دراسة: الفستق مفتاح الوقاية من فقدان البصر

الفستق
كتب - محمد عماد
لطالما ارتبط تناول الجزر بصحة العين، لكن دراسة حديثة كشفت عن مصدر غذائي آخر قد يكون أكثر فاعلية في حماية النظر.
وتوصل باحثون من جامعة تافتس إلى أن تناول حفنتين فقط من الفستق يوميًا قد يساعد في الوقاية من الضمور البقعي، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى كبار السن في الولايات المتحدة، وهذه النتائج تفتح الباب أمام خيارات غذائية جديدة لتعزيز صحة العين وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وفقًأ لموقع "نيويورك بوست".
ما هو الضمور البقعي؟
الضمور البقعي المرتبط بالعمر هو حالة تؤدي إلى تآكل البقعة الصفراء، وهي الجزء المركزي من الشبكية المسؤول عن الرؤية الواضحة والدقيقة.
ومع تقدم المرض، تتضاءل القدرة على رؤية الأشياء بوضوح في مجال الرؤية المركزي، بينما تظل الرؤية الجانبية سليمة نسبيًا.
ووفقًا للإحصائيات، يعاني حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة من الضمور البقعي المرتبط بالعمر، والذي يأتي في نوعين رئيسيين:
الضمور البقعي الجاف: وهو الشكل الأكثر شيوعًا، ويمثل حوالي 80% من الحالات، حيث يؤدي ترقق البقعة الصفراء إلى ضعف الرؤية تدريجيًا بسبب تراكم بروتينات صفراء تُعرف باسم "الدروز".
الضمور البقعي الرطب: وهو أقل شيوعًا لكنه أكثر خطورة، إذ تتشكل أوعية دموية غير طبيعية تحت الشبكية، ما يؤدي إلى فقدان البصر بشكل أسرع.
العمر هو العامل الأساسي الذي يرفع خطر الإصابة بالمرض، لكن هناك عوامل أخرى مثل التدخين، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، والتاريخ العائلي يمكن أن تزيد من احتمالية تطوره، ورغم عدم وجود علاج نهائي حتى الآن، فإن بعض العلاجات تساعد في إبطاء تقدم المرض.
كيف يعزز الفستق صحة العين؟
يُعرف الفستق بأنه مصدر غني بالعناصر الغذائية، لكن ما يميزه هو احتواؤه على نسبة عالية من اللوتين، وهو مضاد أكسدة طبيعي يلعب دورًا محوريًا في حماية العين من التلف.
في الدراسة الحديثة التي أُجريت بدعم من مزارعي الفستق الأميركيين، لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا ما يعادل أوقيتين (حفنتين) من الفستق المحمص الجاف غير المملح يوميًا، شهدوا تحسنًا ملحوظًا في كثافة الصبغة البقعية الضوئية (MPOD) خلال ستة أسابيع فقط.
تُعتبر هذه الصبغة ضرورية لحماية الشبكية من تأثيرات الضوء الأزرق الضار والأشعة فوق البنفسجية.
ووفقًا للدكتورة تامي سكوت، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "اللوتين يعمل كمضاد أكسدة يحمي العين من الإجهاد التأكسدي، مما قد يساعد في إبطاء تطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر".
وتشير الدراسة إلى أن حفنتين من الفستق تحتويان على حوالي 1.6 مليغرام من اللوتين، وهي كمية كافية لمضاعفة الاستهلاك اليومي النموذجي للبالغين في الولايات المتحدة.
امتصاص اللوتين بشكل أفضل من الفستق
رغم أن العديد من الفواكه والخضروات غنية باللوتين، إلا أن الجسم يمتص هذه المادة بشكل أكثر كفاءة عند تناولها من الفستق، بسبب احتوائه على دهون طبيعية تساعد على امتصاص مضادات الأكسدة بشكل أفضل.
وتضيف الدكتورة سكوت: "من خلال إضافة حفنة من الفستق إلى نظامك الغذائي اليومي، يمكنك تعزيز مستويات اللوتين في جسمك، مما يسهم في دعم صحة العين وتقليل خطر الإصابة بالضمور البقعي".
فوائد صحية إضافية للفستق
لا تقتصر فوائد الفستق على صحة العين فحسب، بل يمتد تأثيره الإيجابي إلى العديد من وظائف الجسم الأخرى:
دعم صحة الدماغ: تشير الأبحاث إلى أن اللوتين يتراكم أيضًا في الدماغ، حيث يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وهما عاملان مرتبطان بأمراض مثل ألزهايمر والخرف.
تعزيز صحة القلب: يحتوي الفستق على دهون صحية غير مشبعة تساعد في خفض مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) وتعزيز صحة الأوعية الدموية.
التحكم في الوزن: بفضل غناه بالبروتين والألياف، يعزز الفستق الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يساعد في إدارة الوزن.
دعم صحة الجهاز الهضمي: يساهم الفستق في تحسين صحة الأمعاء عن طريق تعزيز نمو البكتيريا النافعة.
فيديو قد يعجبك: