شهيرة لوزة: الضغط والسكر من تبعات عدم الحصول على نوم صحي

حوار- حسناء الشيمي

تتعدد الدراسات التي تتحدث عن أهمية النوم، وخطورة عدم الحصول على القدر الكافي من ساعات النوم اللازمة للجسم، بينما تشير دراسات أخرى لأن النوم لوقت أطول مما يحتاج الجسم يسبب مشكلات صحية تطال المخ.

«الكونسلتو» أجرى حوار مع الدكتورة شهيرة لوزة، استشاري طب النوم ومديرة مركز القاهرة لاضطرابات النوم ورئيس الجمعية المصرية العلمية لأبحاث النوم وممثل أفريقيا فى الجمعية الدولية لطب النوم وعضو الجمعية الأوروبية لأبحاث النوم، لتحدثنا عن مقومات النوم، وأبرز اضطرابات النوم وكيف نحصل على نوم صحي.

إلى نص الحوار..

دائما نقرأ أخبار تفيد بأن قلة النوم تؤثر على طول العمر.. ما رأيك؟

عدد ساعات النوم ليس وحده المتحكم في صحة النوم، وبالتالي ليست وحدها المتحكمة في صحة الإنسان، فالنوم ينقسم إلى ثلاث مقومات أساسية، وهي كم النوم وتوقيته ونوعه، وتلك المقومات هي المتحكمة في صحة الجسم.

وما أهمية تلك المقومات الثلاث؟

هذه المقومات هي المتحكمة في صحة النوم، وسلامته بشكل عام، فكم النوم، المقصود به عدد ساعات النوم التي يحتاجها الفرد، وتتراوح من 5 : 11 ساعة، المهم أن يستيقظ بعد أخذ كفايته من النوم، وفي الغالب تكون وراثية، وتختلف من شخص لآخر.

أما الكيف، فهو مراحل النوم، وتنقسم إلى 4 مراحل، الأولى هي الانتقالية بين اليقظة والغفوة، ثم النوم الخفيف، ثم العميق، ثم مرحلة حركة العين السريعة، والتي تحدث فيها الأحلام.

أما التوقيت، فمرتبط بالمرحلة العمرية، فعلى سبيل المثال، المراهقون لديهم التوقيت متأخر أي يستيقظون، وينامون متأخرا، على عكس كبار السن، فلديهم التوقيت مبكر، وأيضا توقيت النوم مرتبط بطبيعة العمل ودوريات العمل المختلفة.

تحدثتي عن 4 مراحل في كيف النوم.. ما مدة هذه المراحل وكيف يتم الانتقال من مرحلة لأخرى؟

نحن لانحسبها هكذا.. ولكن بشكل عام المراحل الأربعة تكون دورة مدتها 90 دقيقة، ويتم إعادتها تلقائيا كل 90 دقيقة، ويتخلل تلك المراحل استيقاظ لمدة ثواني، وقد يصل عدد مرات الاستيقاظ لـ10 مرات في الساعة، ولكن لا يشعر الشخص بتلك الثواني.

لماذا يعاني البعض من الكوابيس؟

الكوابيس تعني وجود اضطراب نفسي لدى الشخص.

كيف تؤثر مقومات النوم على صحة الإنسان؟

أي خلل في هذه عملية النوم ومقوماتها التي تتضمن الكم والكيف والنوع، تؤثر بالسلب على سلامة النوم، وتسبب اضطرابات في النوم، وهذه الاضطرابات تؤثر على الجسم، وتسبب مشاكل في الضغط والسكر.

ما هي اضطرابات النوم؟

اضطرابات النوم متعددة، وتصنف إلى 84 اضطراب مختلف، لذا قمنا في طب النوم بالتركيز على أعراضها، والتي تنقسم إلى 3 أعراض، وهي: النوم الطويل، النوم القصير، أو التصرفات الغريبة التي تحدث أثناء النوم.

النوم الطويل، في الغالب يعبر عن وجود مشكلة عضوية كتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم أو ما يسمى بـ"الشخير"، والذي يعيق المريض عن الدخول للنوم العميق، أو وجود مشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بالسكري، ويظهر عند نوم الشخص في أوقات مختلفة، كالنوم أثناء العمل، أو القيادة.

أما النوم القصير، أو ما يعرف بالأرق، ففي الغالب يكون مرتبط بأسباب نفسية متعددة أبرزها الاكتئاب والقلق والتوتر.

أما حدوث حركات أثناء النوم، ففي الغالب تحدث في مرحلة النوم العميق، وأكثرها شيوعا الكلام أو المشي أو الفزع أثناء النوم، والفزع أكثر شيوعا عند الأطفال، وفي الغالب لا يسبب مشكلة كبيرة، خاصة أنه عند استيقاظ الطفل لا يشعر بأي شيء ولا يتذكر ما حدث.

وهناك بعض التصرفات الغريبة التي يقوم بها المريض أثناء حركة العين السريعة، كتنفيذ الحلم أثناء النوم، فعلى سبيل المثال إذا كان يحلم أنه يضرب أحد، فيقوم في الحقيقة بضرب من ينام بجانبه أو يصدم يديه في الحائط، وهذا التصرف يعتقد البعض أنه طبيعي، ولكنه يعني وجود مشكلة، فالطبيعي أنه عند النوم، تكون العضلات مرتخية، ولكن هنا لا تكون العضلات ارتخت بعد، وهنا يجب اللجوء للطبيب.

كيف يتم تشخيص اضطرابات النوم؟

أولا نقوم بتسجيل ليلة نوم في معمل النوم، ويتم تسجيل كل التغيرات الفسيولوجية التي تحدث أثناء النوم، مع عمل رسم مخ للتعرف على طبيعة النوم، وطبيعة الاضطراب ، ثم نقرر العلاج، فإذا كان الاضطراب ناتج عن مشكلة عضوية نقوم بعرض الحالة على طبيب متخصص في تلك المشكلة، أما إذا كان الاضطراب ناتج عن مشكلة نفسية نقوم بعلاجها، وهناك بعض الحالات علاجها يقتصر على العلاج السلوكي.

هل نوم القيلولة من اضطرابات النوم؟

لا على الإطلاق.. فنوم القيلولة مفيد للجسم، حيث وجدت دراسة في جامعة كاليفورنيا، أن من الساعة 12: 4 يكون الجسم مستعد للنوم لفترة بسيطة، ووجدوا أن النوم في هذه الفترة مفيدة، بشرط أن يكون من 15: 45 دقيقة، لعدم تنبيه المخ لأن الجسم مقبل على دورة نوم كاملة، وبدلا من استيقاظه نشطا، يتسيقظ متعبا.

كيف يمكن النوم بشكل صحي؟

أولا يجب التأكد من عدم وجود أي اضطراب، واتباع الخطوات التالية:

• الاستيقاظ في نفس الميعاد يوميا، فذلك يساعد على تنظيم النوم، وهو أساس الحصول على نوم صحي.
• عدم إجبار الجسم على النوم، فذلك يؤثر على سلامة النوم، ولكن في المقابل يمكن إجباره على الاستيقاظ.
• عدم الدخول إلى السرير، إلا عند الرغبة الشديدة في النوم.
• البعد قدر المستطاع عن المنبهات كالشاي، القهوة، القرفة، الشيكولاتة، وبعض الأدوية التي تسبب الأرق، والمشروبات الغازية.
• عدم الذهاب إلى النوم عند الشعور بالجوع، لأن الشعور بالجوع يؤثر على النوم.
• النوم في درجة حرارة مناسبة.
• عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة، لأنه يسبب ارتجاع في المريء، خاصة الأطعمة التي تحتوي على التوابل والدهون.
• تهيئة الغرفة للنوم، وإظلامها.

هل يضر تصفح مواقع التواصل الاجتماعي في أماكن النوم؟

بالتأكيد هذه العادة تؤثر على النوم وتعيقه، فالطبيعي جعل مكان النوم للنوم فقط، حتى يربط المخ بين الاستعداد للنوم والدخول للفراش والنوم.