احذر كثرة التعرض لشاشات الهواتف- ترفع ضغط الدم وتؤثر على القلب؟
كتب- أحمد فوزي

العلاقة الرقمية بارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم في العصر الرقمي لا يقتصر على العوامل الوراثية فحسب، بل أصبح نمط الحياة هو العامل المسيطر، بما في ذلك وقت استخدام الشاشات، والنوم، والنظام الغذائي، والتوتر، ومستويات النشاط.
يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، العلاقة بين استخدام الشاشات الرقمية وارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية خاصة التي يعاني منها الشباب دون عوامل وراثية أو تدخين، وفقًا لـ"onlymyhealth".
أسباب ارتفاع ضغط الدم
لسنوات، كان يُنظر إلى ارتفاع ضغط الدم على أنه حالة تتفاقم مع التقدم في السن، لكن هذا الاعتقاد لم يعد صحيحًا.
أصبح الآن يُشخَّص المزيد من الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر بارتفاع ضغط الدم، غالبًا بشكل غير متوقع، أثناء الفحوصات العامة أو أثناء البحث عن مشاكل أخرى.
كثيرٌ منهم لا ينطبق عليهم نموذج المخاطر النمطي، فهم لا يعانون من زيادة الوزن، ولا يدخنون، وغالبًا لا يوجد لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
لكن ما يجمعهم هو نمط حياة رقمي سريع، يتميز بروتينات مُثقلة بالشاشات، ونوم غير منتظم، وتفاعل شبه دائم على الإنترنت.
اقرأ أيضًا: لخفض ضغط الدم- 6 مكملات غذائية تناولها يوميًا
العلاقة الرقمية بارتفاع ضغط الدم
أصبحت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفزيون، جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ورغم أنها توفر الراحة والاتصال، إلا أن الإفراط في استخدامها يُعيد تشكيل الصحة البدنية والنفسية تدريجيًا.
لم يُصمم جسم الإنسان للبقاء في وضعية واحدة لساعات، وخاصة أمام الشاشات المضيئة. ولكن إلى جانب التعب المرتبط بوضعية الجسم، هناك تأثير أخطر على تنظيم ضغط الدم.
يساعد قضاء وقت متأخر من الليل أمام الشاشة على إبقاء الجسم في حالة تأهب هادئة، حتى لو كان العقل يشعر بالإرهاق.
معدل ضربات القلبيزداد الشعور بالنعاس، وتضيق الأوعية الدموية، ويفقد الجسم إشارات الاسترخاء.
عندما يصبح هذا روتينًا ليليًا، سواءً من خلال تصفح الإنترنت أو البث المباشر أو العمل غير المكتمل، فإنه يُزعزع إيقاع الجسم الطبيعي تدريجيًا، مما يجعله أقل قدرة على إعادة ضبط نفسه واستعادة نشاطه.
يلعب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات دورًا أيضًا، إذ يُثبط إفراز الميلاتونين، الهرمون الذي يُساعد الجسم على الاستعداد للنوم.
ويؤدي هذا التأخير في عملية الاسترخاء في الجسم إلى تأخر مواعيد النوم، وسوء جودة النوم، وقصر مدته، وهي عوامل تُعتبر الآن عوامل خطر مستقلة لارتفاع ضغط الدم.
قد يهمك: حليب الشوفان لضغط الدم- هل يحقق نتائج فعالة؟
الخطر غير المرئي
من أكبر المخاوف أن الشباب نادرًا ما يربطون أنفسهم بارتفاع ضغط الدم، غالبًا ما يُعطي غياب الأعراض شعورًا زائفًا بالاطمئنان، على عكس ألم صدر أو خفقان القلب، لا يُلاحظ ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة.
ومع ذلك، إذا تُرك دون علاج، فإنه يُلحق ضررًا صامتًا بالأوعية الدموية والقلب والدماغ والكلى على مر السنين.
بما أن ارتفاع ضغط الدم يتسلل ببطء، فإنه غالبًا ما يمر دون أن يُلاحظ حتى تحدث مشكلة ما بين الشباب، قد يُسبب مشاكل قلبية مبكرة، وصداعًا متكررًا، وتشوشًا في الرؤية، ونوبات قلق، وهي أعراض غالبًا ما يُتجاهلها أو يُعزى سببها إلى ضغوط الحياة اليومية.
تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم
من الصعب تغيير العادات الرقمية بين عشية وضحاها، ولكن الخطوات الصغيرة والمستمرة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
ضبط استخدام الشاشة
وضع حدود لاستخدام الشاشة، وخاصةً قبل النوم بساعة أو ساعتين، يُساعد على استعادة أنماط نوم صحية.
تجنّب الهواتف في السرير وتحديد أوقات محددة لاستخدامها يُعدّان نقطة انطلاق فعّالة.
إعطاء الأولوية للنوم
يعتمد القلب على راحة منتظمة ومتواصلة، يُفضل أن تكون 7-8 ساعات كل ليلة.
يُعدّ التوقف عن تناول الكافيين بعد الغسق وإبعاد الشاشات عن السرير من الخطوات البسيطة التي تُعيد إيقاع نوم الجسم تدريجيًا.
فترات راحة قصيرة
الجلوس أمام الشاشة لساعات يُبطئ الدورة الدموية، أخذ فترات راحة قصيرة كل 45-60 دقيقة يُساعد على تنظيم تدفق الدم ويُخفف التوتر العضلي والذهني.
المراقبة المنتظمة
لا ينبغي للشباب، وخاصةً من يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات أو يعانون من قلة النوم، انتظار ظهور الأعراض.
فحص ضغط الدم دوريًا، حتى في الصيدليات أو خلال الفحص الطبي السنوي، يُساعد على اكتشاف التغيرات المبكرة.
فيديو قد يعجبك: