نيتشر: جين يسبب السمنة ويحمي القلب.. كيف ذلك؟
كتب : أحمد فوزي

جين MC4R
في مفارقة طبية قد تُغيّر نظرتنا إلى السمنة وأمراض القلب، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Medicine أن بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة بسبب طفرة جينية نادرة في جين MC4R يتمتعون بمستويات أقل من الكوليسترول الضار وانخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب، مقارنةً بأشخاص آخرين لهم نفس مؤشر كتلة الجسم ولكن دون هذه الطفرة.
يستعرض "االكونسلتو" في التقرير السياق التالي، ما يتعلق بالجين يسبب السمنة ويحمي من أمراض القلب، وفقًا للدراسة المنشورة بـ"Nature Medicine ".
السمنة لا تعني أمراض القلب
وعلى عكس المفهوم السائد بأن السمنة ترتبط بارتفاع الكوليسترول وزيادة أمراض القلب، تشير الدراسة إلى أن حاملي طفرات معينة في جين MC4R، وهو جين ينظم الشهية عبر إشارات في الدماغ، لديهم ضغط دم منخفض، ونسب أقل من الدهون الثلاثية، وكوليسترول LDL "الضار".
اقرأ أيضًا: فيروس هانتا.. المرض الذي قتل زوجة نجم هوليوود جين هاكمان
الدراسة التي قادها البروفيسور صدف فاروقي من جامعة كامبريدج البريطانية، استندت إلى بيانات جينية لمئات الآلاف من الأشخاص ضمن مشروع "البنك الحيوي في المملكة المتحدة" ودراسة أخرى متخصصة في جينات السمنة.
الكابح الجيني المتعطل يسبب السمنة ويمنح حماية
يعمل جين MC4R كمفتاح في الدماغ للتحكم في الشهية، وتنشيطه يؤدي إلى تقليل تناول الطعام، لكن لدى من يحملون طفرات تُضعف هذا الجين، تتوقف هذه الإشارة، ما يؤدي إلى الجوع المستمر والسمنة.
ورغم هذه النتيجة السلبية، إلا أن الجسم يُظهر استجابة أيضية أفضل للدهون، ويحافظ على صحة القلب بصورة مفاجئة.
الدراسة توصلت إلى أن حوالي 1% من البالغين المصابين بالسمنة، و5% من الأطفال المصابين بالسمنة، يحملون طفرات في MC4R، أي أن هذه الطفرات ليست شائعة، لكنها موجودة بما يكفي لإحداث تأثير ملحوظ على الصحة العامة.
قد يهمك: طبيب عالمي يكشف لـ"الكونسلتو" الجين المسئول عن توقف انقسام عضلة القلب
كيف يحلل الجسم الدهون؟
اختبرت الدراسة استجابة 11 شخصا من حاملي طفرات MC4R للدهون بعد تناول وجبة دهنية، وقارنتهم بـ15 شخصًا يعانون من السمنة لكن دون الطفرة.
وكانت النتيجة، أن الفرق في استقلاب الدهون كان واضحا، مما يعزز فرضية أن الدماغ، عبر جين MC4R، لا ينظم الشهية فقط، بل يؤثر بشكل مباشر على كيفية تعامل الجسم مع الدهون.
تطوير أدوية الكوليسترول
وصفت العالمة الألمانية أنكه هيني، النتائج بأنها "أخبار سارة"، وقالت إنه رغم السمنة الشديدة لدى حاملي الطفرات، إلا أن خطر الإصابة بأمراض القلب منخفض، مما قد يوفر للعلماء هدفا جديدا في تطوير أدوية الكوليسترول.
تأثير مختلف على النساء والرجال
أحد المحاور المستقبلية التي سلطت الدراسة الضوء عليها هو تأثير الجنس على فاعلية هذه الطفرات، ففي تحليل فرعي، وُجد أن تأثير الطفرة على النساء في منتصف العمر كان مضاعفًا مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية، مما يدعو إلى أبحاث إضافية لفهم هذه الاختلافات بشكل أدق.