أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

على طريقة "إكس لارچ".. نزلاء معسكر التخسيس يروون معاناتهم مع السمنة

05:08 م الإثنين 01 فبراير 2021
على طريقة "إكس لارچ".. نزلاء معسكر التخسيس يروون معاناتهم مع السمنة

معسكر تخسيس لافينا

كتب - صابر نجاح:

تصوير - نادر نبيل:

لم تهنأ نهى الجندي بطفولة سعيدة كباقي أقرانها، إذ كانت السمنة المفرطة عقبة في ممارسة حياتها الطبيعية وأنشطتها اليومية، وهي في عمر الزهور.

"كنت كل اللي بطلبه من بابا وماما بلاقيه، وده خلاني أكل بكميات كبيرة من غير ما أحس بنفسي"، بهذه الكلمات كشفت نهى النقاب عن سبب زيادة وزنها، إلى أن تفاقم الأمر لديها، وبدأت علامات السمنة تعتلي ملامحها.

حاولت الجندي مرارًا وتكرارًا أن تنقص وزنها، سواء بالحميات التقليدية أو جراحات علاج السمنة، ولكن فشلها المستمر بعث في نفسها أن السمنة لا مفر منها "روحت عند أغلب أطباء التخسيس في مصر وعملت أكتر من عملية، لحد ما كنت هموت جوة أوضة العمليات أكتر من مرة، ودايمًا كنت بنزل في الوزن وأرجع أزيد تاني بسرعة".

ظل اليأس والإحباط ملازمين لصاحبة الثلاثة وثلاثين عامًا لفترة طويلة، حتى علمت بوجود معسكر للتخسيس، وهو ما ساعدها في التغلب على شبح السمنة، وأعاد إليها ثقتها مرة أخرى.

نهى الجندي

لم يختلف الوضع كثيرًا مع سيد التلاوي، الشاب الأمريكي، صاحب الـ26 عامًا، الذي اختار أن يتحمل مشاق السفر إلى أرض المحروسة، بعدما علم أن هناك معسكر للتخسيس قد يمنحه الحياة التي حرمته السمنة منها.

بالقرب من منطقة هرم ميدوم السياحية، على طريق مصر - أسيوط، عند كيلو 80، يقبع معسكر للتخسيس، يحوي بداخله العديد من القصص الملهمة لحالات تمكنت من هزيمة السمنة، ومن ثم الحصول على قوام رشيق، إنه معسكر "لافينا لفقدان الوزن".

يقول اللواء الدكتور عادل توفيق، استشاري العلاج الطبيعي في مستشفيات الشرطة والنادي الأهلي، والمشرف الطبي المعسكر لافينا لفقدان الوزن، إن فكرة المعسكر الرئيسية تعتمد على تعويد المشاركين على اتباع نمط حياة صحي، من خلال تغيير العادات الغذائية الخاطئة، مثل الإفراط في الوجبات السريعة وتناول المشروبات الغازية، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين والنوم مبكرًا.

وأضاف المشرف الطبي في المعسكر: "في البداية، يخضع المشترك لمجموعة من الفحوصات الطبية الضرورية، مثل اختبار السكر وقياس الضغط،، وبناءً على النتائج، يتم وضع النظام الغذائي المناسب له، وتحديد التمارين الرياضية التي تتلائم مع لياقته البدنية وحالته الصحية".

وبعد انقضاء مدة الإقامة بالمعسكر، التي تختلف من شخص لآخر، وقد تصل إلى 6 أشهر، يحصل المشترك على برنامج غذائي، يشمل الأطعمة الممنوعة وبدائلها الصحية، بالإضافة برنامج إعداد بدني، ويتم متابعته بشكل شهري، تليفونيًا أو عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، من قِبل فريق عمل مكون من خبراء في التغذية العلاجية واللياقة البدنية، للوقوف على مدى التزامه، بحسب توفيق.

اللواء الدكتور عادل توفيق

خمسة أشهر كانت فترة كافية لتغير مفاهيم نهى عن التخسيس، حيث استطاعت -دون الحاجة إلى الحرمان من الطعام- أن تفقد جزءًا من وزنها "عرفت إن المشكلة مش في الأكل نفسه، بل الأزمة الحقيقية في طريقة التحضير والكمية اللي واحد بياكلها في كل وجبة".

وهذا ما أكده الدكتور كريم جمال، أخصائي التغذية العلاجية بالمعسكر، مشيرًا أن إلى الأنظمة الغذائية التي يصفها للمشاركين تتسم بالمرونة، فهي لا تحتوي فقط على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، بل تشمل أيضًا البيتزا والكريب، كما يسمح بتناول الحلويات في أوقات محددة.

وجميع أنظمة الدايت في المعسكر تُعد على أسس علمية، حيث أفاد جمال بأنه يعقد جلسة مع المشترك في البداية، لمعرفة أبرز العادات الخاطئة التي كان يرتكبها في الخارج والأطعمة التي يعاني من الحساسية اتجاهها، مثل منتجات الألبان والبقوليات والأسماك، علاوة على المشكلات الصحية التي أصيب بها بسبب السمنة، كالسكري والضغط وأمراض القلب.

جلسة الدكتور كريم جمال مع نزلاء المعسكر

لم يكن لسيد أن يفقد 25 كيلو جرامًا من وزنه بالدايت فقط، بل كان لممارسة الرياضة دور فعال في تحقيقه لذلك الإنجاز، ويعود الفضل للكابتن طارق هشام، مدرب اللياقة البدنية في المعسكر، الذي يُخضع المشترك لاختبارات بدنية، وبحسب نتائجها، يحدد التمارين الرياضية المناسبة لصحته ولياقته.

وأشار طارق إلى أنه يلزم المشتركين بممارسة رياضة المشي بشكل جماعي في السابعة صباحًا، وتليها تمارين المرونة في تمام العاشرة صباحًا.

ووفقًا له، يكون كل مشترك في الثانية ظهرًا، على موعد مع تدريبه الشخصي، ثم تأتي تمارين الاستشفاء في السابعة مساءً، لتجديد طاقة الجسم وتهدئة العضلات والمفاصل.

لم يتخيل التلاوي أنه سيظل في هذا المعسكر لليلة واحدة، ويكون هاتفه المحمول نافذته الوحيدة على العالم الخارجي، ولكن نجاحه في الوصول لوزن 122 كجم في ثلاثة أشهر، بعدما كان يزن جسمه 147 كجم، أنساه مرارة البعد عن أسرته طوال هذه المدة.

سيد التلاوي

أما نفين عيّاد، فهي مثال آخر على المثابرة والتحدي، فكانت ابنتها حافزها الأول والأخير لخوض تجربة معسكر التخسيس، لأن البدانة كان تمنعها من توفير الرعاية المطلوبة لصغيرتها.

وبعد فترة بسيطة، استطاعت صاحبة السبعة وأربعين عامًا فقدان 22 كجم من جسمها الذي كان يزن 100 كيلو "حاولت كتير أخس باستخدام المكملات الغذائية وخضعت لعملية تكميم، بس كل ده كان من غير فايدة، ولكن الوضع اختلف كتير بعد ما دخلت المعسكر".

صالة الألعاب الرياضية بمعسكر التخسيس

التمارين الجماعية لنزلاء المعسكر

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية