د.طارق الفيومي: الوراثة ليست السبب الرئيسي لسرطان الثدي.. وكل كتلة لا تعني ورمًا سرطانيًا (حوار)
كتب : صابر نجاح

الدكتور طارق الفيومي
حوار: صابر نجاح
يُعد شهر أكتوبر من كل عام شهرًا عالميًا للتوعية بسرطان الثدي، المعروف باسم أكتوبر الوردي، وخلاله تتكاتف المؤسسات الطبية والإعلامية لتسليط الضوء على هذا المرض، الذي يُعتبر الأكثر شيوعًا بين الأورام التي تصيب السيدات، بهدف رفع الوعي بأهمية الفحص المبكر وتقديم الدعم النفسي للمريضات خلال رحلة العلاج.
وفي هذا السياق، أجرى "الكونسلتو" حوارًا مع الدكتور طارق عبد الحليم الفيومي، أستاذ جراحة الأورام وجراحات الثدي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، الذي أكد أن سرطان الثدي مازال يمثل نسبة مرتفعة في مصر والعالم، مشيرًا إلى أن نسب الإصابة محليًا قد تصل إلى 30–35%.
وأضاف أستاذ جراحة الأورام ، أن الفحص المبكر والذاتي هو الوسيلة الأهم لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، مؤكدًا أن نسب الشفاء في المراحل المبكرة قد تتخطى 98%.
وإلى نص الحوار:
ما معدل انتشار سرطان الثدي في مصر؟
معدل الإصابة لا يزال مرتفعًا جدًا، ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم. النسب الأعلى تُسجَّل في أمريكا وأوروبا، تليها أفريقيا، بينما تُعد آسيا الأقل. أما في مصر، فقد تصل نسبة الإصابة إلى 30–35%.
هل هناك علامات مبكرة تشير إلى الإصابة؟
غالبًا لا تظهر أعراض مبكرة إلا بالفحص الدوري المنتظم. لذلك من الضروري أن تخضع السيدات للفحص الذاتي شهريًا، وزيارة الطبيب كل 3–6 أشهر. أما ظهور أعراض أو تغيّرات واضحة، فعادة ما يكون مؤشرًا على مرحلة متقدمة، إذ إن 90% من أورام الثدي تظهر في صورة كتل غير مؤلمة تشبه التغيرات الطبيعية لدى السيدات في سن الإنجاب.
ما أهمية الفحص الذاتي والدوري؟
الفحص الذاتي ينبغي أن يبدأ من عمر 20–25 عامًا، ويصبح أكثر أهمية مع التقدم في السن. بعد سن الأربعين، يُنصح بعمل أشعة ماموجرام مع فحص بالموجات الصوتية للحصول على نتائج دقيقة. الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء بشكل كبير، وقد تصل في المراحل الأولى إلى أكثر من 98%.
هل يختلف المرض عند السيدات الأصغر عمرًا؟
المرض في جوهره لا يختلف كثيرًا، لكن في الأعمار الصغيرة يكون الكشف المبكر أكثر أهمية، لأن التأخر في التشخيص قد يقلل من فاعلية العلاج مقارنة بالمراحل العمرية الأكبر.
ما دور الدعم النفسي في رحلة العلاج؟
الدعم النفسي عنصر محوري. وجود الأسرة بجانب المريضة يساعد على تعزيز المناعة وتحسين الاستجابة للعلاج، بينما غياب الدعم أو الخوف والإهمال قد يؤثر سلبيًا ويزيد من فرص انتشار الورم.
ما أبرز التطورات في طرق العلاج؟
شهدت الجراحة طفرة من خلال الجراحات التحفظية، حيث يتم استئصال الورم فقط مع إعادة بناء الثدي، وهو ما يحسّن الحالة النفسية للمريضة. كما تطورت العلاجات الكيميائية والإشعاعية والهرمونية والموجهة، مع الاعتماد على فحوصات دقيقة لتحديد بيولوجية الورم ونوعه، مما يسمح بتخصيص خطة علاجية تناسب كل حالة.
ما نسب الشفاء من سرطان الثدي؟
في الحالات التي تُكتشف في المرحلة الأولى أو الثانية تصل نسب الشفاء إلى 98–100%، وهو معدل مرتفع جدًا مقارنة بسرطانات أخرى. لكن تظل المريضة التي أصيبت سابقًا أكثر عرضة للإصابة مجددًا، مما يستلزم متابعة دورية مكثفة.
هل التثدي عند الرجال مرتبط بسرطان الثدي؟
التثدي عند الرجال لا علاقة له بسرطان الثدي، فهو غالبًا تراكم دهون ولا يتحول إلى أورام. لكن سرطان الثدي لدى الرجال – وإن كان نادرًا – غالبًا ما يُكتشف في مرحلة متقدمة بسبب قلة أنسجة الثدي.
ما مدى تأثير العوامل الوراثية؟
العوامل الوراثية تمثل نحو 5–10% فقط. السيدات اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة (الأم، الابنة، الخالة، الجدة) يُفضل أن يجرين فحصًا جينيًا. لكن فكرة الاستئصال الوقائي للثدي – الشائعة في بعض المراكز بالخارج – لا تلقى قبولًا ثقافيًا أو نفسيًا في مصر.
وهل الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة؟
قد يكون لها دور جزئي في تقليل احتمالية الإصابة، لكن ليس دورًا حاسمًا. فهناك سيدات كثيرات أُصبن بالمرض رغم الحمل والرضاعة الطبيعية. لذلك يظل الفحص المبكر هو العامل الأكثر أهمية.
ما أبرز نصائحك بعد التعافي من سرطان الثدي؟
المريضة التي تعافت ينبغي أن تستمر في الفحوصات بانتظام، لكن بوتيرة أقصر من السيدات غير المصابات. فإذا كانت السيدة السليمة تفحص كل 6 أشهر، فعلى المتعافية أن تفحص كل 3 أشهر لضمان عدم عودة الورم.