تقنية يابانية تستطيع إنتاج أجنة دون رحم..كيف حدث ذلك؟
كتب : أحمد فوزي

محاولات زراعة الحيوانات المنوية لإنجاب أطفال بالمع
يعمل العالِم الياباني كاتسوهيكو هاياشي على مشروع زراعة البويضات والحيوانات المنوية من الصفر في المعمل، في محاولة لبث أمل للأزواج المصابين بالعقم.
رغم المحاولات الحثيثة، لكن لا تزال هذه التقنية، المعروفة بـ"تكوين الحيوانات المنوية في المعمل" (IVG)، بعيدة عن التطبيق العملي على البشر، رغم النجاحات اللافتة التي تحققت في التجارب على الفئران.
في خضم لهث العلماء والباحثن خلف تحقيق ثورة عليمة بتخليق أطفال من المعامل دون علاقة حميمية ودون الحاجة إلى رحم النساء، يستعرض "الكونسلتو" في السياق التالي، بعض الإرهاصات لتخليق أطفال دون الحاجة إلى أنثى تحمل وتضع، وذلك وفقًا لبحث منشور بمجلة "nature".
نجاح زراعة الحيوانات المنوية لإنجاب أطفال في المعامل على الفئران فهل تنجح التجربة على البشر؟
حقق هاياشي وفريقه إنجازات مثيرة، أبرزها إنتاج فئران خصبة باستخدام بويضات "شبيهة بالبويضات" نُميت في المعمل، وتمكنوا من توليد فئران من أبوين فقط دون أم، إلا أن هذه النجاحات، رغم أهميتها، لا تعني بالضرورة انتقالا سهلا إلى البشر، فحتى اليوم، لا يزال إنتاج بويضات بشرية كاملة الوظيفة بعيد المنال.
اقرأ أيضًا: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاما|القصة الكاملة
ما التحذيرات العلمية من أبحاث إنتاج أطفال في المعامل؟
في حين يرى بعض الباحثين في هذه التقنية فرصة لكشف أسباب العقم وربما معالجته، يُحذّر آخرون من استخدامها في تكوين أطفال مُعدّلين وراثيا أو لأغراض انتقائية، فإنتاج أعداد كبيرة من الأمشاج في المختبر قد يُغري البعض باختيار الأجنة حسب الصفات، ما يُثير مخاوف أخلاقية واجتماعية عميقة.
الخطوات القادمة تشمل تجريب الأمشاج المزروعة في الرئيسيات غير البشرية (مثل القرود)، ومراقبة تأثيراتها على عدة أجيال لضمان السلامة، وهو أمر قد يستغرق عقودا.
لماذا لن تنجح عمليات إنجاب الأطفال في المختبر دون رحم أنثى؟
تكوين الأمشاج لا يعني فقط زرع خلايا جديدة، فعملية تطور البويضات والحيوانات المنوية داخل الجسم شديدة التعقيد، وتتطلب بيئة دقيقة من الإشارات الكيميائية والفيزيائية، وفي المعمل، يصعب محاكاة هذا السياق الحيوي.
حتى إعادة إنتاج الانقسام المنصف، أي المرحلة التي تقلل عدد الكروموسومات في الخلايا التناسلية إلى النصف، لا تزال غير مكتملة في الخلايا المزروعة، وإذا فُقدت الدقة في هذه الخطوة، فقد يؤدي ذلك إلى أمشاج تحمل عيوبا جينية خطيرة.
قد يهمك: هل يولد أطفال الأنابيب بعيوب خلقية؟- طبيب يجيب
ما هي المخاطر التي تحدث لو نجحت تجربة إنتاج أطفال المعمل؟
في كندا والولايات المتحدة وهولندا، يستخدم العلماء تقنيات متقدمة مثل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، والعضيات المصغرة، وأجهزة محاكاة الأعضاء لمحاكاة بيئة الخصيتين والمبيضين.
ورغم التطورات، لا تزال التحديات حاضرة، أبرزها الحفاظ على الخلايا حية لفترات كافية ونقلها عبر المراحل الدقيقة لتكوين الأمشاج.
كما أن هناك حاجة لفهم "البصمة الوراثية"، وهي التغيرات الكيميائية الدقيقة التي تُضاف أو تُزال من الحمض النووي خلال مراحل نمو الأمشاج.
هذه البصمات ضرورية لصحة الجنين، وقد تؤدي الأخطاء فيها إلى أمراض لا تظهر إلا بعد سنوات من الولادة.
هل تصبح أب دون أن علاقة حميمية؟
ترى بعض الشركات أن IVG قد يُصبح مستقبل التلقيح الصناعي، خاصة للنساء غير القادرات على إنتاج بويضات أو من يرغبن بتفادي الإجراءات المؤلمة لسحب البويضات، ومع ذلك، يحذر الخبراء من إمكانيات إساءة الاستخدام، مثل إنتاج الأمشاج من خلايا جلد شخص ما دون علمه.
في المملكة المتحدة، أوصت هيئة الإخصاب البشري بتحديث القوانين لمواكبة هذه التطورات، وتزايدت مؤخرا براءات الاختراع في هذا المجال، مع دخول شركات ناشئة تُوظّف باحثين أكاديميين برواتب مغرية.
ورغم الحماس المتزايد، يُجمع العلماء على أن التقنية لا تزال في مهدها، لن تكون هذه التقنية جاهزة للاستخدام البشري خلال العقد المقبل،