لماذا يستيقظ كبار السن مبكرا؟ إليك ما يقوله العلم

مع تقدمنا في العمر، يمر جسمنا بتغيرات عديدة، منها تغيرات في أنماط النوم ومدته، ربما لاحظتَ أن كبار السن في منزلك يميلون إلى الاستيقاظ مبكرًا جدًا عن غيرهم، مبكرًا جدًا، لدرجة تجعلك تتساءل كيف يتعاملون مع هذا، ويكمن السبب في مجموعة من الآليات الداخلية، بما في ذلك تغيرات الساعة البيولوجية والهرمونات المصاحبة للتقدم في السن.

يوضح "الكونسلتو" في التقرير التالي، السبب العلمي وراء استيقاظ كبار السن في وقت مبكر، وفقًا لـ""onlymyhealth.

لماذا يستيقظ كبار السن مبكرًا؟

وفقا ل مؤسسة النوميُنصح البالغون عادةً بالنوم سبع ساعات أو أكثر كل ليلة، ومع ذلك، مع بلوغ منتصف العمر، يميل متوسط مدة نوم الشخص كل ليلة إلى الانخفاض بمقدار 30 دقيقة كل عشر سنوا.

ومع تقدمنا في العمر، تتغير ساعتنا البيولوجية تدريجيًا، هذا يعني أن الجسم يبدأ بالشعور بالنعاس مبكرًا في المساء ويستيقظ مبكرًا في الصباح، وتُسمى هذه الظاهرة مرحلة النوم المتقدمة.

الإيقاع اليومي، الذي يحكم دورة نومنا واستيقاظنا على مدار 24 ساعة، يصبح أقل فعالية مع التقدم في السن.

اقرأ أيضًا: يجعلك مفعم بالحيوية.. 6 فوائد مذهلة للاستيقاظ مبكرًا

ولدى الشباب، تستجيب هذه الساعة الداخلية جيدًا للإشارات البيئية مثل ضوء النهار والظلام، ولكن مع التقدم في السن، تتضاءل استجابة الدماغ لهذه الإشارات، ونتيجة لذلك، ينتقل الإيقاع إلى مرحلة مبكرة، مما يعني أن الميلاتونين يُفرز مبكرًا في المساء، مما يسبب النعاس، بينما يبلغ الكورتيزول، الهرمون الذي يساعدنا على الاستيقاظ، ذروته في الصباح الباكر.

وهذا هو السبب في أن العديد من كبار السن يبدأون في الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في وقت مبكر.

بالإضافة إلى ذلك، قد يصبح كبار السن أيضًا أكثر حساسية لتغيرات الضوء أو قد يتعرضون بشكل أقل لضوء الصباح الساطع، وكلاهما يؤثر على دورة النوم والاستيقاظ.

التغيرات في بنية النوم لدى كبار السن

مع التقدم في السن، تقلّ مدة النوم العميق، ويزداد النوم الخفيف، وهذا يجعل كبار السن أكثر عرضة للاستيقاظ من اضطرابات بسيطة كالضوضاء أو الانزعاج.

كما أن كبار السن يميلون أيضًا إلى الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل، ويصبح النوم أخف وأقصر وأكثر تقطعًا مع التقدم في السن.

قد يهمك: حسام موافي يكشف فائدة غير متوقعة للاستيقاظ فجرًا

دور الهرمونات في الاستيقاظ مبكرًا

تلعب التغيرات الهرمونية دورًا رئيسيًا في اختلاف أنماط نوم كبار السن، إذ إن أحد الهرمونات الرئيسية هو الميلاتونين، الذي يُرسل إشارة للجسم بأن وقت النوم قد حان.

مع التقدم في السن، لا يُنتج الميلاتونين بكميات أقل فحسب، بل يُطلق أيضًا في وقت أبكر من المساء، مما يُعزز النوم المبكر.

تبدأ هرمونات أخرى، مثل الكورتيزول، في الارتفاع في وقت مبكر من الصباح، مما قد يؤدي إلى الاستيقاظ مبكرًا.

وإنتاج هرمونات مثل هرمون النمو والتستوستيرون، التي تدعم النوم العميق، يتراجع مع التقدم في السن.

وتساهم كل هذه التحولات الهرمونية في النوم الخفيف والأقصر لدى كبار السن.

تغييرات نمط الحياة لتحسين إدارة النوم لدى كبار السن

هناك عدة عادات بسيطة وفعّالة تُحسّن نوم كبار السن، وتشمل هذه العادات ما يلي:

- إن الحفاظ على جدول نوم ثابت، أي الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، يساعد على تنظيم ساعة الجسم.

- إن الحصول على ضوء الشمس الصباحي، ويفضل أن يكون ذلك خلال الساعة الأولى من الاستيقاظ، مفيد بشكل خاص.

- يمكن أن يؤدي الحد من تناول الكافيين والكحول ووقت الشاشة في المساء إلى تحسين جودة النوم.

- إن ممارسة النشاط البدني أثناء النهار يدعم النوم المريح، ولكن من الأفضل تجنب ممارسة التمارين الرياضية قبل النوم بوقت قصير.

- إنشاء بيئة غرفة نوم باردة ومظلمة وهادئة والحفاظ على القيلولة قصيرة وفي وقت مبكر من اليوم.