم الأسيوين بنسبة 7%، ولم يتبين بعد السبب.

هل هناك نقص في أدوات الوقاية من الفيروس؟

حاليًا هناك توافر في أجهزة التنفس وأدوات الوقاية، مثل القفازات والكمامات، ولا يوجد عجز ولا فائض، ونرتدي كمامة لمدة أسبوع، وكمامة أخرى فوقها قامت إحدى الزميلات بتفصيلها، وهي ما أعمل على غسيلها وتعقيمها يوميًا.

كيف ترين تصنيف ولاية نيويورك بمنطقة موبوءة؟ وما حجم الإصابات والوفيات في الفريق الطبي؟

تعتبر نيويورك ميناء أمريكا، حيث تضم مطار JFK العالمي الذي تصل إليه وتغادر منه الطائرات من كل دول العالم، كما تعد عاصمة الاقتصاد والسياحة والأعمال بالبلاد، وبها جميع الجنسيات، وبالتالي صارت بؤرة الوباء حاليًا.
أرى أن هناك التزام من الشعب الأمريكي والأطباء، قثد جلس الكثير من المواطنين في منازلهم، كذلك تم إغلاق المطاعم ماعدا خدمة التوصيل والسوبر ماركت كأي مكان بالعالم.

كيف يتم التعامل مع الحالات المصابة؟

جميع الحالات المصابة بالفيروس يتم عزلها في غرف، وعند دخول الفريق الطبي إلى المبنى، فإن هناك أحد العاملين بالمستشفى يقف حاملاً جهاز لقياس درجة حرارة الجسم سواء عن طريق الجبهة أو تحت اللسان، وفي حال ارتفاع درجة الحرارة، يتم منع المشتبه في إصابته بالمرض من دخول المبني، والعودة إلى منزله، وإن استمر ارتفاع الحرارة، يتم الاتصال بالطبيب للفحص وكتابة روشتة لعمل تحليل، فليست كل الحالات تحتاج إلى تحليل أو التوجه إلى المستشفى.

هل يتم الاحتجاز بالمستشفى وفق محددات معينة؟

لا تحتاج جميع الحالات إلى التوجه للطوارئ بالمستشفى، حيث تستدعي الحالات الحرجة فقط الذهاب إلى المستشفى مثل الذين يعانون من مشكلة في التنفس أو المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم.
ويجب الكشف للذين تظهر عليهم أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة وألم في الجسم والسعال الجاف وفقدان القدرة على الشم والتذوق والصداع.

هل هناك أولوية لمن يتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي؟

الأولولية للذين يحتاجون إليها بالفعل، ويعانون من صعوبة في التنفس أو انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم، ولا يتعلق الأمر تمامًا بالعمر أو الجنسية أو الديانة أو غيرها، ولا صحة لما ورد عن إعطاء صغار السن الأولوية عن الكبار بدافع زيادة فرصتهم في الحياة، بل بالعكس يُنصح بالعزل المنزلي للأشخاص أقل من 40 أو 50 سنة في غرفهم الخاصة، ويتم تولية الرعاية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 أو 60 سنة في المستشفى.

كيف تشكل الإصابات الكبيرة ضغطًا على النظام الصحي؟

يشكل الأمر ضغطًا كبيرًا بالفعل، خاصة أن عدد الإصابات من الطاقم الطبي والعاملين بالنظافة قد أصيبوا بالفيروس، وتواردت بعض الإشاعات عن الاستعانة بطلاب السنة النهائية من كلية الطب، لكن لا صحة لذلك.
وإذا تبين إصابة أحد العاملين بالطاقم الطبي بالمرض، يتم عزله في المنزل تمامًا لمدة أسبوعين حتى تختفي الأعراض، ومنعه من دخول المبنى، ويتطلب الأمر أن يعمل بقية أفراد الطاقم ورديتين لسد العجز الناتج عن قلة عدد العاملين، ففي بعض الأحيان، نعمل 12 أو 14 ساعة، ما يكلفنا ضغطًا بدنيًا ونفسيًا كبيرًا.
والمكتب صار يخلو من العاملين، فلم يتبق غيري وإحدى زميلاتي التي أصيبت بالمرض مؤخرًا، والحمد لله أنني لم أتعرض له بعد.

بالرغم من امتلاك الولايات المتحدة نظام صحي قوي، إلا أن ضغط المصابين متزايدًا، فيما حذر حاكم نيويورك من سيناريو سيء في ظل ارتفاع عدد الوفيات لنقص أجهزة التنفس الصناعي، كيف ترين ذلك؟

أود التأكيد أنه لا توجد حالة واحدة عانت من قلة عدد الأسرّة أو عدم توافر أجهزة التنفس، كذلك لم يتم رفض استضافة أحد الحالات بسبب كبر أو صغر سنه، فالجميع يأخذ الرعاية المطلوبة، رغم الضغط الكبير على الطاقم الطبي.
وسبب زيادة أعداد الوفيات يتوقف على حسب كل حالة وقوة الجهاز المناعي للمصابين وطريقة تخلص الجسم من الفيروس، حتى إن هناك بعض المطالبات بتبرع المتعافين من الفيروس ببلازما الدم للكشف عن المضاد الحيوي الطبيعي الموجود في الجسم للتخلص من هذا المرض.

ما نصائحك للمواطنين في مصر والعاملين بالقطاع الطبي؟

يتبع الفريق الطبي هنا بعض الإجراءات عند التعامل مع مرضى كوفيد 19، والتي تشمل ارتداد كمامتين للوجه للحصول على حماية مزدوجة وقفازات ونظارات واقية للعين وقبعة رأس، فضلاً عن عدم لمس الوجه تمامًا، وعند الخروج من غرفة المريض، نغسل أيدينا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية فور خلع القفازات، كذلك نعمل على تعقيم أي شيء نلمسه باستمرار مثل الأقلام والهاتف والكيبورد بمناديل مبللة مطهرة.
وعند العودة إلى المنزل، أقوم بخلع الحذاء قبل الدخول، ثم تعقيمه بالمطهر، وتركه في الخارج، كما أضع ملابسي في الغسالة، وأذهب لأخذ حمام ماء.
ويجب عدم الاستهتار تمامًا بهذه الإجراءات، حيث يمكن أن تنتقل العدوى من أحد المرضى بالمستشفى إلى أحد أفراد أسرتك، فنحن نتواجد يوميًا في المكان الذي يحمل الوباء.

هل هناك نصائح معينة تريدون التأكيد عليها لمن يستهينون بالفيروس وانتشاره؟

أنصح بعدم الاستهانة بهذه الأزمة، فنحن هنا في بؤرة الوباء، والوضع سيء للغاية، ومن المتوقع ارتفاع أعداد الوفيات في الفترة القادمة، كما يجب الالتفات إلى تجارب الدول الأخرى مثل إيطاليا وأمريكا.
ولا يعد صغار السن في أمان، حيث أصيب أحد أصدقائنا الذي يبلغ حوالي 42 عامًا بالفيروس، وظهرت عليه الأعراض منذ أسبوع، وتم نصحه بالعزل المنزلي، وسرعان ما تفاقمت الأعراض، ووصلت إلى حد عدم القدرة على التنفس، وتوفى تاركًا طفلتين.
ومن المعروف أنه يُمنع زيارة الأقارب للمرضى، لكن عند زيادة احتمالات تعرض المصاب لخطر الموت، يتم الاتصال بعائلته فيديو لتوديعه، وهناك الكثير من الحالات المؤسفة التي تجعلنا نشعر وكأننا نعيش في كابوس مزعج.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية