ميكروبيوم المهبل.. الحارس الخفي لخصوبة المرأة

ميكروبيوم المهبل
كتب - محمد عماد
رغم أنه غير مرئي للعين المجردة، يلعب الميكروبيوم المهبلي دورًا محوريًا في حماية الصحة الإنجابية للمرأة، فهذا النظام البيئي الدقيق من البكتيريا، الذي يتركز معظمه في فصيلة اللاكتوباسيلس، لا يكتفي بمنع العدوى، بل يساهم أيضًا في توازن الهرمونات، وتعزيز فرص الحمل، وتقليل الالتهابات التي قد تعيق الخصوبة.
ركّزت الأبحاث الطبية على ميكروبيوم الأمعاء لسنوات، لكن ميكروبيوم المهبل بدأ يفرض نفسه كعامل رئيسي في صحة المرأة، خاصة في فترات حرجة مثل الدورة الشهرية، والحمل، وما بعد الولادة، وانقطاع الطمث، وفقًا لموقع "Only my health".
خط الدفاع الأول في المهبل
توضح الدكتورة مانجولا أناجاني، استشاري النسا والتوليد في مستشفى "كير" بالهند، أن بكتيريا اللاكتوباسيلس تُفرز حمض اللاكتيك، ما يحافظ على بيئة حمضية تمنع تكاثر الكائنات الضارة مثل البكتيريا الممرضة، والخمائر، والفيروسات.
كما تنتج هذه البكتيريا مركبات أخرى، مثل بيروكسيد الهيدروجين، تعمل كمضادات طبيعية للميكروبات. ولكن هذا التوازن هش، وقد يختل بسهولة بفعل التغيرات الهرمونية، أو تناول المضادات الحيوية، أو التوتر، أو حتى الاتصال الجنسي غير الآمن.
اقرأ أيضًا.. احذرٍ منها..5 عادات خاطئة مرتبطة بالسيدات خلال الحمل
المخاطر تتضاعف عند اختلال التوازن
تشير الدكتورة أناجاني إلى أن أي اضطراب في توازن الميكروبيوم قد يؤدي إلى مشكلات مثل:
التهاب المهبل البكتيري (BV)
التهابات الخميرة
التهابات المسالك البولية
وتحذر من أن التهاب المهبل البكتيري، تحديدًا، قد يُعاد بشكل متكرر إذا لم يُمنح الميكروبيوم وقتًا للتعافي الطبيعي، ورغم أنه يبدو بسيطًا، إلا أن هذا الالتهاب يزيد خطر الأمراض المنقولة جنسيًا، وقد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو تمزق الأغشية أثناء الحمل.
علاقة مباشرة بالخصوبة والحمل
تؤثر صحة الميكروبيوم بشكل مباشر على فرص الحمل. عندما تسود بكتيريا اللاكتوباسيلس في المهبل، تزداد فرص بقاء الحيوانات المنوية، ويقل الالتهاب، مما يرفع احتمالات الحمل الطبيعي.
أما في حالات اضطراب التوازن، فقد تصبح القناة المهبلية بيئة معادية للحيوانات المنوية، ما يقلل من فرص الانغراس.
وفي حالات التلقيح الصناعي، أظهرت دراسات أن النساء ذوات الميكروبيوم المتوازن في المهبل والرحم يحققن معدلات حمل أعلى، بينما ترتبط البكتيريا غير المفيدة بزيادة خطر الإجهاض المبكر أو فشل عملية الزرع.
خلال الحمل وبعد الولادة
خلال الحمل، يعمل الميكروبيوم كخط دفاع أول ضد الالتهابات، لكن إذا اختل توازنه، قد تحدث مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو العدوى.
وبعد الولادة، خاصة مع الرضاعة المحدودة أو تقلبات الهرمونات، قد يضعف الميكروبيوم مجددًا، مما يزيد خطر الالتهابات.
أما بعد انقطاع الطمث، فإن انخفاض الإستروجين يؤدي إلى تراجع بطانة المهبل، مما يقلل من توفر الجليكوجين الضروري لنمو العصيات اللبنية، ويؤدي إلى الجفاف والانزعاج.
قد يهمك.. استشاري نساء يكشف مخاطر الإنفلونزا البكتيرية على الحوامل
كيف نحافظ على توازن الميكروبيوم؟
توصي الطبيبة بعدد من السلوكيات التي تساهم في دعم صحة الميكروبيوم:
تجنّب الغسول المعطر والمبالغة في التنظيف: المهبل ينظف نفسه ذاتيًا.
الحذر عند استخدام المضادات الحيوية: يمكن تعويض البكتيريا النافعة عبر البروبيوتيك.
ممارسة العلاقة الحميمة الآمنة: يساعد استخدام الحواجز والنظافة في تقليل الاضطراب البكتيري.
نمط غذائي صحي: الأغذية الغنية بالألياف والمخمّرة تدعم الميكروبيوم، وقد تفيد مكملات البروبيوتيك، خاصة في حالات العدوى المتكررة.
معالجة التغيرات الهرمونية: العلاج الموضعي بالإستروجين يُعيد التوازن بعد انقطاع الطمث.
فيديو قد يعجبك: