مخاطر متعددة تصاحب مشاهدة التليفزيون.. هل يمكن تجنبها؟

كتبت- حسناء الشيمي

مشاهدة التليفزيون من العادات القديمة التي يحرص عليها البعض، وفي السابق كانت لا تتعدى أوقات مشاهدته بضع ساعات، خاصة أن محتواه كان بسيطًا، لكن في الوقت الحالي أصبح محتواه متعددًا لما تعرضه الفضائيات والبرامج المختلفة التي تغطي أغلب المجالات، ما أدى إلى المكوث أمامه لساعات طويلة، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات صحية متعددة على الصحة بشكل عام.

العظام

تتطلب مشاهدة التليفزيون الجلوس لفترات طويلة قد تتجاوز عدة ساعات متصلة، وفي الغالب يكون الجلوس بطريقة خاطئة ما يؤدي إلى عدم التوافق العضلي بين العضلات فيسبب عدة مشكلات لـ:

الرقبة

يتسبب الوضع الخاطئ للرقبة في إصابة العضلات والفقرات بتقلص مزمن، وهو ما يؤدي إلى متلازمة آلام أعلى الظهر فيشعر الشخص دائمًا بآلام أعلى العمود الفقري، وتيبس العنق وعدم القدرة على تحريكها بصورة صحيحة، كما أنه قد يؤدي إلى تنميل الأطراف العلوية في حال الضغط على الأعصاب الطرفية، وفقًا للدكتور محمد حسن، مدرس المفاصل والأمراض الروماتيزمية جامعة طنطا.

العمود الفقري

يتعرض العمود الفقري للاعوجاج وفقًا لما قاله الدكتور أشرف العسيلي، استشاري جراحة العمود الفقري، موضحًا أن الجلوس لفترة طويلة بشكل خاطئ يشكل ضغطًا شديدًا على الغضاريف ومفاصل العمود الفقري، فضلًا عن الضغط على الأعصاب فيشعر المصاب بآلام شديدة في الظهر.

أضاف حسن، أن الجلوس بشكل خاطئ لفترات طويلة يؤدي إلى حدوث تقلص في عضلات الظهر والحوض ما يؤدي إلى تعرضها للألم المستمر والتيبس فيشعر المصاب بصعوبة الحركة.

الركبة

مع الجلوس لفترة طويلة بشكل خاطئ وفي وضعية واحدة للركبة تتعرض غضاريفها للتآكل ومن ثَم للخشونة، وعندها تحتك العظام العلوية مع السفلية ويشعر المصاب بألم شديد في الركبة خاصة عند الحركة أو الضغط عليها، مع تورم المنطقة المصابة.

العيون

أضاف الدكتور ياسر عبد العال، استشاري طب وجراحة العيون، أن التليفزيون لا يسحب النظر كما يعتقد البعض، موضحًا أن مشاهدة التليفزيون في الظلام لفترات طويلة يتطلب من العين أن تكون مفتوحة بصورة مستمرة أكبر من الطبيعي وهي معرضة للضوء الساطع فتتعرض للجفاف، لأن الطبيعي أن العين تغلق 16 مرة في الدقيقة بسبب حركة الرمش، ما يساعد على ترطيبها، في هذه الحالة يشعر المصاب بألم دائم، والتهابات والرغبة في فرك العين لتحفيز الإفرازات، فضلًا عن التهابها وتعرضها للإجهاد.

الحالة النفسية

تأثير التليفزيون على الصحة النفسية سلاح ذو حدين، فإذا تمت مشاهدته ومتابعة محتوياته للتسلية فقط مع عدم التفاعل معها والتأثر بها فهنا لا تتأثر الصحة النفسية للفرد، ولكن في حال التأثر بها وعدم فلترة المحتوى، ومشاهدته لفترات طويلة فذلك ينذر بتعرض الشخص للاكتئاب، وفقًا لما ذكرته الدكتورة زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية، موضحة أنه يسبب انعزال اجتماعي وعدم الرغبة في ممارسة أي أنشطة خارجية لارتباط الشخص بمحتويات التليفزيون المتعددة، فتجده يهرب من الجلسات الاجتماعية والخروج، بالإضافة إلى أنه يتسبب في هروب الشخص من الواقع وخلق عالم افتراضي خاص به، وقد ينعزل مع تفاصيل محتواه خاصة عند متابعة المسلسلات الطويلة، مع اختلاف سقف التوقعات والطموحات في الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية فيصبح معرضًا للإحباط بشكل مستمر.

نوهت مهدي، إلى حرص كبار السن على مشاهدة التليفزيون بصورة مستمرة وهو ما يعرضهم بشكل دائم للانعزال والانفصال عن الأشخاص المحيطة بهم.

هل يمكن مشاهدة التليفزيون دون التعرض لمشكلات؟

أقر الأطباء إمكانية مشاهدة التليفزيون دون التعرض لأي مشكلات بشرط الحرص على اتباع الإرشادات التالية:

- الجلوس في وضع مستقيم وعدم الانحناء إلى اليمين أو اليسار لتجنب تقلص العضلات.

- عدم الجلوس لفترة طويلة على نفس الوضعية وتغيرها كل نصف ساعة.

- تجنب ثني الركبة لفترات طويلة وتحريكها بين الحين والآخر.

- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية لإطالة العضلات والفقرات.

- جعل إضاءة الغرفة سليمة ومناسبة لا هي خافتة ولا شديدة، حتى لا ترهق العين، وعلى تكون إضاءة الشاشة من نفس درجة إضاءة الغرفة.

- الابتعاد عن الشاشة بمسافة كافية لا تقل عن 60 سم.

- الحرص على مشاهدة التليفزيون في جلسات جماعية لتجنب الانعزال الاجتماعي.

- عدم المكوث أمام التليفزيون لساعات طويلة فلا يجب أن يزيد عن 8 ساعات وإلا أصبح الشخص مدمنا.

- محاولة انتقاء المواد التي يتم مشاهدتها مع عدم التفاعل معها.