بعد تجربته على الفئران.. علاج جديد لمرض الزهايمر
كتب : أحمد فوزي

ألزهايمر
مرض الزهايمر مثل الضغط والسكري من حيث إنه مزمن، لم يتم التوصل إلى حل قاطع له حتى الآن، لكن العلماء والمراكز البحثية لا تكف عن التجارب لإيجاد حل نهائي لواحدة من أخطر المشكلات التي تواجه كبار السن، وهي الزهايمر.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، نتائج دراسة جديدة، تم إجراها في جامعة سيتشوان الصينية، بشأن علاج الزهايمر.
ما هو الحل الجديد لعلاج الزهايمر؟
نجح العلماء في التوصل إلى حل يسهم في السماح بإزالة التكتلات والتشابكات المرتبطة بمرض الزهايمر، بعد ثلاث حقن فقط من الدواء، أظهرت الفئران التي تحمل جينات معينة تحاكي مرض الزهايمر انعكاسًا للعديد من السمات المرضية الرئيسية، وفي غضون ساعات من الحقنة الأولى، أظهرت أدمغة الحيوانات انخفاضًا بنسبة 45% تقريبًا في كتل لويحات بيتا أميلويد، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.
ماذا قالت التجارب الأولية عن علاج الزهايمر الجديد؟
وأظهرت الفئران علامات تدهور إدراكي، لكن بعد الجرعات الثلاث، كان أداء الحيوانات مساوٍ لأقرانها الأصحاء في مهام التعلم المكاني والذاكرة، واستمرت هذه الفوائد 6 أشهر على الأقل.
ولا تضمن هذه النتائج السريرية الأولية النجاح لدى البشر، ولكنها بداية مشجعة، ويقول الباحثون إنها "تبشر بعصر جديد" في أبحاث الأدوية، ولها تأثيرات مبشرة.
العلاج الجديد يعيد صياغة حاجز الدم في الدماغ باعتباره أكثر من مجرد عقبة يجب تجاوزها، ويفصل حاجز الدم الدماغي الجهاز الدموي في الدماغ عن باقي الجسم، فيمنع السموم الخطيرة ومسببات الأمراض من الوصول إلى مركز وعينا، كما يمنع وصول الكثير من الأدوية.
كيف يعمل العلاج الجديد على الحاجز الدموي الدماغي؟
ولسنوات، حاول باحثو الأدوية استخدام عبوات نانوية، تُسمى الجسيمات النانوية، لتهريب أدوية الزهايمر عبر الحاجز الدموي الدماغي، كما استخدموا الموجات الصوتية لفتح الحاجز مؤقتًا، للسماح للأدوية بالمرور.
لكن هذه الأساليب تعالج الحاجز "باعتباره مجرد بوابة يجب عبورها وليس كنسيج مختل وظيفيا يحتاج إلى إصلاح.
بدلا من محاولة إدخال الأدوية إلى الدماغ، يحاول الباحثون في الصين وإسبانيا تسهيل خروج بروتين بيتا أميلويد من الدماغ.
ويدعم النهج الجديد في العلاج فرضية ناشئة مفادها أن حاجز الدم في الدماغ يضعف أو يتضرر في حالات الإصابة بمرض الزهايمر، مما يؤدي إلى تراكم النفايات.
في مرض الزهايمر، تتجاوز المشكلة مجرد الوصول، فآلية النقل نفسها تعاني من تحيز مرضي.
وتمكن الباحثون من تغيير تدفق الحركة عبر حاجز الدم في الدماغ، واستعادة إزالة لويحات الأميلويد في الفئران، باستخدام الجسيمات النانوية، ليس كحاملات سلبية للدواء ولكن كعوامل نشطة للتغيير.
الجسيمات النانوية تعمل بطريقة هندسية لسلوك الخلايا، حيث تنظم عملية الإصلاح على المستوى الجزيئي، هدفها النهائي هو "LRP1 البطاني"، الذي يساعد على إزالة لويحات بيتا أميلويد من الحاجز الدموي الدماغي، إذ يأتي التأثير طويل الأمد من استعادة الأوعية الدموية في الدماغ.
وعندما تتراكم أنواع سامة مثل أميلويد بيتا، يتطور المرض، ولكن بمجرد أن تستعيد الأوعية الدموية قدرتها على العمل، تبدأ في التخلص من أميلويد بيتا والجزيئات الضارة الأخرى، مما يسمح للجهاز بأكمله باستعادة توازنه.
جزيئاتنا النانوية في العلاج الجديد، تعمل كدواء وبدى أنها تقوم بتنشيط آلية التغذية الراجعة التي تعيد مسار التطهير هذا إلى مستوياته الطبيعية.
حتى الآن، يصعب إيجاد علاجات فعّالة لمرض الزهايمر، إذ إن أحدث الأدوية، التي تستهدف التكتلات والتشابكات غير الطبيعية في الدماغ، تُعطي نتائج متباينة .
في حين أن الأدوية مثل ليكانيماب ودونانيماب يمكن أن تبطئ أعراض الزهايمر إلى حد ما، فإنها لا تستطيع عكس المرض أو إيقاف تقدمه، مهما حاول العلماء.
هل يبشر العلاج الجديد بحل لمشكلة الزهايمر؟
علق الدكتور تامر رشدي، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، على الدراسة، من الناحية العملية، قائلًا إنها لازالت في طور التجارب الأولية، ما يعني أن التوصل لنتيجة على البشر مثل التي تم التوصل إليها على الفئران تتطلب وقتًا طويلا، لافتًا إلى أن نتائج الدراسة عللى الفئران كانت متباينة أصلا، ما يعني أن النهج الجديد لايزال خيطا رفيعا في حلقة كبيرة يتطلب جهد بحثي قد يستغرق سنوات طويلة.