هل يودع العالم الفشل الكلوي؟.. علماء يطورون كُلية تصلح لجميع المرضى
كتب : أحمد فوزي

تطوير الكلى
أثارت دراسة علمية حديثة، نُشرت منذ قليل، تفاعلا واسعا في الأوساط الطبية العالمية، وبثت أملا جديدا لمرضى الكلى، إذ تمكن العلماء من تطوير كُلية عالمية للمتبرعين، قادرة على القضاء على مشاكل التوافق في عمليات زراعة الأعضاء، والمساعدة في معالجة النقص العالمي في الأعضاء، ومن خلال تعديل كلى المتبرعين لإزالة علامات فصيلة الدم، جعلها الباحثون مناسبةً لأي مريض، بغض النظر عن فصيلة دمه.
في هذا السياق، يوضح "الكونسلتو"، ما وراء هذا الابتكار الذي وُصف بأنه قد يُقلل بشكل كبير من أوقات الانتظار، ويُنقذ آلاف الأرواح سنويًا، ويُمثل خطوةً كبيرةً إلى الأمام في طب زراعة الأعضاء، وفقًا لموقع "times now news"، وعلق عليها الدكتور عصام رشاد، أخصائي الباطنة وأمراض الكُلى.
ما تفاصيل الاكتشاف الجديد بشأن الفشل الكلوي؟
في أمل جديد لمرضى الكلى، وبحسب الباحثين، فإن التطوير الجديد لفصيلة الدم، يساهم بشكل كبير في مكافحة أزمة نقص الأعضاء في جميع أنحاء العالم، إذ تمكن علماء أمريكيون من تحويل كلية من النوع A إلى كلية من النوع O للمتبرعين، وهذا يفتح آفاقًا مختلفة للتبرع بالكلى بشكل أسرع وأكثر أمانًا، بحسب البحث الجديد.
وفقًا للعلماء، يُمكن لهذا الاكتشاف أن يُساعد آلاف الأشخاص في الحصول على مطابقة فصيلة الدم، وهي عائقٌ حاليٌّ يُواجهه المرضى الذين ينتظرون سنوات للحصول على كليةٍ مُتوافقة، بل ويموت الكثيرون منهم أثناء ذلك.
اقرأ أيضًا: مفاجأة مذهلة| علاج السكري أنقذ مريضة من الفشل الكلوي.. والتفاصيل من بريطانيا
لماذا فصيلة الدم مهمة في زراعة الكلى؟
تُعدّ فصيلة الدم عاملاً حاسماً في عملية زراعة الكلى، إذ يُمكن أن تُساعد في منع الجهاز المناعي للمتلقي من رفض كلية المتبرع فوراً؛ بفضل الأجسام المضادة الطبيعية المُضادة لمستضدات فصائل الدم المختلفة.
ورغم أن فصيلة الدم كانت عائقاً رئيسياً تاريخياً، إلا أن التطورات جعلت عمليات زراعة الأعضاء غير المتوافقة مع فصائل الدم (ABO) ممكنة، وذلك من خلال علاجات ما قبل الزراعة، مثل فصل البلازما لإزالة الأجسام المضادة، وأدوية مثل الجلوبولين المناعي الوريدي لمنع تكوين أجسام مضادة جديدة.
تُعرف كلى فصيلة الدم O بأنها متبرعة عامة لافتقارها إلى المستضدات الرئيسية، مما يعني إمكانية زراعتها في أي شخص.
عادةً ما ينتظر أصحاب فصيلة الدم O مدة أطول تتراوح بين سنتين وأربع سنوات للحصول على كلية، لأن أجسامهم لا تقبل الكلى من فصائل الدم A أو B أو AB.
قد يهمك: عميد معهد الكلى في حوار خاص لـ«الكونسلتو»: 60% من حالات الفشل الكلوي مرتبطة بالضغط والسكر
كيف تم إجراء التجربة؟
قال العلماء، بحسب ما جاء في البحث:
- إنهم بدأوا بكلية متبرع من فصيلة الدم A، واستخدموا إنزيمات خاصة لتحويلها إلى كلية من فصيلة الدم O.
- عولجت الكلية بإنزيمات تقطع المستضدات المسؤولة عن فصيلة الدم A.
- هذه العملية "غسلت" الكلية وجعلتها تبدو كفصيلة الدم O للجهاز المناعي.
- ثم زُرعت الكلية المُحوَّلة في مريض ميت دماغيًا لاختبار قدرتها على العمل.
وأضاف العلماء، أن كلية المتبرع العام عملت بشكل طبيعي لمدة يومين دون رفض، وفي اليوم الثالث، عادت بعض المستضدات مع بدء الجهاز المناعي للمريض بمهاجمة العضو.
ووفقًا لهم، فإن هذه التقنية فعالة مؤقتًا، لكنها ليست دائمة بعد، وتحتاج إلى مزيد من البحث.
ويقولون إن هذه التجربة تعني أن أصحاب فصيلة الدم O يمكنهم الحصول على كلى من متبرعين أكثر، مما يقلل بشكل كبير من قوائم الانتظار، كما لن يحتاج المرضى إلى الكثير من العلاجات الخطيرة لتحمل أعضاء غير متطابقة.
هل يمكن أن تنطبق هذه العملية على أعضاء أخرى أيضًا؟
- وفقًا للعلماء، تم اختبار هذه الطريقة أيضًا على الرئتين في بيئات معملية، ويُؤمل تطبيقها على القلوب والكبد والرئتين مستقبلًا.
- ورغم الحاجة إلى اختبارات أكثر شمولًا، قد تُصبح هذه العملية من أهم ابتكارات زراعة الأعضاء في تاريخ الطب الأمريكي، مما يُنقذ آلاف الأرواح ويُنهي فترات الانتظار الطويلة لمرضى فصيلة الدم O.
من جانبه أوضح الدكتور عصام رشاد، أخصائي الباطنة وأمراض الكُلى، أن زراعة الكلى من متبرع بغض النظر كان حيًا أو ميتًا دماغيا، لمريض مصاب بالفشل الكلوي، لابد أن يوجد توافق في فصيلة الدم بين الاثنين، ولابد أن يكون بين الاثنين توافق في الأنسجة، مؤكدًا أنه حتى لو كانت فصيلة الدم متوافقة، أو حتى تم ضبها او تطويرها حسبما ذكرت التجربة، فإنه لابد أن تكون أنسجة الكلى عند المتبرع متوافقة ومتنساقة مع انسجة الكلى لدى المريض، واصفًا الأمر بأنه معقد للغاية، مبينًا أنه حتى في حالات التوافق فإن المريض يأخذ أدوية مثبطة للمناعة بجرعات كبيرة جدا قبل العملية وأثناءها وبعدها، فضلا عن التعايش مع 4 انواع مثبطة للمناعة مدى الحياة.
وأشار إلى أن القانون في مصر لا يسمح بنقل الأعضاء من شخص مات دماغيا إلى شخص أخر على قيد الحياة، ما يمنع إمكانية حدوث مثل هذه العمليات هنا في مصر.