تحليل الدم وألزهايمر.. دراسة نرويجية تكشف مفاجآت بشأن انتشاره بين كبار السن
كتب : أحمد فوزي
ألزهايمر
كشفت دراسة نرويجية واسعة النطاق، أن التغيرات المرضية المرتبطة بمرض ألزهايمر تنتشر بنسب أعلى مما كان يُعتقد سابقا، خاصة بين كبار السن، في ظل استخدام مؤشرات حيوية حديثة تعتمد على تحليل الدم بدلا من الفحوصات المعقدة.
الدراسة، المنشورة في Nature، اعتمدت على تحليل أكثر من 11 ألف عينة دم لأشخاص تجاوزت أعمارهم 57 عاما، لقياس مستوى بروتين تاو المُفسفر عند الموقع 217 (pTau217)، وهو مؤشر دقيق للتغيرات العصبية المصاحبة لمرض ألزهايمر.
ارتفاع حاد بعد سن السبعين
أظهرت النتائج أن انتشار التغيرات العصبية المرتبطة بألزهايمر يرتفع تدريجيا مع العمر، إذ لم يتجاوز 8% بين الفئة العمرية من 58 إلى 69 عاما، لكنه قفز إلى أكثر من 65% لدى من تجاوزوا سن التسعين، وبين المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 70 عامًا فأكثر:
- 10% كانوا في مرحلة ما قبل الأعراض.
- 10.4% في المرحلة البادرية.
- 9.8% في مرحلة خرف ألزهايمر.
- كما تبيّن أن 60% من المصابين بالخرف لديهم خرف ناتج عن ألزهايمر، مقارنة بـ32.6% من المصابين بضعف إدراكي خفيف، و23.5% من أشخاص لا يعانون أي أعراض إدراكية.
اقرأ أيضًا: بعد تجربته على الفئران.. علاج جديد لمرض الزهايمر
التعليم والجينات عاملان حاسمان
وأشارت الدراسة، إلى أن انتشار المرض كان أعلى بين أصحاب المستويات التعليمية المنخفضة، ما يدعم نظرية “الاحتياطي المعرفي” الذي يوفره التعليم في حماية الدماغ مع التقدم في العمر.
كما ارتفعت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ بين حاملي الجين APOE ε4، وهو أحد أقوى عوامل الخطورة الوراثية المعروفة لمرض ألزهايمر.
مؤشر دموي بدلا من الفحوصات المعقدة
واعتمد الباحثون على تحليل pTau217 في الدم بدلا من تحليل السائل النخاعي أو التصوير البوزيتروني (PET)، ما أتاح تقييما أوسع على مستوى المجتمع.
وأظهرت النتائج أن هذا المؤشر يتمتع بدقة عالية في التمييز بين ألزهايمر وغيره من أسباب الخرف.
قد يهمك: مرض ألزهايمر يهدد النساء أكثر من الرجال.. علماء يكشفون الأسباب
11% مؤهلون للعلاج الجديد
وبحسب معايير الأهلية الحالية للعلاجات المعدلة لمسار المرض، قد يكون نحو 11% من الأشخاص فوق سن السبعين مؤهلين لتلقي الأدوية الحديثة المضادة لألزهايمر، وهو ما يطرح تحديات كبيرة أمام أنظمة الرعاية الصحية من حيث التكلفة والاستعداد.
مسستقبل تشخيص مرض ألزهايمر
خلصت الدراسة إلى أن خرف ألزهايمر أكثر شيوعا لدى كبار السن مما تشير إليه التقديرات السابقة، بينما تقل نسب المراحل المبكرة في الأعمار الأصغر.
ويؤكد الباحثون أن الاعتماد على فحوصات الدم قد يغير مستقبل التشخيص المبكر، ويعيد رسم خريطة الاستعداد لمواجهة أحد أخطر أمراض الشيخوخة في العالم.
في السياق وحول مرض ألزهايمر، كان الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسي ورئيس جمعية ألزهايمر، أوضح في تصريحات تلفزيونية سابقة أن المرض يمر بـ 4 مراحل، يمكن استدراكه في مراحله الأولية والتعامل معه طبيا، لكن في المراحل المتأخرة يصبح المريض في حالة من النسيان للأحداث القريبة، فضلًا عن عن عدم الاستيعاب لكل ما يحدث حوله، إضافة إلى أنه يميل غلى الماضي البعيد على حساب المستقبل.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدراسة إلى اكتشاف المرض بسرعة، أكد عكاشة أن المراحل الأولى منه يمكن استدراكها وعلاجها، ما يمنح الاكتشاف الجديد ميزة تحييد المرض وتقليل فرص انتشاره.