أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

هل يهدد الإرهاق الدماغ؟- خطوات عليك فعلها

04:35 م الأربعاء 16 مارس 2022
هل يهدد الإرهاق الدماغ؟- خطوات عليك فعلها

الإرهاق

وكالات

قالت أستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة "ييل"، والتي تدرّس الآليات العصبية لحالة الإرهاق، إيمي أرنستن: "ستلاحظ أشياءً مثل كونك سريع الانفعال بشكلٍ أكبر، وأكثر تدميرًا، وأقل حماسًا وأملًا".

وأضافت أرنستن، أن فهم كيفية تفاعل دماغك مع الإرهاق يمكن أن يكون مفيدًا، فهو يُظهر للناس أن العديد من ردود أفعالهم جزء من "ظاهرة طبيعية".

الدماغ خلال الإرهاق

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن الإجهاد المُزمن يساهم في الإصابة بالأمراض العقلية والجسدية، ويستطيع الباحثون الآن رصد ما يحدث للدماغ.

وأوضحت أرنستن: "التأثيرات الأكثر إثارةً للدهشة تتمثل بترقق المادة الرمادية في منطقة من الدماغ تُسمى قشرة الفص الجبهي"، مضيفة أنها "تساعدنا على التصرّف بشكلٍ مناسب، وتمنحنا نظرة ثاقبة عن أنفسنا، والآخرين، وتمنحنا منظورًا. وتسمح لنا باتخاذ قرارات معقدة، وأن تكون لدينا القدرة على التفكير المنطقي المجرّد بدلاً من الاستجابات الملموسة أو المعتادة".

ومن خلال إضعاف هذه المنطقة، أشار الخبراء إلى أن الإرهاق يمكن أن يؤثّر على قدرتنا على الانتباه والاحتفاظ بالذكريات، ما يجعل تعلمّ أشياء جديدة أكثر صعوبة، كما أنه يزيد من مخاطر القيام بالأخطاء.

وهذا ليس كل شيء، إذ اكتشف الباحثون أن الإرهاق يمكن أن يؤدي إلى تضخم اللوزة الدماغية (أميغدالا)، أي جزء من الدماغ مسؤول عن استجابة "القتال أو الهروب" عندما نكون في خطر.

ولفتت أرنستن إلى أنك "تبدأ في رؤية العالم على أنه ضار حتّى عندما لا يكون كذلك".

ولكن، هل يمكنك عكس هذه التغييرات في الدماغ بمجرد حدوثها؟ وتُظهر الدراسات التي أُجريت على الفئران أن ذلك ممكن.

ووجدت دراسة أُجريت عام 2018 على الأشخاص أن العلاج السلوكي المعرفي للإرهاق يقلّل من حجم اللوزة الدماغية، ويعيد قشرة الفص الجبهي إلى مستويات ما قبل الإجهاد.

وقالت أرنستن: "إذا شعرت بأنك تتحكم في مُسببات التوتر، فلن تكون هناك تغييرات دماغية سامة"، مضيفة: "إذا شعرت أنك خارج نطاق السيطرة، فهذا يؤدي إلى تغيرات كيميائية في قشرة الفص الجبهي تُضعف الروابط، وتؤدي في الواقع إلى تآكل هذه الاتصالات بمرور الوقت".

ما هو الإرهاق؟

وتظهر حالة الإرهاق عبر 3 أعراض رئيسية يمكن أن تتشابك بطرق فريدة لكل شخص، بحسب ما يقوله الخبراء.

وقالت أستاذة مساعدة بالإدارة في كلية "فوستر" للأعمال بجامعة "واشنطن" كيرا شابرام: "تحظى واحدة منها بأكبر قدر من الاهتمام، أي الإنهاك".

ويحاول العديد من أرباب العمل إصلاح الإنهاك في مكان العمل من خلال منح الموظفين إجازة للراحة وتجديد نشاطهم.

وأشارت شابرام إلى أن هذا الأمر ضروري للغاية للتعافي، ولكنه قد لا يكون كافيًا.

وشرحت شابرام أن "المشكلة تتمثل بوجود بُعدين آخرين"، وهما "عدم الكفاءة، أو الشعور وكأنك لم تعد تنجز الأشياء حقًا، والتشاؤم، أو الشعور بالاستبعاد، سواءً من العمل نفسه، أو من الأشخاص الآخرين".

قدرتك على التّحمل

وقال الخبراء إن الخبر السار هو أن الدراسات تُظهر قدرتك على التعافي من الإرهاق، وإذا كانت مشكلتك هي الإنهاك، "فامنح نفسك الإذن بالخضوع للرعاية الذاتية. خذ قيلولة، خذ يوم إجازة، خذ إجازة مرضية".

وحاول القيام بأنشطة صحيّة كجزء من الرعاية الذاتية، مثل "محاولة النوم وتناول الأطعمة الصحية غير الغنية بالسكر".

وأضافت أرنستن: "الكحول هو ما يبحث عنه الناس غالبًا لتخفيف التوتر، ولكنه في الواقع يجعلك تشعر بسوء أكثر في اليوم التالي.. وينطبق الأمر ذاته مع تناول أدوية البنزوديازيبينات، مثل الفاليوم. ولكن يمكن للأنشطة الفسيولوجية الصحيّة، (مثل) ممارسة الرياضة والتأمل، التي تمنحك منظورًا أن تكون مفيدة حقًا".

وعندما يتعلق الأمر بمعالجة الشعور بالاستبعاد الذي يأتي مع الإرهاق، ترى شابرام أن الحل قد يبدو غير متوقعًا، قائلة: "ما نجده هو أن التعاطف مع الآخرين يساعد في استعادة ذلك الشعور بالانتماء".

وأضافت: "كن مرشدًا لشخصٍ ما، وابدأ بالتطوع. وما وجدناه هو أن تلك الأفعال المُتمثّلة في القيام بأمر لطيف لشخصٍ آخر تخرجك حقًا من الشعور بالاستبعاد".

ولكن لا تنس أن تكون متعاطفًا مع نفسك، إذ أوضحت شابرام: "وجدنا أن التعاطف مع الآخرين والتعاطف مع الذات يساعدان لتخطي حالة الإرهاق".

وأشارت شابرام إلى أن الدراسات تُظهر أن هذه الأنشطة لا تحتاج أن تكون ضخمة، أو أن تستغرق وقتًا طويلاً لتقليل الشعور بالإرهاق، إذ تتمتع حتّى المبادرات البسيطة بتأثير كبير في اليوم التالي.

وأوضحت شابرام: "مجاملة شخص ما، وإخراجه في نزهة لمدة 5 دقائق لشرب القهوة، نرى أن هذا يؤدي لحصول تغيّرا ملحوظًا بحالة الإرهاق في اليوم التالي".

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية