وفاة فتاة بعد تأخير علاجها من أورام الثدي بسبب عمرها

الفتاة البريطانية إيلا سنيّدون
كتب - محمد عماد
رغم التقدم الطبي في تشخيص الأورام، لا تزال الفجوات الإجرائية تقف عائقًا أمام إنقاذ الأرواح، لا سيما بين الفئات العمرية الأصغر، وتتجسد هذه الفجوة المأساوية في قصة الفتاة البريطانية إيلا سنيّدون، التي فقدت حياتها بعد أن تم تخفيض أولوية إحالتها الطبية من "عاجلة" إلى "روتينية" بسبب صغر سنها.
لم يكن تأخر التشخيص في حالتها لم يكن مجرد خطأ، بل مأساة، إذ سمح لورم سرطاني نادر بأن يتطور ويصل إلى مراحل يصعب معها العلاج.
من تأخير التشخيص إلى الوفاة
توفيت المراهقة البريطانية إيلا سنيدون، بعد أن تم تخفيض تصنيف حالتها من "عاجلة" إلى "روتينية" عند الاشتباه بإصابتها بورم في الثدي؛ بسبب صغر سنها.
كانت إيلا، البالغة من العمر 14 عامًا حينها، قد زارت المستشفى لأول مرة في صيف 2022 وهي تشكو من كتل مؤلمة في صدرها، وأُبلغت أن الأعراض ناتجة عن تغيرات هرمونية.
اقرأ أيضًا.. جلد السمك.. علاج ثوري يعيد الحياة لرضيعة أمريكية
وعندما عادت عام 2024 بعمر 16 عامًا، قدم طبيبها العام طلب إحالة عاجلة للاشتباه في وجود أورام، لكن وفقًا للإرشادات الوطنية، تم تقليل درجة الإلحاح لأن عمرها أقل من 30 عامًا، وفقًا لموقع "الإندبندنت" البريطاني.
عائلتها الآن تطالب بمراجعة شاملة لإجراءات الإحالة العاجلة لحالات الأورام، مؤكدين أنها ربما كانت ستنجو لو تعامل النظام الصحي مع أعراضها بنفس الجدية الممنوحة للبالغين.
القوانين الطبية في اسكتلندا
تشير التوجيهات الطبية في اسكتلندا إلى أن الكتل الظاهرة في المرضى فوق سن 30 تُعامل كحالات عاجلة يجب متابعتها خلال أسبوعين، بينما تُعد حالات من هم دون هذا السن روتينية.
وبحسب ما نقله الموقع، قالت إحدى أقاربها، مايْري ماكجي، إن إيلا كانت شخصية محبوبة ومليئة باللطف، تعشق الموسيقى والمكياج واللون الوردي، وتتمتع بقدرة فريدة على جعل الآخرين يشعرون بأنهم مرئيون ومفهومون.
الحالة العلاجية للفتاة
بعد تخفيض الإحالة، أجريت لها خزعة بعد شهرين، وتبين مبدئيًا أن الورم حميد، لكن بعد أيام، اكتشفت العائلة وجود تجمعات سائلة حول القلب والرئتين.
سرعان ما تدهورت حالتها، وبعد 10 أسابيع في العناية المركزة، تبيّن إصابتها بساركوما — نوع نادر من الأورام العدوانية — انتقل من الثدي إلى القلب والرئتين والغدد الليمفاوية.
برنامج علاج الفتاة
تلقت إيلا تشخيصًا بأن أمامها من 6 إلى 12 شهرًا فقط، وتابعت علاجها في المنزل حتى وفاتها في عمر 17 عامًا، بعد مرور ستة أشهر ويومين فقط من التشخيص.
عبرت عائلتها عن امتنانها لرعاية الأطباء والتمريض رغم الظروف، لكنها شددت على ضرورة تعديل الإرشادات الحالية، مشيرة إلى أن التأخير ربما حرمهم من فرصة إنقاذها أو حتى من وقت أطول معها.
قد يهمك.. شافت علامة غريبة.. سيدة تنقذ حياة زوجها من مرض مميت
معدلات وفيات الأطفال والمراهقين في الاسكتلندا
وطالبت الأسرة الحكومة الاسكتلندية بتعديل نظام الإحالة للأطفال والمراهقين ليشمل نفس معايير السرعة التي تُطبق على البالغين، إلى جانب تحسين توجيهات الأطباء للتعامل السريع مع أعراض الأورام في الفئات العمرية الصغيرة.
ويُشار إلى أن اسكتلندا تسجل أحد أعلى معدلات وفيات الأطفال والمراهقين في أوروبا الغربية، حيث يموت نحو 300 شاب سنويًا.
وقالت جاكي بيلي، نائبة زعيمة حزب العمال الاسكتلندي، إن القضية "مؤلمة للغاية"، مشددة على ضرورة فتح تحقيق عاجل في كيفية التعامل مع إحالات الأورام لدى الشباب، لتفادي فقدان المزيد من الأرواح.
فيديو قد يعجبك: