يقضي على أورام الكلى.. علماء هارفارد يتوصلون للقاح جديد
كتب- أحمد فوزي

أورام الكلى
في تجربة سريرية صغيرة أجريت على 9 مرضى مصابين بورم في الكلى في المرحلتين الثالثة والرابعة، نجح لقاح مضاد للأورام مخصص في توليد استجابة مناعية قوية، وفقًا لنتائج دراسة جديدة قادها باحثو كلية الطب بجامعة هارفارد في معهد دانا فاربر للسرطان.
أورام الخلايا الكلوية الصافية
كان المرضى يعانون من نوع من أورام الكلى تسمى أورام الخلايا الكلوية الصافية وكانوا يعتبرون معرضين لخطر كبير للتكرار بسبب المرحلة المتقدمة من المرض.
شارك 9 مرضى، 2 منهم مصابان بمرض نقائل و7 منهم مصابون بمرض متقدم وشديد الخطورة، في تجربة سريرية من المرحلة الأولى.
صُممت هذه التجارب في مراحلها المبكرة لتحديد سلامة العلاج والجرعة المثلى له، ولتحديد مدى استجابة المرضى للعلاج ومدى استجابتهم له قبل إجراء المزيد من الاختبارات على المزيد من الأشخاص.
اقرأ أيضًا: تدمر الكلى- 4 مكملات غذائية احذر الإفراط فيها
نتائج مبشرة بالأمل لمرضى أورام الكلى
ويحذر الباحثون من أن هذه النتائج المبكرة تثير الأمل في إمكانية تطوير لقاح مضاد للأورام لعلاج المرضى المصابين بسرطان الكلى المعرضين لخطر كبير من تكرار المرض.
يقول المؤلف المشارك الكبير والباحث الرئيسي المشارك توني شويري، رئيس كرسي جيروم ونانسي كولبيرج وأستاذ الطب ومدير مركز لانك لسرطان الجهاز البولي التناسلي في دانا فاربر: "نحن متحمسون للغاية لهذه النتائج، التي تظهر استجابة إيجابية للغاية لدى جميع المرضى التسعة المصابين بسرطان الكلى".
أُعطيت اللقاحات، المصممة لتدريب الجهاز المناعي للجسم على التعرف على السرطان وتدميره، بعد الجراحة للقضاء على أي خلايا ورمية متبقية.
عند توقف الباحثين عن جمع البيانات، كان جميع المرضى الـ9 قد شُفوا من السرطان لمدة 40 شهرًا في المتوسط بعد الجراحة.
قد يهمك: لماذا يصاب الأطفال بالسرطان؟.. الإجابة صادمة
تفاصيل اللقاح الجديد
صرحت كاثرين وو، المؤلفة الرئيسية المشاركة، وأستاذة الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، ورئيسة قسم زراعة الخلايا الجذعية والعلاجات الخلوية في دانا فاربر، وعضوة معهد برود، والتي طورت تقنية لقاح نيوفاكس المستخدمة في إنتاج لقاحات السرطان المخصصة لهذه التجربة: "جاءت هذه الدراسة ثمرة شراكة وثيقة بين فريق نيوفاكس لدينا، وزملائنا في معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، وزملائنا في مركز لانك لسرطان الجهاز البولي التناسلي في دانا فاربر"، وأضافت: "يسرنا الإعلان عن هذه النتائج.
سرطان الخلايا الكلوية ذو الخلايا الصافية هو أكثر أنواع سرطان الكلى شيوعًا، العلاج التقليدي للمرضى في المرحلتين الثالثة والرابعة من المرض هو الجراحة لإزالة الورم.
يمكن أن يتبع الجراحة العلاج المناعي بدواء يُسمى "بيمبروليزوماب"، وهو مثبط لنقطة التفتيش المناعية.
يُحفز دواء "بيمبروليزوماب" استجابة مناعية تُقلل من خطر انتكاس السرطان، مع ذلك، لا يزال حوالي ثلثي المرضى معرضين لتكرار الإصابة بالسرطان، مما يجعل خيارات العلاج محدودة.
يقول شويري: "المرضى المصابون بسرطان الكلى في المرحلتين الثالثة والرابعة معرضون لخطر كبير لتكرار الإصابة. الأدوات المتاحة لدينا لتقليل هذا الخطر ليست مثالية، ونحن نسعى جاهدين لإيجاد المزيد منها".
في الدراسة الحالية، عالج الباحثون جميع المرضى التسعة بلقاح السرطان المُصمَّم خصيصًا لهم بعد الجراحة، كما تلقى خمسة منهم دواء إيبيليموماب، وهو أحد أشكال العلاج المناعي للسرطان.
صُممت اللقاحات خصيصًا لكل مريض باستخدام المادة الوراثية من ورمه، كوسيلة لتدريب الجهاز المناعي على اكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها.
ولتحقيق ذلك، استخرج العلماء شظايا صغيرة من بروتينات متحولة - تُسمى المستضدات الجديدة - من ورم كلى كل مريض. تُعد هذه المستضدات الجديدة بصمة جزيئية للورم، وهي شديدة الخصوصية للسرطان، ولا توجد في أي خلايا أخرى في الجسم.
استخدم الفريق أيضًا خوارزميات تنبؤية لتحديد أي من المستضدات الجديدة هي الأكثر احتمالًا لتحفيز استجابة مناعية، بعد ذلك، صُنع اللقاح وأُعطي للمريض على جرعات أولية متتالية، تلتها جرعتان مُعززتان.
عانى بعض المرضى من ردود فعل موضعية طفيفة في موضع الحقن، بينما ظهرت على بعضهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، ولم تظهر أي آثار جانبية أخرى أكثر خطورة.
وقال شويري: "إن المستضدات الجديدة التي يستهدفها هذا اللقاح تساعد في توجيه الاستجابات المناعية نحو الخلايا السرطانية، بهدف تحسين الفعالية المستهدفة وتقليل السمية المناعية غير المستهدفة".
عندما بدأ الفريق هذه الدراسة قبل ثماني سنوات، لم يكن واضحًا ما إذا كان هذا النهج فعالًا في علاج سرطان الكلى.
وقد أظهر النهج بالفعل نتائج واعدة في علاج الورم الميلانيني، وهو شكل قاتل من سرطان الجلد يتميز بطفرات أكثر بكثير، وبالتالي بالعديد من المستضدات الجديدة المحتملة.
لكن سرطان الكلى مرضٌ ذو طفراتٍ أقل، وبالتالي أهدافٌ أقلّ لاستخدامها في اللقاح، كان من المهمّ للباحثين أن يتعلموا قدر الإمكان من هذه الدراسة في مرحلتها المبكرة حول كيفية تأثير اللقاح على الاستجابة المناعية للورم.
استجابة مناعية
ووجد الفريق أن اللقاح حفّز استجابة مناعية خلال ثلاثة أسابيع، وأن عدد الخلايا التائية المُحفّزة باللقاح زاد بمقدار 166 ضعفًا في المتوسط، وأن هذه الخلايا التائية الواقية بقيت في الجسم بمستويات عالية لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
كما أظهرت التجارب المعملية على خلايا أورام الكلى البشرية أن الخلايا التائية المُحفّزة باللقاح كانت نشطة ضد خلايا الورم لدى المريض نفسه.
قال باتريك أوت، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد والمدير السريري لمركز الميلانوما والأورام الطبية في دانا فاربر: "لاحظنا توسعًا سريعًا وكبيرًا ومستدامًا في مستنسخات الخلايا التائية الجديدة المرتبطة باللقاح".
وأضاف: "تدعم هذه النتائج جدوى ابتكار لقاح مُخصص عالي المناعة مناعيًا ضد المستضدات الجديدة في ورم ذي عبء طفرات أقل، وهي نتائج مُشجعة، مع أن الأمر سيتطلب دراسات أوسع نطاقًا لفهم الفعالية السريرية لهذا النهج بشكل كامل".
فيديو قد يعجبك: