متى يحتاج الكيس الزلالي في اليد للتدخل الجراحي؟

كتبت- أسماء أبو بكر

«الكيس الزلالي» لا يعتبر مشكلة صحية تستدعي القلق، فكثير من الحالات تُشفى تلقائيًا، لكن هناك بعض الحالات تستدعي التدخل الطبي خاصة إذا صاحب الكيس أعراض أخرى. فمتى تستدعي الحالة التدخل الطبي وكيف تُعالج؟

أسبابه

الدكتور محمد الماحي، أستاذ جراحة العظام ورئيس وحدة جراحة اليد والجراحة الميكروسكوبية بجامعة عين شمس، يقول إن الكيس الزلالي في اليد عبارة عن تمدد للأنسجة الداخلية للمفصل أو حول الأوتار بسبب تجمع المادة الزلالية بداخله سواء من المفصل أو الأوتار نفسها، مضيفًا أن هذا الكيس الذي يأخذ شكل «بلونة» صغيرة يمكن أن يخرج من داخل المفصل أو الغشاء حول الأوتار بسبب قطع جزئي في الأربطة.

وعن أسباب الكيس الزلالي الذي يظهر في اليد، يوضح «الماحي»، أنه قد يكون ناتجًا عن الأوضاع الخاطئة لليد، كثني الرسغ لفترة طويلة أو النوم على اليد أو لتكرار وضع الخد على اليد لفترة طويلة.

يوضح الدكتور محسن السيد، استشاري جراحة العظام وزميل كلية الجراحين الملكية بانجلترا، أن الكيس الزلالي في اليد ليس له أسباب واضحة، لكن في بعض الأحيان يرجع إلى إجهاد منطقة الرسغ، كما هو الحال مع من يضطروا لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لفترات طويلة وبشكل مستمر، أو الأعمال المنزلية التي تقوم بها ربة المنزل.

متى يحتاج للتدخل الطبي؟

يؤكد «السيد» أن الكيس الزلالي لا يسبب أي مضاعفات، بل يمكن أن يُشفى تلقائيا ولا يحتاج إلى التدخل الطبي إلا إذا استمر حجمه في الكبر بمرور الوقت، أو إذا كان المريض متضررًا من شكل الكيس في يده.

يشير «الماحي» إلى أن هناك حالات يكون فيها الكيس ضاغطًا على عصب أو شريان، الأمر الذي يسبب آلاما شديدة إلى حد ما للشخص الذي يعاني منه، مؤكدًا أن هذه الحالات تستدعي زيارة الطبيب لأخذ الإجراءات العلاجية المناسبة.

وسائل علاجية

الحالات التي تستدعي التدخل الطبي للتخلص من الكيس الزلالي يعتمد علاجها على العلاج التحفظي الذي يتمثل في تدليك الكيس الزلالي ووضع كمادات ماء ساخن عليه مع استخدام الدهانات الموضعية التي يحددها الطبيب المعالج وتجنب إجهاد الرسغ وربما يحتاج المريض لاستخدام ساند للرسغ، وفقًا لـ«الماحي» الذي يؤكد أن ذلك يكون في الحالات البسيطة أو في بداية ظهور الكيس الزلالي.

ويضيف «الماحي» أن من الوسائل العلاجية الأخرى التي يمكن أن يلجأ لها الطبيب، الضغط على الكيس لتصفيته حيث ينتشر السائل الموجود بداخله في الأنسجة ليمتصه الجسم، مستطردًا أنه يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي إذا كان الكيس ضاغط على عصب أو شريان، ويكون عبارة عن جرح صغير لإزالة الكيس.

وينصح «السيد» بعدم اللجوء إلى الجراحة إذا كان المريض لا يعاني من أي ألم بسبب الكيس الزلالي والمشكلة في الشكل فقط، لأن الجرح ربما يُزعج المريض أيضًا، فضلًا عن أن الكيس الزلالي يعاود الظهور مرة أخرى عند 50% من الحالات إزالته جراحيًا.

يركد «الماحي» أن اكتفاء الطبيب المعالج بإزالة الكيس فقط عند الجراحة وترك الثقب الموجود في الأربطة كما هو يؤدي إلى ظهور الكيس الزلالي مرة أخرى، موضحًا أنه من المفترض إعادة تكوين الأربطة ووضع جبيرة لمدة شهر لمنع حركة المفصل للمساعدة على التئام الأربطة، حيث يقلل ذلك من احتمالية ظهوره ثانية بدرجة كبيرة.