الجماع بعد الأربعين.. أسرار لن يخبرك بها أحد

الجماع بعد الأربعين
كتب- أحمد فوزي:
الحديث عن الجماع بعد الأربعين غالبًا ما يكون محاطًا بالصمت، الشائعات، وحتى المفاهيم الخاطئة، مما يترك الكثيرين يتساءلون في الخفاء عن طبيعة التغيرات التي قد تطرأ على حياتهم الجنسية وكيفية التكيف معها.
الحقيقة العلمية تؤكد أن الحياة الجنسية لا تنتهي بقدوم منتصف العمر، بل على العكس، يمكن أن تكون هذه المرحلة فترة ازدهار حميمي، شريطة فهم التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تطرأ على الجسم والعقل، وكيفية التعامل معها بوعي وحكمة.
يكشف "الكونسلتو" في التقرير التالي، الأسرار والتحديات التي يواجهها الأفراد والأزواج بعد سن الأربعين، مستعرضًا الفرص الجديدة لتعزيز الحميمية والمتعة الجنسية في هذه المرحلة من الحياة.
اقرأ أيضًا: إهمال العلاقة الحميمة يسبب 6 مخاطر صحية خطيرة
التغيرات الفسيولوجية وفهم التحولات الجسدية لدي النساء
مع التقدم في العمر، تحدث تغيرات هرمونية وجسدية طبيعية تؤثر على الجانب الجنسي لدى كل من الرجال والنساء، كالتالي:
سن اليأس والتغيرات الهرمونية
تبدأ فترة ما قبل سن اليأس (perimenopause) عادة في الأربعينيات، وتتميز بتقلبات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون. يؤدي الانخفاض التدريجي في الإستروجين إلى:
جفاف المهبل
يقلل الإستروجين من الإمداد الدموي للمهبل ويؤثر على مرونة الأنسجة وإنتاج الإفرازات الطبيعية، مما يجعل الجماع مؤلمًا وغير مريح (Dyspareunia).
ترقق أنسجة المهبل
تصبح جدران المهبل أرق وأقل مرونة وأكثر عرضة للالتهابات.
انخفاض الرغبة الجنسية
قد تؤثر التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى التعب والتوتر، على الرغبة الجنسية.
صعوبة الوصول للنشوة
قد يتطلب الأمر مزيدًا من التحفيز للوصول إلى النشوة أو قد تصبح أقل حدة.
الهبات الساخنة ومشاكل النوم
يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على المزاج والطاقة، مما ينعكس سلبًا على الرغبة الجنسية.
التغيرات الجسدية الأخرى
قد تؤثر بعض الظروف الصحية المزمنة التي تزداد شيوعًا مع التقدم في العمر، مثل السكري أو أمراض القلب، على الدورة الدموية والجهاز العصبي، مما يؤثر على الاستجابة الجنسية.
التغيرات الفسيولوجية وفهم التحولات الجسدية لدى الرجال
انخفاض هرمون التستوستيرون
يبدأ مستوى هرمون التستوستيرون في الانخفاض تدريجيًا بعد سن الثلاثين، ويصبح هذا الانخفاض أكثر وضوحًا في الأربعينيات والخمسينيات. هذا الانخفاض يمكن أن يؤدي إلى:
- انخفاض الرغبة الجنسية (Reduced Libido): التستوستيرون هو هرمون أساسي للرغبة الجنسية لدى الرجال.
- ضعف الانتصاب (Erectile Dysfunction - ED): قد يصبح الحفاظ على الانتصاب أو تحقيقه أكثر صعوبة.
- انخفاض الطاقة والإرهاق: يؤثر على الرغبة العامة في النشاط الجنسي.
- تغيرات في قذف السائل المنوي: قد يصبح حجم السائل المنوي أقل أو قوة القذف أضعف.
مشاكل صحية أخرى
تزداد معدلات الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، وتضخم البروستاتا الحميد (BPH) مع التقدم في العمر، كل هذه الحالات، وكذلك الأدوية المستخدمة لعلاجها، يمكن أن تؤثر سلبًا على الوظيفة الجنسية.
التحديات النفسية والعاطفية
ليست التغيرات الجسدية هي الوحيدة التي تؤثر على الحياة الحميمة، الجوانب النفسية والعاطفية تلعب دورًا محوريًا كالتالي:
ضغط الصورة الذاتية
مع تقدم العمر، قد تتغير أشكال الجسم، مما يؤثر على الثقة بالنفس والراحة مع الجسد، وبالتالي على الرغبة في الحميمية.
التوتر والمسؤوليات
غالبًا ما يكون الأفراد في الأربعينيات والخمسينيات في أوج حياتهم المهنية والعائلية، مما يزيد من مستويات التوتر والإرهاق، ويقلل من الطاقة المخصصة للعلاقة الحميمة.
ديناميكيات العلاقة
قد تتغير طبيعة العلاقة الزوجية مع مرور السنين. الروتين، قلة التواصل، والمشكلات غير المحلولة يمكن أن تؤثر سلبًا على الحميمية.
توقعات المجتمع والذات
قد تؤثر المفاهيم المجتمعية الخاطئة حول "نهاية" الحياة الجنسية بعد سن معينة على كيفية رؤية الأفراد لأنفسهم ورغباتهم.
استكشاف أبعاد مختلفة للحميمية
على الرغم من التحديات، فإن منتصف العمر يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للحياة الحميمة. الخبرة، النضج، وزيادة الوعي بالذات وبالشريك يمكن أن تعمق الروابط، وهي كالتالي:
التواصل المفتوح والصريح
هذه هي حجر الزاوية. التحدث بصراحة مع الشريك حول المخاوف، الرغبات، والتغيرات الجسدية والنفسية يمكن أن يخفف الضغوط ويفتح الباب لحلول مشتركة، فهم احتياجات الشريك وتقديم الدعم المتبادل يعزز العلاقة.
إعادة تعريف الحميمية
لا تقتصر الحميمية على الجماع فقط. يمكن أن تشمل اللمس، العناق، التقبيل، المداعبة، تبادل الكلمات اللطيفة، وقضاء الوقت الجيد معًا، التركيز على هذه الأبعاد يمكن أن يعزز القرب العاطفي حتى لو تغيرت وتيرة أو طبيعة الجماع.
التخطيط والتوقعات الواقعية
قد لا تكون الحياة الجنسية بعد الأربعين عفوية كما كانت في العشرينيات. قد يتطلب الأمر مزيدًا من التخطيط، لكن هذا لا يقلل من قيمتها. وضع توقعات واقعية وقبول أن التغيير جزء طبيعي من الحياة يمكن أن يقلل الإحباط.
استكشاف طرق جديدة للمتعة
التغيرات الجسدية قد تتطلب استكشاف أوضاع جديدة، أو التركيز على مناطق مختلفة من الجسم، أو استخدام المزلقات (lubricants) لزيادة الراحة والمتعة، البحث عن مصادر معلومات موثوقة حول الصحة الجنسية واستشارة المتخصصين يمكن أن يكون مفيدًا.
متى تطلب المساعدة؟
هناك العديد من الحلول المتاحة للتغلب على التحديات الجنسية بعد الأربعين، هي كالتالي:
جفاف المهبل وترقق الأنسجة
- المزلقات المهبلية (Vaginal Lubricants)، متاحة دون وصفة طبية، وتساعد في تقليل الاحتكاك والألم أثناء الجماع.
- المرطبات المهبلية (Vaginal Moisturizers)، تستخدم بانتظام للحفاظ على رطوبة الأنسجة على مدار اليوم.
- علاج الإستروجين المهبلي (Vaginal Estrogen Therapy)، كريمات، تحاميل، أو حلقات مهبلية تحتوي على الإستروجين الموضعي يمكن أن تستعيد صحة أنسجة المهبل بشكل فعال دون المخاطر المرتبطة بالإستروجين الفموي لكثير من النساء.
- علاج الليزر أو الترددات الراديوية، تقنيات حديثة واعدة لتحسين صحة المهبل.
ضعف الانتصاب لدى الرجال
- مثبطات فوسفوديإستراز-5 (PDE5 Inhibitors)، أدوية مثل سيلدينافيل (Viagra) وتادالافيل (Cialis) فعالة لمعظم الرجال.
- تغييرات نمط الحياة، ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، الإقلاع عن التدخين، والحد من استهلاك الكحول يمكن أن تحسن وظيفة الانتصاب بشكل كبير.
- علاج التستوستيرون (Testosterone Replacement Therapy - TRT)، إذا كان هناك نقص سريري في التستوستيرون، يمكن للطبيب أن يوصي بالعلاج الهرموني، ولكن يجب تقييم الفوائد والمخاطر بعناية.
أجهزة شفط القضيب أو حقن القضيب
- إدارة الأمراض المزمنة: التحكم الجيد في حالات مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة جنسية جيدة.
- الاستشارة الجنسية أو الزوجية (Sex or Couples Therapy): يمكن للمتخصصين تقديم استراتيجيات للتغلب على التحديات النفسية والعاطفية، وتحسين التواصل، وإعادة إشعال شرارة الحميمية.
- نمط حياة صحي: التغذية الجيدة، النوم الكافي، وإدارة التوتر تساهم جميعها في تعزيز الطاقة والرغبة الجنسية.
المصادر العلمية
North American Menopause Society (NAMS). (2023). Vaginal Dryness & Painful Intercourse (Dyspareunia). Retrieved from https://www.menopause.org/for-women/sexual-health-menopause-online/symptoms-management/vaginal-dryness-painful-intercourse-dyspareunia
American Urological Association (AUA). (2018). Erectile Dysfunction (ED): AUA Guideline. Retrieved from https://www.auanet.org/guidelines-and-quality/guidelines/erectile-dysfunction-ed-guideline
Harvard Health Publishing. (2023). Sex after 50: 10 tips for a healthy sex life. Harvard Medical School. Retrieved from https://www.health.harvard.edu/mens-health/sex-after-50-10-tips-for-a-healthy-sex-life
Mayo Clinic. (2024). Female sexual dysfunction. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/female-sexual-dysfunction/symptoms-causes/syc-20372549
International Society for Sexual Medicine (ISSM). (2022). What Is Low Testosterone? Retrieved from https://www.issm.info/sexual-health-qa/what-is-low-testosterone
The Journal of Sexual Medicine. (Various articles on aging and sexuality). Requires access to specific research papers for detailed citations
American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG). (2018). The Menopause Years. Retrieved from https://www.acog.org/womens-health/faqs/the-menopause-years
فيديو قد يعجبك: