إعادة توظيف الكبد.. تقنية مبتكرة لتعزيز مناعة كبار السن

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature، عن نهج مبتكر لتعزيز المناعة لدى كبار السن، من خلال إعادة توظيف الكبد مؤقتا لإنتاج عوامل مناعية تقل مع التقدم في العمر، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في وظائف الجهاز المناعي لدى فئران مُسنة.

كيف يتم التغلب على ضعف المناعة مع كبر السن؟

وأوضح الباحثون أن التقدم في السن يُضعف مناعة الجسم، خاصة خلايا T المسؤولة عن مقاومة العدوى والاستجابة للقاحات؛ نتيجة ضمور الغدة الزعترية واختلال الإشارات المناعية.

ورغم محاولات سابقة لعكس هذا التدهور باستخدام هرمونات أو سيتوكينات، فإن نتائجها كانت محدودة بسبب السُمية أو ضعف الجدوى السريرية.

اقرأ أيضًا: تقوية المناعة في الشتاء – نصائح مهمة للحفاظ على صحتك

هل ينتج الكبد مواد مناعية؟

واعتمدت الدراسة الجديدة، على توصيل الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) إلى خلايا الكبد، ليعمل الكبد كمصنع مؤقت لإنتاج ثلاث مواد مناعية رئيسية هي:

DLL1 وFLT3-L وIL-7، وهي إشارات ثبت أنها تتراجع مع التقدم في العمر، وأظهرت النتائج أن هذا النهج:

- زاد من إنتاج خلايا T الجديدة

- حسّن استجابة الفئران المسنة للقاحات

- عزز المناعة المضادة للأورام

- حسّن كفاءة الخلايا المتغصنة والبائية

وذلك دون التسبب في التهابات شديدة أو تحفيز أمراض مناعية ذاتية

قد يهمك: فوائدها مذهلة لجهاز المناعة.. تناول هذه الأطعمة الـ7 يوميا

وأكد الباحثون أن تأثير العلاج كان مؤقتا وقابلا للعكس، إذ تراجعت الفوائد بعد التوقف عن إعطاء الجرعات، وهو ما يقلل من مخاطر فرط تنشيط الجهاز المناعي.

كما أظهرت الدراسة أن العلاج الجديد تفوق على السيتوكينات التقليدية، التي غالبا ما ترتبط بآثار جانبية قوية، موضحة أن استخدام mRNA يسمح بإنتاج بروتينات مناعية بشكل مضبوط ومؤقت، مع تقليل السمية.

وشدد القائمون على البحث على أن النتائج ما زالت تجريبية، إذ أُجريت على الحيوانات فقط، ولا يمكن تطبيقها على البشر حاليا قبل إجراء تجارب سريرية موسعة للتأكد من السلامة والفعالية.

واختتم الباحثون دراستهم بالتأكيد على أن هذا النهج قد يمثل مستقبلا واعدا لتحسين مناعة كبار السن، ودعم استجابتهم للقاحات، وتعزيز فعالية العلاج المناعي للسرطان، مع الحفاظ على توازن الجهاز المناعي.