قلة النوم وأمراض القلب.. هل الأرق مؤشر لخطر وشيك؟

في ظل نمط الحياة السريع والتطور التكنولوجي الذي جعل كثيرين لا ينالون قسطًا كافيًا من الراحة، أصبح الأرق وقلة النوم من أبرز المشكلات الصحية المنتشرة، والتي لا تقتصر آثارها على الشعور بالإجهاد فقط، بل تمتد لتشمل أمراضًا خطيرة.

في هذا السياق، يوضح الكونسلتو خطورة الأرق على القلب، وفقًا لما ذكره الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب الأسبق.

الأرق مؤشر مبكر لأزمات القلب

أكد شعبان أن قلة النوم المزمنة ليست مجرد اضطراب مؤقت، بل قد تكون مؤشرًا مبكرًا للإصابة بأزمة قلبية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الحالات التي توصف بـ"الموت المفاجئ" تبيّن بعد تحليلها لاحقًا أنها كانت مسبوقة بفترات من الأرق الشديد أو اضطراب النوم.

اقرأ أيضًا: وداعًا للأرق- تناول هذه البذور ليلًا لعلاجه

وأضاف أن من أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مع الفنان الراحل مصطفى درويش، الذي كتب في آخر منشور له تساؤلًا حول قلة النوم قبل وفاته، في إشارة إلى اضطراب الساعة البيولوجية، وهو ما يعكس أهمية الانتباه لمثل هذه العلامات.

عدد ساعات النوم المثالية

أوضح عميد معهد القلب الأسبق أن النوم لفترات قصيرة جدًا — أقل من 3 أو 4 ساعات يوميًا قد يؤدي إلى اضطراب في وظائف القلب وزيادة خطر الجلطات، كما أن النوم الزائد عن 9 ساعات متصلة يرفع أيضًا من احتمالية الإصابة بالجلطات.

قد يهمك: احذر- علامة ليلية تخبرك بأنك مصاب بفشل الكبد

وأشار إلى أن أفضل مدة للنوم تتراوح بين 5 إلى 6 ساعات من النوم العميق والمستقر، مؤكدًا أن نوعية النوم أهم من عدد ساعاته.

النوم المتقطع يزيد خطر الأزمات القلبية

قال شعبان إن النوم المتقطع أو القلق المصحوب بحركة مستمرة أثناء النوم، مثل متلازمة تحريك الساقين (Restless Leg Syndrome)، يؤدي إلى إجهاد القلب وعدم حصول الجسم على الراحة الكافية، مما يضاعف خطر الأزمات القلبية.

اختتم جمال شعبان حديثه بالتأكيد على أن النوم العميق المنتظم يمثل وسيلة فعالة للوقاية من أمراض القلب، مستشهدًا بقوله تعالى: "وجعلنا نومكم سباتًا"، داعيًا إلى تنظيم مواعيد النوم وتجنب السهر المستمر للحفاظ على صحة القلب وسلامة الجسم.