أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

بالصور| "الكونسلتو" يرصد رحلة إعداد بلازما المتعافين من كورونا

04:16 م الأحد 12 يوليه 2020

كتب - أحمد كُريّم:

تصوير - محمد حسام:

لواجب اقتضاه عمل والدته كطبيبة، أصيب مهاب عماد مراد ووالدته وشقيقته وطفليها بفيروس كورونا، استدعت نقلهم برفقة والدتهما يوم 12 مايو الماضي إلى مستشفى هليوبولس للعزل، لتكمل الأسرة واجب أخر بنيتها التبرع بالبلازما عقب تعافيهم من الفيروس المستجد لإنقاذ حياة آخرين.

عقب رحلة علاج استمرت 40 يومًا، توجه مهاب لأداء ما رأه واجبًا عليه للمركز القومي لخدمات نقل الدم، للتبرع بالبلازما لينقذ كل متبرع حياة اثنين من المرضى:"صدقت لما ربنا شفاني لمساعدة ناس وضعت في موقفي وحالتهم أخطر وأكون سبب في شفاء حد تاني، فتواصلت مع بنك الدم، عن طريق الخط الساخن، وطبقوا الاشتراطات وحجزت ميعاد وكانت الإجراءات سهلة جدًا".

لكن رغبة الأسرة في التبرع لم تكتمل فمنع والديه وشقيقته من التبرع: "والدي ووالدتي كانوا فوق السن، وأختي لديها أطفال لم ينطبق عليهم الشروط إلا أنهم كانوا يريدون مساعدة المرضى في رحلة التعافي".

بجوار مهاب بداخل بنك الدم كان يجلس محمد رفعت يتبرع ببلازما عقب تعافيه فيقول إنه فور وصوله قدم ما يفيد سلبية عينات تحاليل الـpcr، وتم أخذ عينة دم منه لتحليلها لكشف مدى وجود فيروسات من عدمه لسلامة المريض، وبعدها جلس على جهاز التبرع بالبلازما لمدة 45 دقيقة مضيفًا: "الأمر لم يكن صعب هي شكة ابرة بس وبعدها مجرد تسلية ومفيش وجع أو خوف".

ويضيف أنه سمع عن التبرع بالبلازما للمصابين من التلفزيون، وشرح له شقيقه أهمية التبرع أنه يكون تحت إشراف طبي للسيطرة على قلقه، من أجل أن يساعد أخرين بعد أن عافاه الله.

وببهجة ترتسم على وجهه أثناء التبرع يقول إنه بعد الدخول على صفحة وزارة الصحة على "فيس بوك" وإبداء رغبته في التبرع هاتفه البنك القومي لخدمات نقل الدم، وتم تحديد ميعاد للتبرع.

ويتذكر ما مر به أثناء رحلة إصابته: "حسيت بأعراض الفيروس وروحت مستشفى الصدر بالعباسية، وظهر في التحليل اشتباه كورونا وقمت بعمل مسحة في محافظتي البحيرة وطلعت النتيجة إيجابية، وتم حجزي في مستشفى الصدر بدمنهور لمدة 5 أيام، وقعدت في الحجر الصحي بفندق 12 يوم إلى أن اختفت الأعراض".

في تلك الأثناء يقوم أحمد سمير، فني تمريض، بمتابعة حالتي المتبرعين في الغرفة المخصصة لذلك، يحاول أن يتحدث مهم يطمأنتهم حتى تنتهي عملية التبرع التي تستغرق من 45 دقيقة إلى 60 دقيقة فيقول إنه في البداية يقوم المتبرع بملئ استمارة التبرع تتضمن اسمه ورقم تليفونه وعنوانه وشروط التبرع، وحال انطباق الشروط يقوم بقياس الضغط والنبض والطول والوزن، وإجراء تحليل هيموجلوبين الدم، ولو جاءت النتائج جيدة، ينتقل المتبرع للجهاز لسحب البلازما لمدة تستغرق من 45 إلى ساعة.

ويضيف أنه يعمل في البنك القومي منذ 10 سنوات وتعد الفترة الحالية أكثر فترة في عمله فيها "ضغط شغل" فهو يأتي لعمله يوميًا ولا يحصل على اجازات إلا يوم في الشهر.

ويوضح سمير، أن طبيعة عمله معرضة للمخاطر وهو يتخذ الإجراءات الوقائية فلا خوف من التعامل مع متعافين كورونا، مشيرًا إلى أن إقبال الناس على التبرع في زيادة فيستقبل ما بين 5 الى 20 متبرع يوميًا مع تحفيز وسائل الإعلام على ذلك وتحديد أماكن التبرع ومعرفة المتبرعين أن البلازما تصرف مجانًا للمرضى في مستشفيات العزل.

ويقول: "الناس تأتي طواعية لكن بيكون فيه تخوف عندهم فبيسألوا عن وقت التبرع وإجراءات التعقيم، لكنهم بيطمئنوا بعد رؤية مكان التبرع وفتح المستهلكات أمامهم واشرح عملية التبرع للمتبرع بالتفاصيل وأن الجهاز آمن للسيطرة على الخوف فيبدأ المتبرع يهدي مع مهارة السحب فلا يتوتر".

المرحلة الثانية

المرحلة الثانية بنقل كيس البلازما التي تبرع بها المتعافي إلى قسم 3 معامل للتحاليل وضمان سلامة البلازما، فيتم ارسالها إلى المعمل المرجعي لفحص فصائل الدم، لعمل فصائل لعينات المتبرعين، والكشف عن وجود الأجسام المضادة لكورونا في البلازما ومدى صلاحيها، وتستغرق الفصيلة 10 دقائق والكشف عن الأجسام المضادة نصف ساعة، فدور المعمل التاكد أن الفصيلة مضبوطة وبها أجسام مضادة للفيروس.

وفي حال وجود الأجسام المضادة يتم إرسال البلازما إلى معمل MRL لقياس نسبة الأجسام المضادة في البلازما وكفاءتها، على جهاز جديد بالبنك لا يوجد في أي مكان اخر.

وتقول تقى طارق مسؤول المعمل انه فور وصول العينات البلازما يتم عمل تخفيفات عليها ثم اجراء اختبار عدد الاجسام المضادة وكفاءتها ، لنرى هل تكون لتحديد هل البلازما جيدة عند نقلها للمريض وتستغرق العملية يوم واحد.

وبعدها يتم إرسال عينة البلازما إلى المعمل الثالث تحليل الفيروسات للكشف عن وجود فيروسات الكبدي الوبائي سي وبي والزهري والايدز، عن طريق الحمض النووي والوميض الضوئي، وفق معايير جودة يتم التأكد منها بصفة يومية وبمعايير جودة عالمية.

المرحلة الثالثة

بعد الوصول إلى كفاءة البلازما والاطمئنان إلى سلامتها يتم نقلها إلى قسم فصل مكونات الدم حيث يتم حفظ وحدات البلازما في الثلاجات، فيقول أمير عبد الغني مسئول جودة مشتقات الدم، بقسم فصل مكونات الدم، إنه يتم التاكد من صلاحية البلازما وحفظها في الثلاجات لحين صرفها لقسم الصرف بعد طلبه ذلك.

المرحلة الرابعة

فور وصول طلب من اللجنة العلمية بوزارة الصحة بحاجة مريض لبلازما يقوم قسم الصرف بتسليم البلازما إلى مندوب المستشفى فقط بعد اتخاذ عدد من الإجراءات.

تقول الدكتورة رحاب عمر، رئيس قسم الصرف بالبنك القومي للدم، إن القسم يتسلم طلب المريض بالحاجة للبلازما بها الحالة الصحية وموافقة اللجنة العلمية في الوزارة، والمريض مسجل أنه مصاب كورونا، وفور وصول مندوب المستشفى لاستلام البلازما يتم مراجعة بيانات المريض، وبعدها يتم عمل توافق عينة دم المريض التي اتى بها المندوب.

وتوضح أنه يتم ادخال بيانات المريض على السيستم وفصيلة الدم ويتم عمل تسيح البلازما وتسليمها لمندوب المستشسفى شرط أن يكون معه "كولمن" و"تلج" لحفظ البلازما بها حتى لا تتلف أثناء نقلها للمستشفى، ويتم اعطاء المندوب ورقة تعليمات بها طريقة نقل البلازما للمريض.

وتشير عمر إلى أن البلازما تعطى لحالات حية معينة وليس كل المرضى المصابين بكورونا، ويتم حجزها للمريض برقم باركوود معين بناء على تحليلات تم اجراءها في العمليات السابقة، حرصا على وصولها للمريض بشكل سليم.

وتضيف أن المندوب يمضى على استلام البلازما ويتم صرف وحدتين لكل مريض، واعطاءه وحدة كل 12 ساعة، ويتم صرف الوحدتين للمندوب مرة واحدة إذا كان من محافظة بعيدة أو وحدة فقط لو كان من القاهرة والجيزة وبعد 12 ساعة تصرف الوحدة القانية.

وتؤكد أنه يتم الصرف إلى 5 أو 6 مرضى يوميا وبعض الأيام اكثر، ويوجد رصيد كافي من البلازما حاليا في البنك القومي، وتصرف مجانا دون اي رسوم.

ويؤكد ريمون عادل، نائب رئيس قسم الصرف، أنه فور ورود الطلب اليهم من المستشفى وموافقة اللجنة العلمية يقوم بعمل فصيلة لعينة المريض وصرف البلازما بعد ذلك، لكن عمل بلازما كورونا بشكل مستقل.

يقول الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير عام خدمات نقل الدم القومية بوزارة الصحة، إن بنوك الدم التابعة للوزارة لا تعطي البلازما للحالات التي وضعت على جهاز التنفس الصناعي، لأن نسبة النجاح في الخارج لا تتعدى من 15:20%، في حين النسبة ترتفع كثيرا إذا تم اعطاءها للحالات قبل مرحلة وضع المريض جهاز التنفس الصناعي.

ويوضح أن الحصول على المتبرعين بالبلازما أمر صعب، ويتم توجيه الكمية القليلة من البلازما لنسب النجاح العالية، فاصعب شئ في الامر الحصول على متعاف للتبرع وفحص البلازما بطريقة تضمن كفاءتها.

ويضيف سراج الدين، أن أي حالة توافق عليها اللجنة العلمية تحصل على البلازما، ولا يوجد حالات مؤجلة، ونسبة المتبرعين زادت اضعاف ما تم الاعلان عنهم قبل ذلك وهم 45.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية