أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يفشل تطوير أدوية الفصام؟ دراسة تكشف الأسباب والحلول

كتب : أحمد فوزي

01:50 م 06/12/2025
الفصام

الفصام

تابعنا على

في الوقت الذي تتقدم فيه العلوم الطبية بسرعة لافتة، يبقى الفصام أحد أكثر الاضطرابات النفسية استعصاءً على التطوير الدوائي، ورغم من مرور أكثر من 70 عامًا على اكتشاف أول مضادات الذهان، فإن تطوير أدوية جديدة للفصام لا يزال يواجه معدلات فشل غير مسبوقة، لدرجة أن الباحثين يصفون هذا المرض بـ"مقبرة ضخمة للجزيئات الدوائية".

لماذا تفشل أدوية الفصام في العلاج؟

يستعرض "الكونسلتو" في التقرير التالي، لماذا يفشل علاج الفصام في تحقيق نتائج فعالة؟ وما هي الأدوية الجديدة؟ وفقًا لـ"nature".

دراسة تحليلية حديثة، نشرت في نيتشر، سلطت الضوء على الأسباب الحقيقية وراء هذا الإخفاق المتكرر، وكشفت لماذا تفشل حتى أكثر المركبات الواعدة في التجارب السريرية، وما الذي يمكن فعله لتغيير مسار تطوير العلاج في السنوات المقبلة.

اقرأ أيضًا: علامة في العين تنبئ بخطر الإصابة بالفصام

معدلات فشل صادمة والسبب ليس فقط في التجارب السريرية

توضح الدراسة أن فرص نجاح أي دواء جديد للأمراض النفسية، ومنها الفصام، للحصول على موافقة هيئة الدواء الأمريكية لا تتجاوز 7.3%، وقد يستغرق مساره البحثي أكثر من 10 سنوات.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، لم توافق وكالة الأدوية الأوروبية إلا على دواء واحد فقط في الطب النفسي، مقابل 68 دواءً في الأورام.

دفع هذا الفشل المتكرر شركات الأدوية الكبرى إلى الانسحاب من أبحاث الجهاز العصبي لعقود، قبل أن تعود مؤخرًا عبر صفقات ضخمة بقيمة مليارات الدولارات، على أمل كسر هذا الجمود.

مضادات الذهان و70 عاما من الاعتماد على نفس الفكرة

تُظهر الدراسة أن معظم الأدوية المتوفرة للفصام تعمل على تعديل مستقبلات الدوبامين D2، وهي فعالة نسبيًا في السيطرة على الأعراض الإيجابية مثل:

- الهلاوس

- الضلالات

- اضطراب السلوك

لكنها فشلت تمامًا في علاج الأعراض الأشد تأثيرًا على جودة حياة المرضى بالنسبة لـ:

- الأعراض السلبية (فقدان الإرادة، الانسحاب الاجتماعي)

- الضعف الإدراكي (مشكلات الذاكرة والانتباه والتخطيط)

- كما لا تمنع الأدوية الحالية تحوّل الحالات المعرضة للخطر إلى فصام فعلي.

قد يهمك: دراسة صادمة: الحشيش يضاعف خطر الإصابة بالفصام

قائمة طويلة من الأدوية التي سقطت قبل خط النهاية

تستعرض الدراسة قائمة من الأدوية التي كانت تمثل أملاً كبيرًا، لكنها فشلت في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، مثل:

- إنسينيكلين (لتحسين الإدراك)

- بيتوبرتين (لتنظيم الغلايسين)

- كانابيديول (CBD)

- BIIB104

- بيمافانسرين

- أولوتارونت

أحدثها، إيكليبيرتين الذي فشل في يناير 2025 بعد سنوات من التطوير

بل حتى زانوميلين–تروسبيوم (KarXT)، أول دواء جديد غير قائم على الدوبامين، لم يثبت أنه أفضل من العلاج الوهمي عند دمجه مع مضادات الذهان.

لماذا تفشل الأدوية؟

ترجع الدراسة فشل الأدوية إلى عدة أسباب جوهرية:

1- الفهم غير الكافي لآليات المرض

الفصام ليس خللاً واحدًا، بل مجموعة اضطرابات معقدة تؤثر على:

- نمو الخلايا العصبية

- التشابكات

- اللدونة العصبية

- مسارات الغلوتامات

الأعراض السلبية والإدراكية ليست نتيجة خلل في ناقل واحد مثل الدوبامين، بل تغيرات معقدة في بناء الدماغ نفسه.

2- غياب النماذج الحيوانية الدقيقة

ما يحدث في دماغ المصاب بالفصام لا يمكن محاكاته بسهولة في الحيوانات.

3- التدخل متأخر جدًا

معظم التجارب تستهدف المرضى بعد تطور الفصام، بينما تشير الأدلة إلى أن التدخل الفعال يجب أن يحدث قبل النوبة الأولى من الذهان.

4- ضعف القدرة على تحديد الأنواع البيولوجية الفرعية

غياب تصنيف دقيق للمرضى يؤدي إلى فشل التجارب لأن مجموعة الدراسة غير متجانسة.

حلول جديدة لمستقبل علاج الفصام

تقدم الدراسة مجموعة من الاتجاهات البحثية التي قد تنقذ مسار تطوير الأدوية:

1- العلاج المبكر قبل تلف الدماغ

التركيز على مرحلة التحوّل إلى الذهان، وليس بعد تطور المرض.

2- البحث في الجينات

تشير دراسات واسعة إلى جينات مرتبطة بالغلوتامات، والموت الخلوي المبرمج، واللدونة العصبية، ما قد يفتح بابًا لاستهدافات دوائية جديدة.

3- العلاجات الجينية

مثل استخدام الجسيمات النانوية المحملة بميكرو RNA لتعديل المسارات المرتبطة بتكوين التشابكات العصبية.

4- أدوية مضادة لموت الخلايا

مثل مثبطات BAX وكاسبيس-3.

5- دور الخلايا الدبقية الصغيرة

تشير الأدلة إلى أن فرط نشاطها يؤدي إلى فقدان المشابك العصبية، وهو ما قد يتم تعديله عبر مضادات مخصصة.

6- استهداف نظام الغلوتامات

خصوصًا في المراحل المبكرة، قبل حدوث ما يسمى "عاصفة الغلوتامات".

كيف يجب أن تتغير التجارب السريرية؟

توصي الدراسة بإعادة تصميم التجارب جذريًا من خلال:

- استخدام المؤشرات الحيوية للتصوير العصبي للتنبؤ بالتحوّل إلى الذهان.

- تصغير عدد مراكز البحث لتقليل التباين.

- إطالة مدة التجارب الخاصة بالأعراض السلبية والإدراكية.

- استخدام نقاط تقييم أكثر دقة.

- تصنيف المرضى حسب الأنماط البيولوجية وليس فقط التشخيص التقليدي.

فيديو قد يعجبك

محتوى مدفوع

أحدث الموضوعات