طبيب يكشف عن تنقية قد تُحدِث طفرة في علاج أمراض المخ والأعصاب
كتبت - نهال رزق
مجهر DeepInMiniscope
تابعنا على
هل تخيلت يومًا أن ترى نشاط الخلايا العصبية داخل الدماغ لحظة بلحظة أثناء الحركة بحرية؟ هذا ما حققه باحثون من جامعة كاليفورنيا - ديفيس الأمريكية، حيث نجحوا في ابتكار مجهر مُصغَّر يُعرف باسم "ديب إن مايند سكوب DeepInMiniscope"، بإمكانه تصوير نشاط دماغ آنيًا.
كيف يعمل مجهر DeepInMiniscope؟
في هذا الصدد، قال الدكتور رامي حافظ، استشاري جراحة المخ وزميل جراحة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، إن مجهر DeepInMiniscope يحتوي على 100 عدسة دقيقة، تتجمع الصور التي تلتقطها كل عدة على حدة بواسطة شبكة عصبية، لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، تساعد على مشاهدة نشاط الخلايا العصبية بشكل آنٍ.
اقرأ أيضًا: لا تتجاهلها- 6 أعراض تستدعي زيارة طبيب المخ والأعصاب
ما الفرق بين مجهر DeepInMiniscope والرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية؟
وأضاف حافظ في تصريحات خاصة لـ"الكونسلتو"، أن الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تختلف آلية عملها لفحص المخ عن مجهر DeepInMiniscope.
وأوضح أن فحص الدماغ بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي يستدعي دخول الإنسان جهاز تصوير مع البقاء ساكنًا.
وأكد استشاري جراحة المخ أن نتائج الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تتمثل في إعطاء صورة ثابتة للدماغ من الخارج والداخل.
بينما المجهر، الذي يبلغ وزنه حول 10 جرامات، أشار حافظ إلى أنه أقل تعقيدًا من الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، لأنه يثبت في الرأس عبر فتحة صغيرة في الجمجمة، بالإضافة إلى أن عدساته تلتقط نشاط الخلايا العصبية أثناء الحركة الطبيعية لحظة بلحظة.
قد يهمك: متى يكون فحص المخ بالرنين المغناطيسي ضروريًا؟
ما هي الفوائد المتوقعة لمجهر DeepInMiniscope؟
وكشف أن هذا المجهر سيساعد على تشخيص الأمراض العصبية بشكل أكثر دقة وعمقًا، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يجعل العلماء قادرين على رصد بداية نوبات الصرع، والطريقة التي يؤثر بها مرض ألزهايمر على الشبكات العصبية.
وذكر أن هذه التقنية يمكن الاعتماد عليها أيضًا في اكتشاف آليات جديدة لعلاج أمراض المخ والأعصاب، مشيرًا إلى إمكانية استخدام المجهر في مراقبة تأثير دواء جديد على نشاط الدماغ بشكل فوري.
قد يهمك أيضًا: تحليل جديد للدم بديل عن الأشعة المقطعية على المخ
ما هي التحديات التي قد يواجهها مجهر DeepInMiniscope؟
ومع ذلك، نوه حافظ بأن النتائج التي حققها هذا المجهر في الدراسات على الحيوانات، مثل الفئران، لا يُعتد بها في الوقت الراهن، لأن المخ البشري أكثر تعقيدًا من الجرذان، مشددًا على ضرورة اختباره على عينة من البشر، لتأكد من أمانه وفعاليته على الإنسان.
وتابع أن التنقية الحالية ما زالت سلكية، مشيرًا إلى أن العلماء يعملون حاليًا على تطوير نسخة لا سلكية أصغر حجمها، لتكون مناسبة للتطبيق على البشر مستقبلًا.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أنه يأمل أن يكون هذا المجهر بداية جديدة لفهم نشاط الدماغ البشري، ومن ثم ابتكار طرق جديدة في التشخيص والعلاج.
