فواكه تضر بالقولون وتسبب تهيجه..احذرها

القولون
كتب محمود محمد
يُعد القولون واحدا من أهم أعضاء الجسم ، ويلعب دورًا رئيسيًا في امتصاص الماء وتكوين البراز. ومع ذلك، يعاني الملايين حول العالم من اضطرابات وظيفية في القولون، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، التي تتميز بأعراض مزعجة مثل الانتفاخ والغازات والإمساك و تلعب الحمية الغذائية دورًا محوريًا في إدارة هذه الأعراض، وتحديدًا بعض الفواكه التي قد تكون مسببة للتهيج لدى الأفراد المعرضين
في الموضوع القادم سيتم تقديم رؤية شاملة حول الفواكه التي قد تهيج القولون، معتمدة على أحدث الأبحاث والدراسات السريرية.
الفودماب (FODMAPs) ودورها في تهيج القولون
يُعد مفهوم "الفودماب" (FODMAPs)، وهو اختصار لـ "السكريات قليلة التعدد قابلة للتخمر، السكريات الثنائية، السكريات الأحادية، والبوليولات"، حجر الزاوية في فهم تأثير بعض الأطعمة على القولون. هذه الكربوهيدرات قصيرة السلسلة يتم امتصاصها بشكل سيء في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى وصولها إلى القولون حيث تخضع للتخمر بواسطة البكتيريا المعوية. ينتج عن هذا التخمر غازات (مثل الهيدروجين والميثان)، مما يسبب الانتفاخ وآلام البطن. علاوة على ذلك، تتمتع الفودماب بخصائص أسموزية، أي أنها تسحب الماء إلى الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإسهال لدى بعض الأفراد.
الفواكه وتهيج القولون
ليست كل الفواكه متساوية من حيث محتواها من الفودماب. بعض الفواكه تحتوي على مستويات عالية من هذه الكربوهيدرات، مما يجعلها مهيجة محتملة للقولون لدى الأفراد الحساسين:
الفواكه المحتوية على الفركتوز الزائد:
يُعد الفركتوز سكرًا أحاديًا شائعًا في العديد من الفواكه. بينما يُمتص الفركتوز بشكل جيد عندما يكون متوازنًا مع الجلوكوز، فإن وجود الفركتوز الزائد (أي بكمية أكبر من الجلوكوز) قد يسبب مشاكل. من أمثلة الفواكه الغنية بالفركتوز الزائد:
* التفاح: يحتوي التفاح، وخاصة الأصناف الحلوة، على مستويات عالية من الفركتوز.
* الكمثرى: على غرار التفاح، تعتبر الكمثرى مصدرًا غنيًا بالفركتوز.
* المانجو: تتميز المانجو بمحتواها العالي من الفركتوز، خاصة عندما تكون ناضجة.
* الكرز: على الرغم من صغر حجمه، يحتوي الكرز على كميات كبيرة من الفركتوز.
* البطيخ: يحتوي البطيخ على الفركتوز الزائد، بالإضافة إلى محتواه من البوليولات (السكريات الكحولية).
* الفواكه المحتوية على البوليولات (السكريات الكحولية):
توجد البوليولات بشكل طبيعي في العديد من الفواكه والخضروات، وقد تُستخدم أيضًا كمُحليات صناعية. من أمثلة البوليولات الشائعة السوربيتول والمانيتول. يمكن أن تسبب هذه المركبات أعراضًا شبيهة بأعراض الفودماب بسبب امتصاصها الضعيف في الأمعاء.
* الأفوكادو: يحتوي الأفوكادو على نسبة عالية من السوربيتول.
* المشمش: يُعد المشمش مصدرًا للسوربيتول.
* الخوخ والبرقوق: يحتويان على مستويات كبيرة من السوربيتول.
* التوت الأسود: على الرغم من فوائده، يحتوي التوت الأسود على السوربيتول.
* الفواكه المحتوية على الجالاكتو-أوليجوساكاريد (GOS):
على الرغم من أنها أقل شيوعًا في الفواكه، إلا أن بعضها قد يحتوي على كميات صغيرة من GOS التي يمكن أن تسبب أعراضًا لدى الأفراد الحساسين.
النهج العلمي لإدارة تهيج القولون الناتج عن الفواكه
تُعد الحمية الغذائية قليلة الفودماب (Low FODMAP diet) نهجًا علاجيًا معترفًا به على نطاق واسع لإدارة أعراض متلازمة القولون العصبي. تتضمن هذه الحمية ثلاث مراحل:
* مرحلة التقييد: يتم فيها إزالة جميع الأطعمة الغنية بالفودماب، بما في ذلك الفواكه المذكورة أعلاه، لمدة 2-6 أسابيع.
* مرحلة إعادة الإدخال: بعد تحسن الأعراض، يتم إعادة إدخال الفودماب بشكل تدريجي ومنظم، صنفًا تلو الآخر، لتحديد الأطعمة المسببة للمشكلة والجرعات التي يمكن تحملها.
* مرحلة التخصيص: يتم بناء نظام غذائي فردي يعتمد على تحمل الشخص للأطعمة المختلفة.
من المهم التأكيد على أن الاستجابة للفودماب تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. فما قد يسبب تهيجًا لشخص قد لا يؤثر على آخر. لذلك، يُنصح دائمًا بالتشاور مع أخصائي تغذية مؤهل عند البدء في حمية غذائية قليلة الفودماب لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية وتجنب النقص الغذائي.
مصادر الموضوع :
* Monash University FODMAP Diet
* الموقع: https://www.monashfodmap.com
فيديو قد يعجبك: