أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هل تشكل سلالة كورونا الجديدة خطورة أكبر مما سبق؟

10:55 ص الإثنين 21 ديسمبر 2020
هل تشكل سلالة كورونا الجديدة خطورة أكبر مما سبق؟

سلالة كورونا الجديدة

أوقفت دول عدة رحلات الطيران مع المملكة المتحدة بعد إعلانها عن تفشي سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19"، والتي يعتقد أنها أسرع انتشارًا، ما اضطر السلطات إلى تشديد القيود في أجزاء من البلاد.

وفقًا لـ"سبوتنيك" نقلًا عن "دويتشه فيله"، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن السلالة الجديدة للفيروس أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70% من السلالات الحالية، ويبدو أنها السبب وراء الارتفاع السريع في الإصابات الجديدة في لندن وجنوب إنجلترا.

ومع ذلك، قال إنه لا يوجد دليل يشير إلى أنها أكثر فتكًا أو تسبب مرضًا أكثر خطورة، أو أن اللقاحات ستكون أقل فعالية ضدها، وهي معلومات متوافقة مع ما جاء في توضيح لمنظمة الصحة العالمية.

ونبهت بريطانيا منظمة الصحة العالمية إلى أن السلالة الجديدة - التي تم تحديدها رسميًا الأسبوع الماضي - كانت السبب المحتمل لزيادة عدد الإصابات، وهو ما يمثل نحو 60% من حالات لندن.

واكتشفت السلطات ما يزيد قليلًا على 1100 حالة مصابة بالسلالة الجديدة حتى، أمس الأحد، وفقًا لبيان صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا، كما تم اكتشاف السلالة الجديدة أيضًا في جنوب أفريقيا إلى جانب الدنمارك وهولندا وأستراليا.

إغلاق جديد

استجابة لزيادة عدد الإصابات، أعلن جونسون عن أمر للبقاء في المنازل بالعاصمة وجنوب شرق إنجلترا، حتى 30 ديسمبر على الأقل، لإبطاء انتشار المرض.

وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي، أول أمس، السبت: "نتحرى عن الأمر ونحن نمضي قدمًا، لكننا نعرف بالفعل ما يكفي، أكثر من كاف، للتأكد من أننا يجب أن نتحرك الآن، عندما يغير الفيروس أسلوب هجومه، يجب أن نغير أسلوبنا في الدفاع".

فيما قال وزير الصحة، مات هانكوك: "نظرًا لمدى سرعة انتشار هذا النوع الجديد، سيكون من الصعب جدًا إبقائه تحت السيطرة حتى يتم طرح اللقاح"، مضيفًا أنه بالفعل خرج عن السيطرة".

اقرأ أيضًا: عالم يكشف مدى فعالية لقاحات كورونا ضد سلالة الفيروس الجديدة

تطور الفيروس

الطفرات الفيروسية ليست غريبة، ووجد العلماء بالفعل آلاف الطفرات المختلفة بين عينات فيروس كورونا المستجد، ومع ذلك، فإن غالبية هذه الطفرات ليس لها أي تأثير على مدى سهولة انتشار الفيروس أو مدى خطورة الأعراض.

وتتطور الفيروسات في كل وقت، وفي معظم الأوقات تموت السلالات الجديدة وتختفي، لكن في بعض الأحيان تنتشر دون تغيير سلوك الفيروس، وفي بعض الأحيان، تحدث تغييرات جذرية.

والسؤال الذي يواجه العلماء الآن مباشرة هل السلالة "VUI-202012/01" يقع ضمن هذه الفئة الأخيرة؟، هل يمثل مخاطر صحية متزايدة؟، أو هل حدث انتشاره السريع مؤخرًا عبر جنوب إنجلترا لأنه ظهر في الأشخاص الذين يتجاهلون القيود.

ولا يُعرف بالضبط المكان الذي ظهرت فيه السلالة الجديدة لأول مرة، لكن نظرًا لأن نظام مراقبة الفيروسات قوي للغاية في بريطانيا، فمن المرجح أنه رصدها قبل أن تفعله الدول الأخرى، ويرجح خبراء أن الطفرات التي خلقت هذه السلالة حدثت في المملكة المتحدة، ولهذا السبب ظهرت هناك أولا.

أكثر عدوى

في الشهر الماضي، تم اكتشاف إصابة الملايين من حيوانات المنك التي تحمل نوعًا مختلفًا من "كوفيد 19"، وفي أكتوبر، وجد الباحثون أيضًا دليلًا على أن نوعًا من فيروس كورونا نشأ في إسبانيا وانتشر عبر أوروبا.

ومع ذلك، لم يتبين أن أيًا من السلالات الجديدة تسببت في زيادة انتشار المرض.

عندما ظهرت السلالة الجديدة في المملكة المتحدة، لأول مرة الأسبوع الماضي، كان مسؤولو الصحة يناقشون ما إذا كان الانتشار السريع للفيروس ناتجًا عن الإهمال على نطاق واسع أم بسبب قدرة العدوى للسلالة نفسها.

بعد إجراء مزيد من التحقيقات، وجد العلماء أن السلالة الجديدة، في الواقع، أكثر قابلية للانتقال بشكل ملحوظ، ومع ذلك، فإن السلالة الجديدة لا تؤدي إلى زيادة في حالات المرض الحادة، ولا تسبب آثارًا جانبية أكثر خطورة.

قال إيوان بيرني، نائب المدير العام لمختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي والمدير المشترك لمعهد المعلومات الحيوية الأوروبي في كامبريدج: "إذا كان للسلالة الجديدة تأثير كبير على شدة المرض، لكنا رأينا ذلك الآن".

مقاومة اللقاح

لا يزال الباحثون يقيّمون ما إذا كانت هذه السلالة ستكون أكثر أو أقل تقبلًا للقاحات التي يتم طرحها حاليًا، لم يتم التوصل إلى استنتاجات رسمية، على الرغم من أن السلطات الصحية قالت إنه من غير المحتمل أن الطفرة ستعيق فعالية اللقاحات.

وقال ريتشارد نهير من مركز "بيوزنتروم" التابع لجامعة بازل في سويسرا، وأندرياس بيرجثالر من أكاديمية العلوم النمساوية في فيينا، إن اللقاحات تولد استجابة مناعية ضد العديد من خصائص الفيروس في نفس الوقت.

ولذلك يعتقدون أنه حتى إذا تغيرت إحدى هذه الخصائص، فسيظل الجهاز المناعي قادرًا على التعرف على مسبب المرض وحماية متلقي اللقاح، وقال نهير: "لا أرى أي سبب يدعو للقلق في الوقت الحالي، لكن من الضروري مراقبة المزيد من التطورات".

منظمة الصحة العالمية قالت إن "العلامات الأولية التي توضح أن السلالة الجديدة قد تكون قادرة على الانتشار بسهولة أكبر بين الناس، والمعلومات الأولية التي تشير إلى أنها قد تؤثر على أداء بعض الاختبارات التشخيصية".

لكنها أضافت أنه ليس لديها دليل يشير إلى إحداث السلالة الجديدة أي تغيير في شدة المرض، لكن هذا الأمر أيضًا قيد التحقيق.

وحثت أعضائها في جميع أنحاء العالم على زيادة عمليات تحديد التسلسل الجيني للفيروس حيثما أمكن ذلك ومشاركة البيانات دوليًا، للإبلاغ عما إذا تم العثور على نفس الطفرات المثيرة للقلق".

الحذر مطلوب

كبير المسؤولين الطبيين في الحكومة البريطانية، كريس ويتي، قال: "نبهنا منظمة الصحة العالمية للانتشار السريع للسلالة الجديدة ونستمر في تحليل البيانات المتاحة لتحسين معرفتنا حولها، بحسب صحيفة "الجارديان".

وستشمل هذه التحليلات دراسة السلالة الجديدة في المختبرات، والنظر في استجاباتها للأجسام المضادة واختبار تفاعلاتها مع اللقاحات، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم مسؤولو الصحة بمسح في جميع أنحاء البلاد لبناء خرائط إقليمية حول انتشارها، وسيستغرق هذا أسبوعين على الأقل.

ما يجب على العلماء معالجته الآن هو مخاوف بشأن تأثير السلالة الجديدة، ما إذا كانت ستؤدي إلى زيادة حالات الإصابة الحادة بمرض "كوفيد" أم ستؤدي في الواقع إلى عدد أقل. المشكلة الكبيرة الأخرى هي ما إذا كانت قادرة على تجاوز الحماية التي توفرها اللقاحات.

قد يهمك: هل يضر فيروس كورونا بالقدرة الجنسية للرجال؟

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية