ومن المتعارف عليه أن اللقاحات تصنع من فيروسات ضعيفة أو ميتة، لا تسبب المرض للجسم، بل تكتفي بإشعاره بالمرض، مما يحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة.

أما لقاح "موديرنا" فيتبع نهجًا مختلفًا، حيث تم تطويره من جزئيات صغيرة من الحمض النووي "mRNA"، التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا.

وبمجرد إنتاج هذا البروتين، يتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس التاجي داخل الجسم، فيبدأ بإنتاج الأجسام المضادة، كما لو كان الإنسان مريضًا بالفعل.

وهذه الطريقة تشبه الآلية التي يعمل بها اللقاح الذي طورته شركة "فايزر" الأمريكية، بالتعاون مع الشركة الألمانية "بيونتك"، حيث تم تصنيعه من شيفرة جينية للفيروس التاجي، تحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تساعد على تعزيز الاستجابة المناعية ضد العدوى.

ويتطلب كلا اللقاحين أخذ جرعتين، تفصلهما عدة أسابيع، بحسب ما جاء بموقع "سكاي نيوز".

اقرأ أيضًا: تتوالى البشائر.. اكتشاف ميزة في لقاح موديرنا قد تجعله في الأسواق قريبًا

ومن المزايا التي يتمتع بها لقاح موديرنا ويفتقدها لقاح فايزر، أنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة، مما يجعل توزيعه أسهل.

وتتوقع "موديرنا" أن يكون اللقاح مستقرًا في درجات حرارة المبرد العادية، والتي تتراوح من 2 إلى 8 درجات مئوية، لمدة 30 يومًا، كما يمكن تخزينه لمدة تصل إلى 6 أشهر عند 20 درجة مئوية تحت الصفر، وفقًا لموقع "سكاي نيوز".

في المقابل، يتعين شحن لقاح فايرز وتخزينه في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر، وهي درجة الحرارة المعتادة في فصل الشتاء بالقطب الجنوبي.

وفي درجات حرارة المبرد العادية، يمكن تخزين لقاح فايزر لمدة تصل إلى خمسة أيام.

وأشارت "موديرنا" إلى احتمالية الحصول على حوالي 20 مليون جرعة مخصصة للولايات المتحدة الأمريكية بحلول نهاية العام الجاري، فيما تتوقع "فايزر" وشريكتها الألمانية الحصول على حوالي 50 مليون جرعة على مستوى العالم قبل بداية 2021.

أما عن الآثار الجانبية، فلم تسجل "موديرنا" أي مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، ولكن نسبة قليلة ممن تلقوا اللقاح أبغلوا عن معاناتهم من التعب والحمى وألم في العضلات والمفاصل.

وأكد المتطوعون الذين تلقوا لقاح فايزر، أنه ترك آثارًا جانبية عليهم، بدت مشابهة لـ"الثمالة الشديدة"، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "روتيرز" الإخبارية.