أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمى شيكونغونيا في الصين تثير القلق.. وإجراءات صارمة لمكافحتها

كتب - محمد عماد

02:39 م الأحد 10 أغسطس 2025
فيروس شيكونغونيا

فيروس شيكونغونيا

يشهد إقليم قوانجدونج الصيني موجة انتشار لفيروس شيكونغونيا، الذي ينقله البعوض، مسجّلًا أكثر من 7 آلاف إصابة منذ يوليو، وفقًا لموقع "BBC".

ويسبب هذا الفيروس حمى حادة وآلامًا شديدة في المفاصل قد تستمر لشهور أو حتى سنوات، مما دفع السلطات إلى تطبيق تدابير وقائية صارمة على غرار الإجراءات التي اتُخذت خلال جائحة كوفيد-19، بهدف الحد من تفشي العدوى وحماية الصحة العامة.

وفي مدينة فوشان، الأكثر تضررًا، يجب على مرضى شيكونغونيا البقاء في المستشفى، حيث تُغطى أسرّتهم بناموسيات، ولا يُسمح لهم بالخروج إلا بعد أن تكون نتيجة فحصهم سلبية أو بعد أسبوع من الإقامة.

ينتشر الفيروس عن طريق لدغة البعوض المصاب، ويسبب الحمى وآلام المفاصل الشديدة، والتي يمكن أن تستمر في بعض الأحيان لسنوات، ولكنها عادة لا تكون قاتلة.

ما هو داء شيكونغونيا وما هي أعراضه؟

ورغم ندرة انتشار فيروس شيكونغونيا في الصين، فإنه شائع في جنوب شرق آسيا وأجزاء من أفريقيا.

تظهر أعراض حمى شيكونغونيا على معظم الأشخاص الذين تعرضوا للدغات بعوضة مصابة خلال ثلاثة إلى سبعة أيام، وبالإضافة إلى الحمى وآلام المفاصل، تشمل الأعراض الأخرى الطفح الجلدي والصداع وآلام العضلات وتورم المفاصل.

اقرأ أيضًا.. حمى الضنك والعلاقة الحميمة.. هل يمكن انتقاله جنسيًا؟

في معظم الحالات، يشعر المرضى بتحسن خلال أسبوع. أما في الحالات الشديدة، فقد يستمر ألم المفاصل لأشهر أو حتى سنوات.

وتشمل الفئات المعرضة لخطر الإصابة بأمراض أكثر شدة الأطفال حديثي الولادة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة، مثل أمراض القلب أو مرض السكري، ولا يوجد علاج لمرض شيكونغونيا، ولكن الوفيات الناجمة عنه نادرة.

وتم التعرف على الفيروس لأول مرة في تنزانيا عام 1952، ثم انتشر إلى بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا، وقد تم الإبلاغ عنه حتى الآن في أكثر من 110 دولة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية إن أفضل طريقة لمنع انتشار الفيروس هي تقليل برك المياه الراكدة التي تسمح للبعوض بالتكاثر.

ما مدى انتشار العدوى في الصين؟

بالإضافة إلى فوشان، سُجِّلت إصابات في اثنتي عشرة مدينة أخرى على الأقل في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية. وسُجِّلت نحو ثلاثة آلاف حالة خلال الأسبوع الماضي وحده.

أعلنت هونج كونج، الاثنين الماضي، عن أول حالة إصابة بالفيروس، وهي لصبي يبلغ من العمر 12 عاما أصيب بالحمى والطفح الجلدي وآلام المفاصل بعد سفره إلى فوشان في يوليو، موضحة أن الفيروس ليس معديًا، وينتشر فقط عندما يلدغ البعوض شخصًا مصابًا، ثم يلدغ البعوض الآخرين.

وقال المسؤولون إن جميع الحالات المبلغ عنها كانت خفيفة حتى الآن، حيث خرج 95% من المرضى من المستشفى في غضون سبعة أيام، وفقد أثارت هذه الحالات بعض الذعر؛ نظرا لعدم انتشار الفيروس على نطاق واسع في البلاد.

وكتب أحد المستخدمين على منصة التواصل الاجتماعي الصينية "ويبو": "هذا أمر مخيف تبدو العواقب طويلة الأمد مؤلمة للغاية".

وحثت الولايات المتحدة المسافرين إلى الصين على ممارسة حذر متزايد في أعقاب تفشي المرض.

ماذا تفعل الصين للحد من العدوى؟

وتعهدت السلطات في جميع أنحاء مقاطعة قوانغدونغ باتخاذ "إجراءات حاسمة وقوية" لوقف انتشار المرض.

وحثت السلطات الأشخاص الذين يعانون من أعراض مثل الحمى وآلام المفاصل أو الطفح الجلدي على زيارة أقرب مستشفى حتى يتمكنوا من إجراء اختبار الفيروس.

قد يهمك.. في اليوم العالمي للبعوض- 5 علامات لإصابتك بمرض بسبب الناموس

أصدرت السلطات تعليمات للسكان بإزالة المياه الراكدة في منازلهم، مثل تلك الموجودة في أواني الزهور أو آلات القهوة أو الزجاجات الاحتياطية، وحذرت من غرامات تصل إلى 10 آلاف يوان (1400 دولار) إذا لم يفعلوا ذلك.

كما يقومون أيضًا بإطلاق "بعوض الفيل" العملاق الذي يمكنه التهام الحشرات الأصغر حجمًا التي تنشر مرض شيكونغونيا؛ بالإضافة إلى جيش من الأسماك آكلة البعوض.

في الأسبوع الماضي، أطلق مسؤولو فوشان 5000 سمكة آكلة لليرقات في بحيرات المدينة، وفي بعض أجزاء المدينة، يُسيّرون طائرات بدون طيار لاكتشاف مصادر المياه الراكدة.

وكانت بعض المدن المجاورة قد أمرت المسافرين من فوشان بالخضوع لحجر صحي منزلي لمدة 14 يومًا، ولكن تم التراجع عن ذلك منذ ذلك الحين، وقد قارن البعض هذه الإجراءات بتلك التي فرضت خلال الجائحة، وتساءلوا عن ضرورتها.

طبقت الصين قيودًا صارمة خلال فترة الوباء، بما في ذلك إجبار الناس على دخول معسكرات الحجر الصحي وإغلاق المباني السكنية والأحياء بأكملها في غضون أيام أو حتى أسابيع.

موقع BBC 

فيديو قد يعجبك: