بعد حالة إدوارد.. هل تُسبب حقن التخسيس أورام الكلى وجلطات القلب؟
كتب - محمد عماد

إدوارد مع صاحبة السعادة
في حلقة مؤثرة من برنامج "صاحبة السعادة"، كشف الفنان إدوارد للإعلامية إسعاد يونس عن واحدة من أصعب مراحل حياته، حيث تحدث بدموعه عن إصابته بالأورام وخضوعه لعملية استئصال الكلية اليمنى، إضافة لإصابته بجلطة في القلب استلزمت تركيب ثلاث دعامات.
وبينما لا تزال قصة إدوارد تتردد في أذهان الجمهور، جاءت دراسة علمية جديدة لتثير التساؤلات حول أحد أخطر أنواع الأورام المرتبطة بصمت الأعراض: أورام الكلى، وبخاصة في ظل الاستخدام المتزايد لأدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبيك، التي أظهرت نتائج متباينة في علاقتها بالأورام.
في ظل الانتشار المتزايد لاستخدام أدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبيك، كشفت دراسة عالمية حديثة عن نتائج متباينة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية، بعدما أشارت إلى أن هذه العقاقير قد تقلل من مخاطر الإصابة بعدد كبير من أنواع الأورام، لكنها في الوقت ذاته ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بأورام الكلى.
فوائد تتجاوز 12 نوعًا من الأورام
الدراسة، التي تُعد الأكبر من نوعها حتى الآن، شملت 86 ألف مريض يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، وتابعهم الباحثون لمدة تصل إلى عشر سنوات، وفقًا لموقع "Daily mail" البريطاني.
وأظهرت النتائج أن مستخدمي أدوية التخسيس سجلوا انخفاضًا عامًا في خطر الإصابة بـ 16 نوعًا مختلفًا من الأورام بنسبة 17%، مقارنة بغير المستخدمين.
وكان التأثير الوقائي ملحوظًا خاصة في أورام بطانة الرحم بنسبة انخفاض بلغت 15%، وأورام المبيض بنسبة انخفاض مذهلة بلغت 47%، ويرى الباحثون أن هذا يعود إلى العلاقة الوثيقة بين السمنة وهذه الأنواع من الأورام، ما يعزز من فعالية أدوية التخسيس في الوقاية منها.
في مفارقة مفاجئة، سجل الباحثون زيادة بنسبة الثلث في خطر الإصابة بأورام الكلى بين مستخدمي أدوية التخسيس مقارنة بغير المستخدمين.
ووفقًا للدكتور "هاو داي"، قائد فريق البحث وأستاذ علم البيانات الصحية بجامعة إنديانا، فإن هذه النتيجة "مقلقة" وتستدعي مزيدًا من الدراسات للتأكد من العلاقة السببية، مؤكدًا أن الدراسة "مراقَبة" ولا تثبت بالضرورة أن الدواء هو السبب المباشر.
اقرأ أيضًا.. طبيبة تحذر من الاستخدام الخاطئ لحقن التخسيس- ما أضرارها؟
فرضيات علمية قيد البحث
أشار الباحثون إلى عدد من الفرضيات التي قد تفسر هذا الارتفاع المحتمل في حالات أورام الكلى، منها أن الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان والقيء والجفاف قد تؤدي إلى تلف متكرر في الكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بالأورام.
كما يُحتمل أن يكون للدواء تأثير مباشر على الكلى؛ نظرًا لاحتوائها على مستقبلات GLP-1، وهي نفسها التي يستهدفها دواء أوزيمبيك لتنظيم السكر والشهية.
ويعتقد بعض الباحثين أن التحفيز المزمن لهذه المستقبلات قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي في خلايا الكلى، إلا أن هذه النظرية لا تزال في مرحلة الافتراض.
مقارنة إحصائية صادمة
في الدراسة، قارن الباحثون 43 ألف مستخدم لأدوية التخسيس مع 43 ألفًا من غير المستخدمين ممن يملكون نفس الصفات الديموجرافية والصحية، وسُجّلت 83 حالة إصابة بأورام الكلى في مجموعة مستخدمي الدواء، مقابل 58 حالة فقط في المجموعة الضابطة.
وعزّزت نتائج دراسات أخرى هذا الارتباط، منها دراسة نُشرت في يوليو الماضي شملت 1.6 مليون مريض بالسكري، وجدت أن من يتناولون أدوية مشابهة لأوزيمبيك كانوا أكثر عرضة للإصابة بأورام الكلى بنسبة 54% مقارنة بمن يستخدمون عقار الميتفورمين، فيما أشارت دراسة أخرى على 1.2 مليون مريض إلى خطر أعلى بنسبة 45%.
رأي الأطباء منقسم
علق الدكتور "نيل إينجار"، أخصائي الأورام في مركز ميموريال سلون كيترينج للأورام بنيويورك، بأن النتائج "مختلطة" ويصعب الجزم بعلاقة واضحة، لافتًا إلى وجود أبحاث أخرى تشير إلى أن أدوية GLP-1 قد تحمي من أورام الكلى.
وأضاف: "نحن لا نزال في المراحل الأولى من جمع بيانات دقيقة حول هذا النوع من الأدوية".
الأورام الصامتة الذي لا يُكتشف مبكرًا
تُعرف أورام الكلى باسم الأورام الصامتة، لأنه غالبًا ما لا يسبب أعراضًا واضحة في مراحله المبكرة. وعندما تظهر الأعراض – مثل وجود دم في البول أو آلام أسفل الظهر أو كتلة ملموسة – يكون المرض قد تطوّر، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة النجاة من المرض تصل إلى 75% إذا شُخص مبكرًا، لكنها تنخفض إلى 18% فقط إذا تم اكتشافه بعد انتشاره في الجسم.
رغم أن معظم حالات أورام الكلى تُشخص بين من تجاوزوا سن الستين، إلا أن الدراسة لفتت إلى ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بين الشباب، حيث أن مواليد عام 1990 أكثر عرضة بمقدار 2-3 مرات للإصابة مقارنة بمواليد 1955، ويُرجع الباحثون هذا جزئيًا إلى تحسن أدوات التشخيص، ولكن أيضًا إلى عوامل بيئية مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم.
دعوات للمراقبة والبحث المستمر
اختتم الدكتور "هاو داي" عرضه في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاغو بالتحذير من تجاهل المؤشرات، قائلاً: "نحتاج إلى مراقبة مستمرة وإجراء دراسات إضافية للتأكد من العلاقة بين هذه الأدوية وأورام الكلى".
وأكد أن الفوائد العامة لهذه الأدوية في تقليل الإصابة بأنواع متعددة من أورام يجب ألا تُنسى، لكن ينبغي الموازنة بين الفوائد والمخاطر، واتباع الحذر العلمي في استخدامها، خصوصًا لدى من لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر تتعلق بالكلى.
قد يهمك.. بعد تجربة خالد الصاوي- احذر من تأثير حقن التخسيس على الجسم
استشاري تغذية: لا تجعل الدواء كأنه منتج من السوبر ماركت
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عفيفي استشاري التغذية العلاجية، أن هناك أدوية وحقن صُممت أساسًا لعلاج أمراض مزمنة، مثل السكري، لكنها تُستخدم اليوم بشكل عشوائي للتخسيس دون إشراف طبي.
وقال عفيفي، في تصريحات تليفزيونية: "للأسف، في ناس من غير استشارة بتطلب الحقن دي تليفونيًا أو من الإنترنت، في بعض الحالات بيتم التعامل مع الدواء وكأنه منتج سوبر ماركت، مش وصفة طبية مرتبطة بحالة صحية دقيقة".
وأوضح أن بعض من يروجون لتلك الأدوية ليسوا أطباء متخصصين، بل قد يكونون مجرد أخصائيين بلا خبرة كافية أو حتى غير مرخصين، مما يزيد من خطر الوقوع في أخطاء طبية جسيمة.
آثار صحية مدمرة لـ حقن التخسيس
أشار الدكتور عفيفي إلى أن خطورة أدوية التخسيس لا تكمن في أعراضها الفورية، بل في آثارها المتراكمة على المدى البعيد، والتي قد تصل إلى الإصابة بأورام سرطانية أو شلل في أعصاب المعدة.
وأضاف: "في حالات ظهرت فيها مضاعفات خطيرة بسبب الحقن دي، منها أورام وسرطانات، ومشاكل في الأعصاب، وبالذات أعصاب المعدة، يعني اللي بياخدها النهارده مش بيحس بالخطر بكرة، لكن بعد سنين".
قد يهمك أيضًا.. أدوية التخسيس قد تسبب العمى.. دراسة تحذر من مخاطرها
منع حقن التخسيس في الولايات المتحدة الأمريكية
كما نبّه إلى أن هناك أدوية تم منعها في الولايات المتحدة بعد ظهور آثارها الجانبية، لكنها لا تزال تُباع في السوق المصري سواء بشكل قانوني أو عبر التهريب.
وشدد الدكتور عفيفي على أن أي نظام غذائي أو علاج دوائي يؤدي إلى تغير في الحالة النفسية أو خلل في البشرة أو سقوط الشعر أو اضطراب الهرمونات، فهو ببساطة "مش بتاعك".
أضرار حقن التخسيس على البشرة والشعر والدورة الشهرية
وقال: "لو نظام الرجيم بيخليكي متوترة أو بيسببلك جفاف في البشرة أو تساقط شعر أو اضطراب في الدورة الشهرية، يبقى النظام ده غلط، مش كل حاجة بتشتغل مع حد تنفع لحد تاني، جسمك مش مجال للتجربة".
أوضح أيضًا أن بعض هذه الأدوية تعمل على مركز الشهية في المخ، وتمنع الشعور بالجوع بشكل مصطنع، وهذه الطريقة تؤثر على وظائف الدماغ، وليست طريقة طبيعية لإنقاص الوزن.
حقن التخسيس وتأثيرها على كيمياء المخ
وتابع: "في أدوية بتشتغل على الشهية العصبية، يعني بتمنع الإشارات اللي بتقولك إنك جعانة، دي بتتدخل في كيمياء المخ، وده شيء خطير جدًا، خصوصًا لو اتاخد من غير إشراف طبي".
اختتم الدكتور عفيفي حديثه بالتأكيد على أن الطبيب هو المسؤول عن العلاج حين يصف دواء بناءً على تشخيص دقيق، لكن إذا قررت أن تستخدم أدوية من تلقاء نفسك أو بطلب من الإنترنت، فأنت وحدك المسؤول عن النتائج.
وقال استشاري التغذية العلاجية: "لو الدكتور كاتبلك علاج فهو المسؤول عنه أمام الله وأمام القانون، لكن لو انتِ طلبتيه بنفسك أو جبتيه من النت، فالمسؤولية كلها عليكِ، وهتتحاسبي على صحتك اللي هي نعمة لازم تحافظي عليها".
فيديو قد يعجبك: