طبيب بموسكو: لقاح EnteroMix نقلة نوعية في علاج السرطان (حوار)
كتب - أحمد فوزي
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
>>لقاح EnteroMix الروسي يمثل ثورة في علاج السرطان بتقنية mRNA
>>اللقاح الروسي الجديد لعلاج السرطان يعلِّم الجهاز المناعي كيفية تدمير جميع أنواع الأورام
>>اللقاح الروسي ضد السرطان سيكون متوفرًا بعد 6 أشهر.. ولن ينتظر موافقة FDA
>>لقاح EnteroMix أثبت فاعلية مبكرة في أورام القولون والمستقيم.. ويستخدم في الحالات المتقدمة التي لم تستجِب للعلاجات التقليدية
في تطور واعد بمجال علاج الأورام، أعلن باحثون روس عن لقاح جديد يُدعى EnteroMix، يعتمد على تقنية mRNA. ومن المتوقع أن يُحدِث نقلة نوعية في العلاج المناعي للسرطان.
في هذا الشأن، أجرى "الكونسلتو" حوارًا صحفيًا مع الدكتور أحمد سعد أمين، استشاري أمراض الباطنة العامة في العاصمة الروسية "موسكو"، والذي أطلعنا على تفاصيل هامة بخصوص آلية عمل اللقاح، الذي وصفه بـ"الثورة الجديدة والطموحة في مجال مكافحة الأورام الخبيثة".
وإلى نص الحوار:
في البداية، ما هو لقاح EnteroMix؟ وكيف يعمل؟
EnteroMix عبارة عن لقاح علاجي مخصص لمرضى السرطان، وليس وقائيًا كغيره من اللقاحات المعروفة، إذ تم تطويره باستخدام تقنية الـ mRNA (الحمض النووي الريبي المرسال)، وهي نفس التقنية التي أثبتت فعاليتها خلال جائحة كوفيد-19.
اللقاح لا يُنتج بشكل موحد لكل المرضى، بل يُصمَّم بشكل شخصي لكل مريض حسب نوع الورم والتغيرات الجينية الموجودة في خلاياه السرطانية.
ولتصميم اللقاح المناسب لحالة المريض، يتم جمع عينات من الورم ودراسة الطفرة الجينية المسئولة عن نموه، ثم يُبرمج اللقاح ليستهدف هذه الطفرة تحديدًا.
وعند حقن اللقاح، يبدأ الجهاز المناعي لدى المريض في تعرف على خلايا الأورام الخبيثة، ومن ثم تدميرها دون المساس بالخلايا السليمة.
بحسب نتائج التجارب الأولية، ما مدى فعالية اللقاح الروسي؟
حتى الآن، أظهرت المرحلة الأولى من التجارب السريرية نتائج مشجعة، خاصة مع أورام القولون والمستقيم.
ولوحظ أن نمو الأورام تباطأ بشكل واضح. وفي بعض الحالات، تضاءلت الكتلة الورمية بشكل مباشر بعد تلقي اللقاح، نظرًا لفعاليته في تحفيز مناعة الجسم على استهداف البروتونات الناتجة عن الطفرات الجينية المرتبطة بالسرطان، وبالتالي تتعرف عليها الخلايا المناعية كأجسام غريبة وتدمرها.
اقرأ أيضًا: حقنة لعلاج 15 نوع من السرطان في 5 دقائق
ما الفرق بين هذا اللقاح والعلاجات التقليدية مثل الكيماوي والإشعاع؟
العلاج الكيماوي والإشعاعي لهما تأثير عام وغير انتقائي، يهاجمان الخلايا السرطانية وأحيانًا الخلايا السليمة أيضًا، مما يسبب آثارًا جانبية شديدة.
بينما اللقاح الروسي الجديد لعلاج السرطان يستهدف خلايا الأورام الخبيثة فقط، من خلال الطفرة الجينية الخاصة بها، وهذا يمنحنا علاجًا أكثر دقة وأمانًا.
ما الحالات المستفيدة من هذا اللقاح؟ وهل هناك معايير محددة لاستخدامه؟
اللقاح حاليًا يُستخدم للحالات المستعصية التي فشلت معها العلاجات التقليدية، أو المرضى الذين أكملوا جرعات العلاج الكيماوي أو الإشعاعي دون استجابة كافية.
ويجب أن يكون المريض في حالة صحية تسمح له بتلقي اللقاح، أي لا يُعاني من فشل عضوي حاد أو غيبوبة.
علاوة على ذلك، من الأفضل ألا يزيد عمر المريض عن 75 عامًا، لضمان فعالية الاستجابة المناعية.
متى يرى هذا اللقاح النور؟
نحن الآن في انتظار نتائج المرحلة الثانية والثالثة من التجارب السريرية، والتي يتوقع صدورها خلال الستة أشهر المقبلة، إذا أثبتت النتائج فعاليته وأمانه على شريحة كبيرة من المرضى وأنواع مختلفة من الأورام الخبيثة.
وسيتم التمهيد لاعتماده رسميًا من الجهات التنظيمية، مثل وزارة الصحة الروسية، وربما لاحقًا من مؤسسات دولية، مثل EMA وFDA، لكن -لاعتبارات سياسية- قد تتأخر موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بسبب طبيعة العلاقات والتوترات الجارية بين القطبين الروسي والأمريكي على أثر الحرب الروسية الأوركرانية.
قد يهمك: اكتشاف دواء جديد لعلاج أنواع مختلفة من السرطان
هل تتوقع أن يكون اللقاح متاحًا عالميًا أم سيظل مقتصرًا على روسيا؟
كما حدث مع لقاحات كوفيد-19، يمكن لأي دولة طلب الترخيص من روسيا لاستخدام اللقاح داخل نطاقها، خاصةً في الدول التي لديها شراكات دوائية أو مراكز بحثية متقدمة.
والجدير بالذكر أن روسيا سبق وأن زوّدت مصر والدول العربية والأفريقية بلقاح سبوتنيك خلال جائحة كورونا، ومن المتوقع تكرار الأمر مع EnteroMix.
لكن التحدي هنا أن تصنيع اللقاح الروسي ضد السرطان يحتاج وقتًا وجهدًا، لأنه مصمم خصيصًا لكل مريض، مما يتطلب بنية تحتية وتقنية متقدمة.
هل من الممكن إنتاج نسخ جاهزة من اللقاح مستقبلًا؟
نعم، هذا ما يعمل عليه الباحثون حاليًا، إذ إن الفكرة هي تجميع بروتونات الطفرات الأكثر شيوعًا في الأورام، مثل الثدي والقولون والبروستاتا والجلد ودمجها في لقاحات موحدة تُعطى حسب نوع الورم.
هذه النسخ ستكون أسرع في التصنيع وأرخص في التكلفة، لكنها بالطبع ستظل أقل دقة من النسخ المصممة خصيصًا لكل مريض على حدة.
أخيرًا، ماذا تقول لمرضى الأورام الخبيثة بعد إعلان روسيا عن لقاح EnteroMix؟
أود أن أقول إننا اليوم نقف أمام ثورة حقيقية في علاج الأورام الخبيثة، تعتمد على فهم الجينوم البشري واستخدامه لمحاربة المرض بدلًا من مهاجمة الجسم كله.
الطريق ما زال طويلًا، لكنه واعد جدًا. وأتمنى أن نشهد خلال السنوات القليلة المقبلة تحوّلًا جذريًا في مفهوم علاج الأورام.
قد يهمك أيضًا: أستاذ أمراض دم يكشف لـ«الكونسلتو» تفاصيل علاج السرطان الجديد
فيديو قد يعجبك: