كلام طفلك أثناء النوم.. هل يدعو للقلق؟
كتب – محمد عماد

التحدث أثناء النوم عند الأطفال
يشهد بعض الأطفال ظاهرة غريبة تُعرف بـ"التحدث أثناء النوم"، وهي حالة شائعة تُثير قلق الأهل رغم كونها غالبًا غير مقلقة طبيًا، فقد يبدو الطفل وكأنه مستيقظ وهو يتحدث خلال نومه، بينما يسترجع أحداثًا أو يعبر عن توتر داخلي، ما يدفع الأهل للتساؤل عن الأسباب والحلول.
ووفقًا لموقع "Only my health"، استعرض خبراء الصحة النفسية مجموعة من العوامل المرتبطة بهذه الظاهرة، وقدموا نصائح عملية تساعد في الحد منها، مؤكدين أن مراقبة سلوك الطفل والاهتمام بجودة نومه قد يُحدث فرقًا كبيرًا في تحسنه.
أسباب التحدث أثناء النوم
يؤكد الدكتور سمير مالهوترا، المدير الأول ورئيس قسم الصحة النفسية والعلوم السلوكية بمستشفى ماكس سوبر التخصصي، أن التحدث أثناء النوم لدى الأطفال أمر شائع وغير مقلق، وغالبًا ما يحدث خلال مراحل النوم الخفيف، ويقل تدريجيًا مع تقدم الطفل في العمر.
ويوضح مالهوترا أن هناك عدة أسباب محتملة لهذه الظاهرة:
القلق والتوتر:
يعاني الأطفال، كالبالغين، من ضغوط مثل المدرسة، العلاقات الاجتماعية، أو التغيرات العائلية، ما يؤدي إلى نشاط ذهني زائد أثناء النوم.
اقرأ أيضًا.. علامات لا تُقلق تظهر على حديثي الولادة.. استشاري يوضح
الحمى:
قد تؤدي الحمى إلى اضطرابات في النوم والكوابيس، مما يسبب التحدث الليلي.
الحرمان من النوم:
عدم كفاية النوم أو تأخر مواعيده يخل بتوازن النوم لدى الطفل ويزيد من احتمال ظهور الكلام أثناء النوم.
الوراثة:
إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذه الظاهرة، فقد تنتقل للطفل عبر العوامل الجينية.
متى تستدعي الحالة القلق؟
يشدد مالهوترا، على أن معظم الحالات لا تتطلب تدخلًا طبيًا، إلا إذا صاحبها أعراض إضافية مثل الكوابيس المتكررة، ارتفاع الصوت، أو المشي أثناء النوم، وفي هذه الحالات، ينصح بزيارة اختصاصي نفسي، وقد يستدعي الأمر إجراء دراسة لنوم الطفل.
كما ينبه إلى ضرورة مراقبة الطفل والتواصل معه في حال الشك بتعرضه لتنمّر أو ضغوط نفسية، إذ إن التحدث أثناء النوم قد يكون وسيلة للتعبير عن مشاعر غير مفسّرة.
خطوات للوقاية وتحسين نوم الطفل
يوصي الخبراء باتباع روتين منتظم يحفّز الطفل على نوم هادئ وصحي. وتشمل أبرز التوصيات:
تهيئة بيئة النوم:
يجب أن تكون الغرفة هادئة، مريحة، وذات حرارة مناسبة.
روتين يومي ثابت:
اتباع نفس خطوات ما قبل النوم كل ليلة، مثل الاستحمام، قراءة قصة، أو استخدام الحمام.
تجنب المحفزات:
يجب الامتناع عن تناول الكافيين أو تعريض الطفل للشاشات قبل النوم.
قد يهمك.. بعد تناولها بـ«لام شمسية».. «البيدوفيليا» اضطراب نفسي يهدد براءة الطفولة
الهدوء الأسري:
تفادي الجدال أو المشاحنات في المساء، لأنها تؤثر نفسيًا في الطفل.
وأظهرت دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب الأمريكية أن روتين النوم يُحسن سلوك الطفل وانفعالاته، ويساعد على النمو السليم والصحة النفسية.
فيديو قد يعجبك: